استضاف معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، ندوة حوارية بعنوان "مجامع اللغة.. الأدوار والتحديات"، شارك فيها رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية حسن الشافعي، ورئيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية عبدالله الوشمي، والمستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دولة قطر حنان الفياض، وخبير اللغة العربية أحمد الملا.
تحدث الشافعي في مستهل الندوة عن الهدف من تأسيس اتحاد المجامع العربية، بهدف الإشراف على عملها وتوحيد جهودها والتنسيق فيما بينها.
ولفت إلى أن الجامع الرئيس بين نشاط الاتحاد والمجامع العربية، "يكمن في المشروعات والأعمال التي لا يمكن أن تقوم إلا على أساس قومي، وعلى صعيد عربي موحّد".
وأشار الوشمي إلى أبرز التحديات الراهنة التي تواجه المجامع اللغوية العربية، وأبرزها التحدي التقني، لافتاً إلى أن اللغات التي بقيت إلى اليوم، هي اللغات التي تحوّلت إلى الكتابة، أما اللغات التي ستبقى إلى القرون القادمة فهي اللغات التي دخلت أو ستدخل مجال الذكاء الاصطناعي والتقنية والحوسبة".
أضاف: "لذلك كان الخيار الوحيد للمجمع، هو النظر إلى الحوسبة والتقنية وخوارزمياتها، بوصفها مساراً رئيساً من مسارات العمل في وقتنا الحالي".
وأشار إلى انتهاج المجمع "مجموعة البرامج والأنشطة التي يشارك فيها من أجل معالجة هذا التحدي، ومنها: أن المجمع يستعدّ للمشاركة في معرض "جايتكس"، الذي سيقام في دبي، فضلاً عن مشاركته في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي".
كما أطلق المجمع بالشراكة مع (سدايا) "مؤشر بلسم"، الذي يقيس النماذج اللغوية الضخمة ومدى دقتها، وكذلك"منصّة فلك" التي أتاحها المجمع للباحثين، فضلاً عن مجموعة المعامل التي يحتويها المجمع، وتُعنى بمعالجة اللغة العربية آلياً.
فيما جاء حديث الفياض، بلغة تفاؤلية نحو مستقبل مشرق للغة العربية، مشيرة إلى كمية البرامج المعنية باللغة العربية، التي يديرها نخبة من الشباب الطموح من على منصّات التواصل.
وأكدت "أن عدد المشاهدات المليونية لبعض تلك البرامج؛ يعكس تفاؤلاً كبيراً، ويقيس مدى نضج هذا الجيل ووعيه وتحوّله من المرحلة التقليدية الانهزامية المولعة بالنموذج الغربي، إلى منتقد لها في مقابل الاعتزاز بلغته وهويته العربية الأصيلة".
وعن وجود برامج وطرق إبداعية في تعليم اللغة العربية تضطلع بها المجامع العربية، أكد الملا، "أن هذا المجال متعدّد المسارات في اللغة الإنجليزية، وأن هناك تنوّع ثري في مجال تعليم اللغة العربية للبالغين، أما تعليم الناشئين فلا زالت طرقه شحيحة، وهناك بعض الجهود التقليدية التي تحتاج إلى تطوير ومراجعة، مؤكداً أن اللغة العربية ثرية، وتحتاج إلى معجم مصوّر لمفردات العربية الموجّهة إلى غير العرب".