قالت حركة "حماس"، الخميس، إنها أبلغت الوسطاء باستعدادها للتوصل لاتفاق كامل يتضمن صفقة تبادل شاملة، إذا أوقفت إسرائيل حربها وعدوانها على غزة.
وأضافت الحركة، في بيان، أنها لن تقبل استمرار المفاوضات في ظل ما وصفته "بالعدوان والقتل والحصار والتجويع والإبادة الجماعية" في غزة.
وأشارت إلى أنها أبدت "مرونة وإيجابية مع جهود الوسطاء على مدى جميع جولات التفاوض غير المباشرة السابقة، وصولاً لإعلان الموافقة على مقترح الوسطاء في السادس من مايو الجاري".
واتهمت حماس، إسرائيل، باستخدم المفاوضات "غطاء لاستمرار العدوان والمجازر، والرد على موقفنا الإيجابي باجتياح مدينة رفح ضد الفلسطينيين"، وأنها "قدمت ملاحظات تفضي إلى تعطيل جهود الوسطاء".
شروط "حماس" للعودة إلى المفاوضات
وقال مصدر قيادي في "حماس" في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، إن "الحركة" أبلغت الوسطاء أنها ترفض العودة إلى مفاوضات الأسرى والهدنة في ظل "القتل والمذابح والمجازر المستمرة".
وذكر أن "الوسطاء تسلموا مقترحاً إسرائيلياً جديداً، لكن الحركة أبلغتهم أنها لن تتسلم المقترح، ولن تعود إلى التفاوض قبل توقف ماكينة القتل".
وأعلنت إسرائيل أنها قدمت مقترحاً للوسطاء أبدت فيه استعدادها للتفاوض على مسألتين رفضت التفاوض عليهما سابقاً، وهما: "أولاً، إطلاق سراح من هم على قيد الحياة من المحتجزين الإسرائيليين المدنيين في المرحلة الأولى، مهما بلغ عددهم"، و"ثانياً: الهدوء المستدام، بعد انتهاء المراحل الثلاث من العملية التفاوضية التي حددها مسار باريس.
وقال المصدر إن "الحركة لا تتوقع أي اقتراح جدّي من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وأن الأخير يستخدم المفاوضات غطاءً لمواصلة المجازر في غزة، وتخدير الرأي العام في إسرائيل المطالب بإتمام الصفقة بأسرع وقت بهدف إنقاذ أبناءهم الذين يقتلون تباعاً في عمليات القصف التي يقوم بها جيش الاحتلال في غزة".
نتنياهو "غير جاد"
وأشار إلى تصريحات أخيرة صدرت عن مسؤولين إسرائيليين تؤكد عدم جديّة نتنياهو وحكومته في التوصل إلى اتفاق، وأن الدافع وراء تحركهم في هذا الاتجاه هو خدمة أغراضهم السياسية داخلياً وخارجياً.
وقالت مصادر قريبة من الوسطاء لـ"الشرق"، إنّ إسرائيل تراجعت عن مطلبها السابق المتمثل في أن يكون لها حق الاعتراض على 150 أسيراً فلسطينياً محكوماً عليهم بالسجن مدى الحياة ممن ستطالب حماس بإطلاق سراحهم، لكنها تصر على إبعادهم خارج البلاد.
لكن يبدو أن ذلك لا يغري حماس بالعودة إلى طاولة المفاوضات وهي ترى المزيد من الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي توقع المزيد من الضحايا الفلسطينيين، وترى الضغط الدولي المتزايد على إسرائيل لوقف الحرب.