أحجم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، عن التعليق على مقترح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا ليست على دراية بتفاصيله.
وأضاف بيسكوف للصحافيين: "هذا ليس أول تعليق لترمب في هذا الشأن، فقد أدلى بتعليقات مماثلة في وقت سابق. ولا يمكننا التعليق على مقترح دون معرفة تفاصيله".
ويشير الكرملين بشكل متكرر إلى أن أي خطة للسلام تقترحها إدارة ترمب المحتملة مستقبلاً يتعين أن تعكس الواقع على الأرض حيث تسيطر القوات الروسية على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا، مؤكداً على أن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على إجراء محادثات، لكن كييف تعتبر شروط موسكو لإنهاء الحرب بمثابة مطالبتها بالاستسلام.
"لن تحل في يوم"
وفي ذات السياق، ذكر مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الذي تسلمت بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، أن "أزمة أوكرانيا لا يمكن أن تحل في يوم واحد" وذلك رداً على سؤال عن تصريحات متكررة صدرت عن ترمب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية مفادها أن بمقدوره إنهاء الحرب خلال 24 ساعة إذا فاز في الانتخابات.
المناظرة الرئاسية
لم تخل مناظرة، الخميس الماضي، بين الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن ومنافسه المحتمل الجمهوري دونالد ترمب من الإشارة إلى الرئيس الروسي بشكل متكرر، إذ وردت الإشارة إليه أكثر من 12 مرة خلال ساعة ونصف الساعة بينما كانا يتنافسان لإظهار من هو الأكثر صرامة على صعيد السياسة الخارجية.
وقال ترمب عن بايدن في بداية سلسلة من المشادات بين المرشحين بشأن الحربين في أوكرانيا وغزة: "لو كان لدينا رئيس حقيقي رئيس يحترمه بوتين لما غزا أوكرانيا أبداً".
ورد بايدن بالقول: "استمر، دع بوتين يدخل ويسيطر على أوكرانيا، ثم ينتقل إلى بولندا وأماكن أخرى. انظر ماذا سيحدث بعد ذلك. ليس لديه أي فكرة عما يتحدث عنه من الأساس".
وهيمنت على المناقشات بشأن الصراع في أوكرانيا كيفية إنهاء الحرب هناك، والجدل بشأن الدعم الأميركي لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وما إذا كانت الدول الأوروبية تسهم بما يكفي في الجهود ضد الغزو الروسي.
ولم يذكر ترمب أي تفاصيل بشأن كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة إذا فاز في الانتخابات، لكنه قال: "سأصل لتسوية للحرب بين بوتين ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي لدى انتخابي رئيساً قبل أن أتسلم المنصب في 20 يناير المقبل. ستكون الحرب قد انتهت، وسأسوي الأمر بسرعة قبل أن أتسلم المنصب".
وكان بوتين عبّر عن عدم اهتمامه بنتيجة الانتخابات الأميركية، وقال في وقت سابق من الشهر الجاري عندما سألته وكالة "رويترز" عما إذا كان يعتقد أن نتيجة الانتخابات الأميركية ستحدث فرقاً بالنسبة لموسكو: "في الأساس نحن لا نهتم".
وأضاف: "بالنسبة لنا، لا نعتقد أن النتيجة النهائية تحمل أهمية كبيرة. سنعمل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأميركي".
وهناك أمور ستكون في حسبان الناخب الأميركي لدى إدلائه بصوته في الخامس من نوفمبر المقبل، إذ سيكون مضطراً إلى الموازنة بين قضايا السياسة الخارجية مثل أوكرانيا وإسرائيل من ناحية ومخاوف أكثر تركيزاً على الشؤون المحلية مثل الهجرة والإجهاض والاقتصاد، بسحب وكالة "رويترز".