تعتزم الولايات المتحدة توسيع استعدادها العسكري ومراقبتها في منطقة القطب الشمالي في ضوء اهتمام الصين وروسيا المتزايد بالمنطقة، إلى جانب مخاطر جديدة ناجمة عن تسارع تغير المناخ.
وحسبما أوردت "بلومبرغ"، فقد اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في تقرير جديد بشأن استراتيجية القطب الشمالي لعام 2024، صدر، الاثنين، أن ثمة حاجة إلى اتخاذ تدابير "تضمن ألا يصبح القطب الشمالي منطقة استراتيجية محجوبة"، لأن ذوبان الجليد يجعل الوصول إلى المنطقة أكثر سهولة اقتصادياً وعسكرياً.
وتشمل الأولويات، تحسين مراقبة المنطقة الشاسعة، فضلاً عن الأبحاث المتعلقة بأنظمة التحذير من الصواريخ الفضائية، وتعميق التنسيق عبر حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومع كندا من خلال قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية، وتحسين اتصالات الأقمار الصناعية والبيانات.
وقالت الوزارة أيضاً، إنها تحتاج إلى وضع نماذج أفضل، وتوقعات بشأن البيئة سريعة التغير من أجل الاستعداد لخوض قتال محتمل في ظروف لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير في أقصى الشمال.
من جهته، قال وزير الدفاع لويد أوستن في مذكرة مرفقة إن "الولايات المتحدة دولة في القطب الشمالي، والمنطقة مهمة للدفاع عن وطننا، وحماية السيادة الوطنية الأميركية والتزاماتنا بموجب معاهدة الدفاع".
وأضاف: "التغيرات الجيوسياسية الكبرى تدفع الحاجة إلى هذا النهج الاستراتيجي الجديد تجاه القطب الشمالي".
وسلطت وزارة الدفاع الأميركية، الضوء على القلق بشأن "التحالف المتزايد" بين الصين وروسيا، أكبر منافسين لواشنطن في مجال الأمن القومي.
عزل موسكو وتحالفها مع بكين
وكان الغزو الروسي لأوكرانيا سبباً في عزل موسكو عن الدول السبع الأخرى التي تحيط بالقطب الشمالي، وجميعها الآن أعضاء في حلف الناتو، وجعلها أكثر اعتماداً على الصين، التي تسعى لتحقيق أجندتها الخاصة في المنطقة.
كما وجدت دول القطب الشمالي في أميركا الشمالية وأوروبا نفسها في مواجهة تهديدات جديدة، بدءاً من التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وما يشتبه بأنه "مناطيد التجسس".
وعلى الرغم من أنها ليست دولة في القطب الشمالي، تحاول الصين اكتساب النفوذ والوصول "ولعب دور أكبر في الحكم الإقليمي". وأشار البنتاجون إلى أنها (بكين) "تشغل 3 كاسحات جليد في المنطقة، لإجراء أبحاث مدنية عسكرية مزدوجة، واختبرت مركبات مُسيّرة تحت الماء، وطائرات يمكنها التحليق في المنطقة القطبية".
ولفتت "بلومبرغ" إلى أن درجة حرارة منطقة القطب الشمالي ترتفع بمعدل أسرع عدة مرات من أي منطقة أخرى على وجه الأرض، ما يوفر فرصاً للبلدان المطلة على سواحل القطب الشمالي لاستغلال الموارد المعدنية وموارد الطاقة التي لا تزال نظرية إلى حد كبير.
وتتغير الأهمية الاستراتيجية للمنطقة أيضاً مع ذوبان الجليد البحري، ما يعني أن مضيق "بيرينج" بين ألاسكا وروسيا، وبحر بارنتس شمال النرويج "أصبح أكثر قابلية للملاحة وأكثر أهمية اقتصادياً وعسكرياً"، وفقاً للتقرير.
وتواصل روسيا الاستثمار في البنية التحتية العسكرية الجديدة، وتجديد منشآت الحقبة السوفيتية في المنطقة. كذلك، يتمركز أسطولها الشمالي في شبه جزيرة كولا، إلى جانب صواريخ باليستية تطلق من الغواصات.
وأوضح تقرير البنتاجون، أن روسيا "لديها مسار واضح للوصول إلى الأراضي الأميركية عبر القطب الشمالي"، ويمكنها استخدام قدراتها هناك لمنع الولايات المتحدة من الاستجابة لأزمات في أوروبا أو منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وبحسب التقرير، فإن بنيتها التحتية البحرية لموسكو يمكن أن تسمح لها أيضاً بالسيطرة على طريق بحر الشمال، حتى في المناطق التي ليس لها فيها أي مطالبات قانونية بالسيادة.