قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، الأربعاء، إن الملاحظات التي قدمتها حركة "حماس" على المقترح الأخير تتركز حول وقف النار، وسرعة الانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، ورفض أي تحفظ إسرائيلي على أي من أسماء الأسرى، الذين تطالب "حماس" بإطلاق سراحهم، ورفع الحصار.
وأضافت المصادر أن "الحركة طالبت بأن يجري الانسحاب خارج التجمعات السكانية، بمحاذاة الحدود، بما في ذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، بحلول اليوم السابع من المرحلة الأولى".
ويشمل ذلك الانسحاب من شارعي "الرشيد" و"صلاح الدين"، بما في ذلك إزالة المنشآت العسكرية، التي أُقيمت في هذه المنطقة.
وشددت حماس، في ردها، على رفض أي تحفظ إسرائيلي على أي أسير تطالب الحركة بإطلاق سراحه مقابل المحتجزين والأسرى الإسرائيليين.
وقال مسؤول في الحركة: "نحن ندرك أن إسرائيل ترفض أن تشمل صفقة التبادل حوالي مائة أسير فلسطيني محكوم بالسجن مدى الحياة، ونحن نرى أن لا معنى لأي صفقة بدون هؤلاء المئة"، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت رفضت إطلاق سراحهم في صفقة (الجندي الإسرائيلي جلعاد) شاليط عام 2011.
وطالبت الحركة بأن تكمل إسرائيل الانسحاب من كامل قطاع غزة، إلى الحدود، مع نهاية المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوماً، كما طالبت أيضاً بالإعلان عن وقف إطلاق النار مع نهاية المرحلة الأولى، يصير بعدها تبادل الأسرى من الجنود.
واشنطن تنتقد بعض تغييرات "حماس"
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن حركة "حماس" طلبت تغييرات في خطة الرئيس جو بايدن، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أن "بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، وبعضها الآخر ليس كذلك".
وأضاف بلينكن، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، أن "بعض مقترحات حماس تتجاوز ما قبلته في السابق"، مؤكداً عزم واشنطن والوسطاء على "سد الفجوة" في المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي، أن "حماس لا تستطيع تقرير مستقبل المنطقة، ولن يُسمح لها"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستطرح خلال الأسابيع المقبلة مقترحاتها بشأن "اليوم التالي" للحرب على غزة، لافتاً إلى أن "الحلول التي تم التوصل إليها مستدامة وليست مؤقتة".
ووصف بلينكن، الاتفاق المطروح في المفاوضات بأنه "شبه مطابق" لما طرحته "حماس" في 6 مايو الماضي، مضيفاً: "هذه كانت صفقة ساندها العالم بأكمله، وهي صفقة وافقت عليها إسرائيل، وكان بوسع حماس الرد بكلمة واحدة، وهي كلمة نعم".
فيما قال رئيس الوزراء القطري، إن بلاده تسعى لجسر الهوة بين مواقف الطرفين.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأربعاء، إن بعض التغييرات التي طلبتها الحركة "طفيفة"، ولكن بعضها الآخر "يحيد عن اتفاقات سابقة"، لوقف النار.
وأضاف في إفادة صحافية "العديد من التغييرات المقترحة طفيفة ومتوقعة. وتختلف تغييرات أخرى بشكل جوهري عما تم تحديده في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن واشنطن ستعمل مع مصر وقطر لجسر الهوة بشأن مقترح وقف إطلاق النار.