"سي إن إن": ترمب "أحرق الجسور" مع أوروبا.. وبايدن يحتاج سنوات لإعادة التحالف

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متوسّطاً المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونن خلال قمة حلف شمال الأطلسي في بريطانيا - 4 ديسمبر 2019  - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متوسّطاً المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونن خلال قمة حلف شمال الأطلسي في بريطانيا - 4 ديسمبر 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

اعتبرت شبكة "سي إن إن" أن نهج الرئيس دونالد ترمب خلال السنوات الأربع الماضية "ترك أثراً سيئاً في أوروبا"، حتى إنه بات من الصعب توقع كيف يمكن لخليفته الرئيس المنتخب جو بايدن إعادة أهم تحالفات الولايات المتحدة إلى مسارها الصحيح.

وقالت الشبكة الأميركية في تقرير نشرته، السبت، إن وزير الخارجية مايك بومبيو ألغى رحلته الأخيرة للقاء زعماء أوروبا وأعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، لافتة إلى أنه بينما زعمت الوزارة أن سبب الإلغاء هو أن يتمكن بومبيو من العمل على انتقال السلطة إلى بايدن، فإن المسؤولين الأوروبيين يشكون في أن الإلغاء يُعزى إلى أن "وزير الخارجية أدرك أنه قد رتّب لحفلة وداع لا يرغب أحد في حضورها"، على حد تعبيرها.

ولفتت إلى أن تصرف بومبيو الأخير قد أدى إلى "نهاية مخزية لأربع سنوات من الأحداث المتفاقمة مع البيت الأبيض الذي خرج عن مساره وأحرق الجسور كافة مع الحلفاء الذين فوجئوا بانتخاب ترمب، ثم أصيبوا بالذعر من عجز إدارته عن كبح جماحه".

خروج عن المسار 

ونقلت "سي إن إن" عن دبلوماسي أوروبي كبير قوله: "من وجهة نظرنا، فإن ترمب كان يرى أوروبا أنها عدو، كما أن التأثير الدائم لفكرة (أميركا أولاً) التي كان يتبناها هو أن الولايات المتحدة ستحظى بأصدقاء أقل في أوروبا".

فيما قال مسؤول كبير آخر في الاتحاد الأوروبي إن "الرأي السائد في بروكسل هو أن ترمب قد خرج عن المسار الصحيح من خلال تخليه التدريجي عن الكثير من الأمور التي يعمل الاتحاد الأوروبي من أجلها على المسرح العالمي، وتحديداً الاتفاق النووي الإيراني واتفاقية باريس للمناخ".

ووفقاً للشبكة الأميركية، "لم تلقَ إدارة بايدن الاحتفاء  نفسه الذي حظي به الرئيس السابق باراك أوباما كرئيس منتخب، وذلك لأن ترمب قد أضر بالعلاقات أكثر من جورج دبليو بوش".

وفي تعليق على فترة ترمب، قال تايسون باركر وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية، في إدارة أوباما، إن الأوروبيين اعتبروا السنوات الأربع الماضية "بغيضة للغاية".

وتابع: "سيكون من المهم أن نرى كيف ستعترف الإدارة الجديدة بالضرر الذي ألحقه ترمب بسمعة أميركا". 

انتخابات 2024

لفتت "سي إن إن" إلى أنه عند التحدث إلى الدبلوماسيين الأوروبيين ومسؤولي الاتحاد الأوروبي تظهر حقيقة أن أوروبا "فقدت ثقتها بالولايات المتحدة"، وعلى الرغم من التفاؤل بأن بايدن سيتبنى نهجاً أكثر تعاوناً يتضمن الأولويات المشتركة، فإن الدبلوماسيين والمسؤولين الأوروبيين يصرون على ضرورة التحرك نحو سياسة دفاعية مستقلة.

وأضافت: "ثمة رأي يتشاركه العديد من المسؤولين الأوروبيين وهو أن ترمب قد خسر الانتخابات، لكن من الواضح أنه لا يزال هناك الكثير من الدعم لسياسته، كما أنه يمكن لإيفانكا ترامب أو دونالد ترامب جونيور أو مايك بومبيو أو أي من حلفائه الآخرين حمل الشعلة والفوز بالانتخابات في عام 2024".

سنوات حتى ينقشع الضباب

"سي إن إن" توقعت أن "الأمر سيستغرق أكثر من 4 سنوات حتى ينقشع الضباب الذي يُخيّم على العلاقات الأميركية-الأوروبية"، مشيرة إلى أن هناك "مخاوف من ألا تعود هذه العلاقات أبداً إلى ما كانت عليه سابقاً".

واختتمت: "لم يترك عصر ترمب للأوروبيين أي خيار سوى الانتظار لمعرفة حجم الأولوية التي سيوليها بايدن لاستعادة مكانة أميركا على المسرح العالمي، كما أنهم سيستخدمون أربع سنوات من الهدوء النسبي في ظل حكم بايدن لبناء ضمانات ضد الاحتمال المرجح للغاية لفوز آخر مشكك في أوروبا بمنصب زعيم البيت الأبيض في عام 2024".