الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا يواجه انتخابات هي "الأكثر تنافسية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما يتحدث أمام أنصاره خارج المحكمة العليا في مدينة ديربان. 27 مارس 2024 - Reuters
رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما يتحدث أمام أنصاره خارج المحكمة العليا في مدينة ديربان. 27 مارس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

مع اقتراب إجراء الانتخابات العامة في جنوب إفريقيا، يواجه حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، استحقاقاً هو "الأكثر تنافسية"، منذ انتهاء الفصل العنصري في عام 1994، بشكل لم يسبق له مثيل، بحسب "بلومبرغ".

وقالت "بلومبرغ" إن سلسلة من استطلاعات الرأي أظهرت أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مهدد بفقدان أغلبيته البرلمانية وسيطرته على عدة مقاطعات في الانتخابات، المقررة الأربعاء، إذ واجه ردود أفعالٍ عنيفة، بسبب سوء الخدمات الحكومية، وتفشي الفقر، والبطالة، والجريمة.

وأشارت الوكالة إلى اختلاف الديناميكيات السياسية في المقاطعات الثلاث التي تضم أكبر مدن جنوب إفريقيا. وقالت إن هذه المقاطعات ستلعب دوراً رئيسياً في تحديد أكبر الرابحين والخاسرين هذا الأسبوع.

كوازولو ناتال

وتضم مقاطعة كوازولو ناتال الشرقية، التي توجد بها مدينة ديربان، خُمس الناخبين المسجلين، ولديها تاريخ من السياسات المحمومة.

وذهب 80 من كبار رجال الحزب الحاكم إلى جميع سكان بلدات المقاطعة خلال هذا الشهر لحشد الدعم، واستمعوا إلى مجموعة من الشكاوى بشأن نقص الوظائف، وعدم كفاءة أعضاء المجالس البلدية.

وقالت ثولي خولا (39 عاماً) لرئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، جويدي مانتاشي، خلال زيارته منزلها: "لا ينبغي أن تجدني جالسة هنا في منزلي في منتصف النهار أثناء ساعات العمل، لكنني أجلس هنا، لأنني ليس لدي وظيفة".

وأضافت: "هذه بعض الأشياء التي تجعلني متشككة فيما إذا كنت سأصوت لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي أم لا".

وانتزع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي السيطرة على كوازولو ناتال من حزب "إنكاثا للحرية" في عام 2004، وحصل على 54% من الأصوات في المقاطعة عام 2019. لكن الحزب الحاكم خسر عدداً من الانتخابات البلدية الفرعية الأخيرة أمام منافسه الصاعد.

وفي غضون ذلك، يجذب حزب جديد يرأسه الرئيس السابق جاكوب زوما الجماهير. وقاد زوما، صاحب الشخصية المؤثرة البالغ من العمر 82 عاماً، جنوب إفريقيا لما يقرب من 9 سنوات "شابتها الفضائح" قبل الإطاحة به في عام 2018، وانفصاله عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في ديسمبر من ذات العام.

وينتمي زوما لمقاطعة كوازولو ناتال، ولا يزال يحظى بشعبية كبيرة هناك. وأظهر استطلاع للرأي نشرته مؤسسة "مارك داتا"، وكانت قد أجرته لصالح محطة "إي إن سي إيه" الإخبارية، حصول حزب زوما "مخونتو وي سيزوي"، على 46.4% من التأييد في المقاطعة، مقابل 14.5% لحزب "إنكاثا للحرية" و11.1% فقط لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

تراجع حزب المؤتمر الوطني

كما أظهرت سلسلة من الاستطلاعات الأخرى تراجع شعبية حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، مع تشكيك بعض المحللين في المنهجية التي يتبعها.

وفي أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، خاض حزبا المؤتمر الوطني الإفريقي و"إنكاثا للحرية" حرباً أهلية "غير معلنة" في مقاطعة كوازولو ناتال أججتها حكومة الفصل العنصري، وأودت بحياة الآلاف قبل إبرام هدنة.

ومنذ ذلك الحين، وقعت العشرات من حوادث الاغتيالات السياسية في المقاطعة، وسط تنافس مرير على المناصب والعقود الحكومية. وكانت كوازولو ناتال بؤرة لأعمال الشغب المميتة التي اندلعت في يوليو 2021 بعد اعتقال زوما لرفضه الإدلاء بشهادته في تحقيقات في قضايا فساد.

مقاطعة جاوتنج

وتلعب مقاطعة جاوتنج، وهي أصغر المقاطعات التسع في جنوب إفريقيا، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، أيضاً دوراً حاسماً في تحديد مصير حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.

ورغم سيطرته على المقاطعة الوسطى منذ عام 1994، حصل الحزب الحاكم على أكثر من نصف الأصوات في مقاطعة جاوتنج بنسبة ضئيلة في 2019. وانخفضت هذه النسبة هذا العام في استطلاع "مارك داتا" إلى 41%.

وتضم جاوتنج 24% من الناخبين، وتوجد بها جوهانسبرج، أكبر مدينة في البلاد، والعاصمة بريتوريا، وإكورهوليني، التي تُعد مركزاً صناعياً هاماً. وتسيطر على هذه المدن الثلاثة ائتلافات هشة تكافح من أجل تقديم الخدمات الأساسية.

وبذل الحزب الحاكم كل ما في وسعه خلال الأشهر الأخيرة لمحاولة إعادة بناء قاعدة الدعم في المقاطعة، ونفَّذ خططاً لتوفير 500 ألف فرصة عمل مؤقتة، وإجراء إصلاحات لمئات المحولات المتعطلة لتقليل انقطاع الكهرباء. 

ويمثل حزب "التحالف الديمقراطي" المعارض أكبر تحدٍ لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي في جاوتنج. وارتفعت شعبية حزب "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" بين العديد من السكان السود في بلدات المقاطعة بعد دعواته إلى تأميم البنوك والمناجم، ووضع جميع الأراضي تحت وصاية الدولة. ولم يتحسن المستوى المعيشي لهؤلاء السكان إلا قليلاً منذ انتهاء الفصل العنصري.

كيب الغربية

وتختلف سياسات مقاطعة كيب الغربية، التي تضم مدينة كيب تاون السياحية، اختلافاً ملحوظاً عن بقية البلاد، فهي المقاطعة الوحيدة التي لا يتمتع فيها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بأغلبية مطلقة.

ويسيطر حزب "التحالف الديمقراطي" على المقاطعة منذ عام 2009، لكن هذه السيطرة تتراجع أمام منافسين أصغر حجماً، من بينهم حزب "التحالف الوطني" الذي أسسه جايتون ماكنزي، وهو "مجرم سابق" تحول إلى رجل أعمال، في عام 2013.

تصنيفات

قصص قد تهمك