بعد عقود من الإقصاء السياسي، ربما يتاح لليمين المتطرف في فرنسا، أخيراً، فرصة لتشكيل حكومة، منذ الحرب العالمية الثانية، بعد انتخابات تشريعية على مرحلتين بدأت، الأحد، وتنتهي 7 يوليو الجاري، فيما تتصاعد مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن الفوز الذي قد يمثل تغييراً جذرياً محتملاً في قلب التكتل.
وفاجأ الرئيس إيمانويل ماكرون البلاد عندما دعا إلى انتخابات مبكرة بعدما سحق حزب "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان، ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه ماكرون في الانتخابات الأوروبية في وقت سابق من يونيو الجاري.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها 06:00 بتوقيت جرينتش، على أن تغلق عند الساعة 16:00 بتوقيت جرينتش في البلدات والمدن الصغيرة، بينما تغلق في المدن الكبرى 18:00 بتوقيت جرينتش، حين يتوقع صدور أول استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع والتوقعات المتعلقة بالمقاعد في الجولة الثانية.
وفيما يلي أبرز المحطات في تاريخ التيار الذي هيمنت عليه عائلة لوبان لأكثر من نصف قرن:
1972
أسس الجندي السابق جان ماري لوبان "الجبهة الوطنية"، وهو حزب يميني متطرف يتألف من قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الجزائر والمتعاونين الفرنسيين من نظام "فيشي".
1974
خاض لوبان الانتخابات الرئاسية، لكنه حصل على أقل من 1% من الأصوات، وبعد ذلك بعامين تعرض منزله في باريس لهجوم بقنبلة. ولم يتم تحديد الجناة.
1981
لم يستطع لوبان جمع العدد الكافي لتأييد ترشحه للانتخابات الرئاسية، والتي فاز بها اليساري فرانسوا ميتران. وفي السنوات التالية، اجتذب لوبان تدريجياً مؤيدين جدد.
1986
فاز الحزب بأول مقاعده في البرلمان المعروف باسم "الجمعية الوطنية".
1987
أدلى لوبان بتعليقات مهينة تتعلق بالرجال المثليين المصابين بفيروس نقص المناعة "إيدز"، في إطار ميله الدائم لإثارة الغضب بتوجيه إهانات عنصرية، ومعادية للسامية، وهو ما عرضه في أحيان كثيرة لمشكلات قانونية، لكنه ظل يحظى بدعم قطاع من الناخبين.
1988
حصل لوبان على 14.4% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وفي العام التالي فاز حزب "الجبهة الوطنية" بأكثر من 10% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية.
كما بدأ الحزب في التركيز على المهاجرين المسلمين باعتبارهم أحد اهتماماته السياسية الرئيسية.
1995
فاز حزب "الجبهة الوطنية" بثلاثة مجالس بلدية في الجنوب، تولون وأورانج ومارينيان، مما يشير إلى تنامني شعبيته.
2002
ترشح لوبان للرئاسة، وحصل على 16.86% من الأصوات، وهو ما كان كفيلاً بتأهيله لخوض جولة إعادة أمام جاك شيراك. أحدث هذا الأداء القوي صدمة في جميع أنحاء فرنسا، وشاع الاشمئزاز من احتمال تحقيق مثل هذا الحزب اليميني المتطرف لنتائج جيدة.
وتضامن سياسيون من اليمين واليسار معا لمنع لوبان من الفوز في الجولة الثانية. وفاز شيراك بأكثر من 80% من الأصوات في جولة الإعادة.
2008
قضت محكمة بسجن لوبان 3 أشهر مع إيقاف التنفيذ وتغريمه 10 آلاف يورو لقوله إن الاحتلال النازي لفرنسا "لم يكن غير إنساني إلى حد كبير".
2011
أصبحت مارين لوبان، ابنة لوبان، الزعيمة الجديدة لـ"الجبهة الوطنية" بعد فترة اتسم فيها أداء الحزب بالضعف في استطلاعات الرأي وواجه فيها ضغوطاً مالية متزايدة.
2012
مارين لوبان تخوض أول انتخابات رئاسية وتنتهي مساعيها بالفشل.
2014
حقق حزب "الجبهة الوطنية" نتائج مميزة في انتخابات العام، ليصبح له السيطرة على 11 مجلساً بلدياً كما حصل على المركز الأول في انتخابات البرلمان الأوروبي.
2015
تم تعليق عضوية جان ماري لوبان في الحزب بعد وصف المحرقة بأنها "تفصيلة" من الحرب العالمية الثانية. وفي نفس العام فصلته ابنته من الحزب.
2017
ترشحت مارين لوبان للرئاسة مرة أخرى، لكنها خسرت أمام إيمانويل ماكرون. وبعد ذلك، كثفت جهودها لجعل الحزب أكثر قبولاً لدى جمهور أوسع من الناخبين، سعياً إلى النأي به عن ماضيه العنصري والمعادي للسامية، وفي الوقت نفسه منح نوابه البرلمانيين مظهراً أكثر احترافية عبر تدريب إعلامي وحضور واضح على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي عام 2018، غيرت اسم الحزب إلى "التجمع الوطني".
2022
تم اختيار جوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 عاماً، وهو أحد تلاميذ مارين لوبان، ليكون الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني.
يونيو 2024
قاد بارديلا الحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي، وهزم حزب ماكرون، ودفع الرئيس إلى الدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وبارديلا مرشح حزب التجمع الوطني لرئاسة الوزراء.