فرنسا.. مرشحون ينسحبون في محاولة لعرقلة اليمين المتطرف

time reading iconدقائق القراءة - 5
زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف مارين لوبان تدلي بصوتها في الانتخابات التشريعية داخل مركز اقتراع في شمال فرنسا. 30 يونيو 2024 - AFP
زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف مارين لوبان تدلي بصوتها في الانتخابات التشريعية داخل مركز اقتراع في شمال فرنسا. 30 يونيو 2024 - AFP
باريس-رويترز

كثَّف معارضو حزب التجمع الوطني الفرنسي، الثلاثاء، محاولتهم لمنع اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة مع اتفاق مزيد من المرشحين على الانسحاب من الجولة الثانية من الانتخابات المقرر إجراؤها مطلع الأسبوع.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن أكثر من 200 مرشح أكدوا أنهم لن يخوضوا الجولة الثانية المقررة في 7 يوليو، لانتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) المؤلف من 577 مقعداً.

وحقق حزب التجمع الوطني، الذي تتزعمه السياسية البارزة مارين لوبان، تقدماً كبيراً في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت، الأحد، بعد أن جاءت مغامرة الرئيس إيمانويل ماكرون بإجراء انتخابات مبكرة بنتائج عكسية أحلَت معسكره الوسطي في المركز الثالث خلف حزب التجمع الوطني وتحالف يساري تشكل على عجل.

ولكن حتى قبل المناورات التي جرت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لتشكيل "جبهة جمهورية" لعرقلة الحزب المناهض للهجرة والمشكك في الاتحاد الأوروبي، كان من غير الواضح تماماً مدى قدرة حزب التجمع الوطني على حصد 289 مقعداً لازمة لتحقيق الأغلبية.

"المباراة لم تنته"

وتوقَّع قائمون باستطلاعات رأي للجولة الأولى أن يحصل التجمع الوطني على ما بين 250 و300 مقعد، لكن ذلك كان قبل انسحابات تكتيكية ودعوات شملت أحزاباً مختلفة للناخبين بأن يدعموا أي مرشح أقدر على إلحاق الهزيمة بمنافس محلي من حزب التجمع الوطني.

وقالت رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن إيدالجو، لقناة "فرانس2"، إن "المباراة لم تنته.. يتعين علينا حشد كل قوانا".

ويعارض حزب التجمع الوطني تعزيز التكامل مع الاتحاد الأوروبي وقد يقطع التمويل عن الاتحاد، وأثارت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان مخاوف من مدى تأثير تطبيق "تفضيلاته الوطنية" وسياساته المناهضة للمهاجرين على الأقليات العرقية، كما يتساءل اقتصاديون عما إذا كانت خططه للإنفاق الضخم لديها من مصادر التمويل ما يغطيها بالكامل.

وفي وارسو، دعا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي إلى بذل جهد أكبر لمعالجة مخاوف الناخبين العاديين والتصدي للنزعة القومية المتصاعدة بعد محادثات مع نظيره المستشار الألماني أولاف شولتز.

وانتعشت الأسواق المالية، الاثنين، نتيجة ارتياحها لأن أداء اليمين المتطرف لم يكن أفضل، لكن رد الفعل أضعفه إدراك أن برلماناً بلا أغلبية واضحة قد يواجه أيضاً جموداً في إقرار السياسات طوال الفترة المتبقية من رئاسة ماكرون التي من المقرر أن تستمر حتى 2027.

"الجبهة الجمهورية"

وشاع غموض في بادئ الأمر بشأن ما إذا كان حلفاء ماكرون سيتنحون في المنافسات المحلية لصالح مرشحين منافسين في وضع أفضل من حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف بزعامة جان لوك ميلينشون.

لكن ماكرون قال، الاثنين، في اجتماع مغلق للوزراء في قصر الإليزيه إن الأولوية القصوى هي منع حزب التجمع الوطني من الوصول إلى السلطة، وإنه يمكن تأييد مرشحي حزب "فرنسا الأبية" إذا لزم الأمر.

ونجحت "الجبهة الجمهورية" من قبل، كما حدث في عام 2002 حين احتشد الناخبون من كافة المشارب خلف جاك شيراك للتغلب على والد لوبان، جان ماري، في المنافسة الرئاسية.

لكن ليس من المؤكد مدى استعداد الناخبين هذه الأيام لاتباع توجيهات الزعماء السياسيين، كما أن جهود مارين لوبان لتحسين صورة حزبها جعلته أقل تنفيراً لدى الملايين.

وأظهر استطلاع، أجْرته مؤسسة "إيفوب" لاستطلاعات الرأي، أن أغلبية صغيرة ممن صوتوا للتيار المحافظ في الجولة الأولى سيدعمون المرشح اليساري الأقدر على التغلب على منافس حزب التجمع الوطني في الجولة الثانية، ما لم يكن هذا المرشح من حزب فرنسا الأبية بزعامة ميلينشون.

تصنيفات

قصص قد تهمك