تحت شعار "الرياض تقرأ"، انطلقت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، بتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة، التابعة لوزارة الثقافة السعودية، بمشاركة أكثر من ألفي دار نشر، من أكثر من 30 دولة، موزّعة على 800 جناح.
روابط ثقافية وتاريخية
وللمرّة الأولى، تحلّ دولة قطر ضيف شرف المعرض، وتقدّم تجربة ثقافية مميّزة، تعكس منجزاتها الأدبية والفكرية، وموروثها الثقافي الأصيل، وتاريخها وفنونها المتنوّعة، من خلال جناح يستعرض مخطوطات وإصدارات دولة قطر، بمشاركة رموز الثقافة القطرية من مثقفين ومبدعين، في إطار برنامج متنوّع.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان: "نعمل وفق استراتيجية متكاملة لتحويل الثقافة لأحد أهم عوامل النهوض بالوعي المعرفي والثقافي للمجتمع، ودعم اقتصاد الصناعات الإبداعية والفكرية، وتمكين صناعة النشر وتزايد حركة التأليف والترجمة السعودية".
وأكد أن تعزيز الثقافة "هو معيار للارتقاء بجودة الحياة، ودفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي الوطني، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030".
وأشار علوان إلى أن اختيار دولة قطر ضيف شرف المعرض، "يعكس الدور الثقافي والفكري الرائد لقطر في المشهد الثقافي الخليجي والعربي، وعمق الروابط بين البلدين".
عمق العلاقات الثقافية
من جهته أكد جاسم أحمد البوعينين، مدير إدارة المكتبات في وزارة الثقافة القطرية لـ "الشرق"، أن مشاركة دولة قطر كضيف شرف في معرض الرياض، "تؤكد عمق العلاقات الثقافية بين الدولتين الشقيقتين"، ولفت إلى أن جناح الوزارة يعرض إصدارات فكرية قطرية، وينظّم ورش عمل، وجلسات نقاشية لكُتّاب ومثقفين قطريين، فضلاً عن عروض الحرف الشعبية وفعاليات للأطفال.
وأوضح "أن هناك خمس دور نشر قطرية تشارك في المعرض، مشيراً إلى عرض إصدارات فكرية وفنية جديدة، حول الشعر القطري، والعمارة التقليدية في قطر وغيرها من الموضوعات".
كما تحدث عن "تفاعل الجمهور السعودي الكبير واهتمامه بالنتاج الفكري والشعري القطري"، مشيداً بالتطوّر الذي يشهده المعرض كل عام، "ويجذب جمهوراً واسعاً من مختلف الدول العربية، ما يجعله حدثاً ثقافياً مهماً على مستوى المنطقة".
ولفت إلى وجود أسماء ثقافية وفنية قطرية بارزة، تشارك في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، مثل الدكتور أحمد عبد الملك، والكاتب والمعلّق خالد جاسم، فضلاً عن ناصر حنزاب.
تحديثات
وتشهد هذه الدورة من المعرض، تطوراً ملحوظاً، يتمثّل في استحداث منطقة أعمال متخصّصة بمشاركة الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلفين وعقودهم، والمطابع المحلية التي تشارك للمرّة الأولى في معارض الكتب المحلية لتقدّم خدماتها للناشرين.
كما سيتم عمل ممر تكريمي للشاعر الراحل الأمير بدر بن عبدالمحسن تكريماً لمسيرته الأدبية الحافلة، وإرثه الشعري الواسع الملموس في المشهد الثقافي السعودي والعربي.
البرنامج الثقافي
يشهد المعرض هذا العام برنامجاً ثقافياً ثرياً، وأكثر من 200 فعالية لجميع الفئات العمرية، تشمل ندوات وجلسات حوارية، ومحاضرات وأمسيات شعرية، فضلاً عن العروض الفنية والمسرحية، وورش العمل التي تناقش موضوعات مختلفة، بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين المحليين والعالميين.
يعدّ معرض الرياض الدولي للكتاب، الحدث الثقافي الأبرز في المملكة، ومنصّة ثقافية تجمع صنّاع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات ودور النشر المحلية والدولية مع القرّاء، والمهتمين بشؤون الثقافة ومجالات المعرفة.
يذكر أن المعرض يفتح أبوابه ابتداءً من 26 سبتمبر وحتى 5 أكتوبر 2024، من الساعة 11 صباحاً حتى الساعة 12 منتصف الليل، ما عدا الجمعة من الساعة 2 مساءً حتى الساعة 12 منتصف الليل.