جيل الشباب نخبة قرائه.. أسامة المسلم ينعش أدب الفانتازيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
أسامة المسلم مع وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان أثناء تسلمه جائزة الثقافة الوطنية في الأدب (2024) - @OsamahAlmuslim
أسامة المسلم مع وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان أثناء تسلمه جائزة الثقافة الوطنية في الأدب (2024) - @OsamahAlmuslim
الرياض-حسن رحماني

دفعه انتماؤه لعوالم الفانتازيا إلى الأضواء والشهرة، وأدار بوصلة الإعلام تجاهه، فأصبح الكاتب والروائي السعودي أسامة المسلم، حديث الأوساط الثقافية، وانهال القرّاء على أعماله من كافة أنحاء الوطن العربي.

يرى البعض أن تجربته الروائية المحمّلة بـ (32) رواية، لا تتّسق مع عمرها، إذ إن 10 سنوات، غير كافية لإصدار هذا الكم، وسنة واحدة لا تحتمل إصدار 5 روايات، لكنه فعلها.

ويرى آخرون أن جماهريته الطاغية الكفيلة بإثارة الفوضى في أماكن تواجده، ليست سوى تجمّع لمراهقين لا يشكّلون وزناً ثقافياً، على عكس ما يراه الكاتب، فالشباب هم من يقرؤون ويجدّدون الأدب ويحيون الثقافة. 

 "الشرق" التقت أسامة المسلم في معرض الرياض للكتاب 2024، الذي حصل أخيراً على جائزة الثقافة الوطنية في الأدب.

ما هو سر الجماهيرية الكبيرة والمفاجئة التي نراها؟

المفاجأة ربما كانت للوسط الثقافي المغيّب، فأنا أكتب منذ 10 سنوات، ولدي جمهور كبير، ربما لم يكن كبيراً منذ السنة الأولى أو الثانية، لكن من منذ عام 2017 يزدحم القرّاء حولي كما ترون، وأقرب مثال على ذلك أن أعمالي لم تخرج طيلة 10 سنوات من أكبر سلسلة مكتبات في السعودية، وهذا ليس زهواً، لكنه رد على قدر السؤال.

أما المفاجأة الأخرى فهي انتباه الإعلام المعني بالثقافة، ولا أعلم كيف سينتبه الإعلام لهذا الازدحام، ربما لأن بوصلته كانت ثابتة باتجاه واحد، منطقة واحدة، لكن وبفضل الله استطعت أن أكسرها.

 جماهيريتك الطاغية تنحصر بفئة عمرية محددة، ما هو سبب انجذابها بأعمالك؟ 

صحيح، فالسواد الأعظم من القرّاء هم تحديداً بين  12 و 25 عاماً، والسبب أن فئة الشباب هم من يقرؤون ويجددون الأدب عبر التاريخ، ولا أعلم من أين أتينا بفكرة أن القارئ هو شخص كهل محبوس في مكتبته. هناك نفورمن نوع معيّن من الأدب، وليس القراءة بشكل عام. 

هل قصدت منذ البداية اجتذاب هذه الفئة العمرية من خلال استخدام الفانتازيا كأداة؟

بالتأكيد لا، لكني شخصياً من عشّاق الفانتازيا، ودراستي للأدب الإنجليزي ساعدتني كثيراً، ومن خلال مراقبة بسيطة للأدب العالمي، أيقنت أن أدب الفانتازيا هو المتسيّد والمهيمن عالمياً، وهذا الأمر يظهر بوضوح من خلال أعمال مثل "Game of Thrones"، و"Twilight"، و"Harry Potter".

 كان سؤالي لماذا لا يكون لها التأثير نفسه لدينا في العالم العربي، وكانت الإجابة ببساطة؛ أننا لا نقدّمه، في حين أن الشباب يرغبون بقراءته.

هل تعتقد أن تجربتك الروائية في الفانتازيا أثبتت أهميته في المجتمع؟

هذا النوع من الأدب موجود ومطروق ومقبول بقوّة، لكن تجربتي شجّعت الكثير من الكتّاب الشباب، وفتحت لهم الطريق للكتابة في أدب الفانتازيا والرعب، بعد أن كانوا يكتبون على استحياء خشية عدم قبول أعمالهم.

إذن هل نستطيع القول بأنك رائد فانتازيا الأدب العربي؟

لا أحب أن أعطي نفسي هذا اللقب، سأترك هذا الأمر للجمهور والمراقبين للمشهد الأدبي، لكن يجب القول بأن الفانتازيا في الأدب العربي كانت شبه معدومة منذ ألف ليلة وليلة.

أصدرت حوالي 32 رواية خلال السنوات العشر الماضية وهذا رقم كبير جداً، ماذا تقول عن غزارة الإنتاج هذه؟

بدأت نشر أعمالي عام 2015، لكني أكتب منذ زمن طويل، ولديّ العديد من الروايات غير المنشورة، فخزينتي الكتابية تختلف عن خزينة النشر. كنت أنتج في السنة الواحدة ما بين 3 إلى 5 إصدارات، لكن مضى أكثر من عام ولم أنشر شيئاً بسبب الانشغالات.

أما فيما يتعلق بغزارة الإنتاج، فأنا أكتب بشكل يومي، ولا أبالغ إن قلت بأني قد أقضي أحياناً في الجلسة الواحدة من 10 إلى 12 ساعة متواصلة، تتخللها وقفات بسيطة، لكن الشرط الأساسي لدي ألا يمضي يوم من دون كتابة فكرة أو نصّ. 

مع هذا الزخم في الإنتاج كيف تستطيع أن تستولد الأفكار، فهل تولد الفكرة مكتملة بما يجعلها جاهزة للتدوين من دون التدقيق أو المراجعة؟

لا طبعاً ليست مكتملة، بل تخضع للتغيير، وتحتمل حتى الإلغاء، لكني أتعامل مع الأفكار كشيء ينهمر لا أفكر فيه في وقته، أدوّنه فقط كما هو، ثم تأتي مرحلة الفرز، ثم مرحلة تطوير الفكرة والبناء عليها.

أحياناً أحذف فصولاً كاملة بعد انتهائي منها، لأنها لا ترقى إلى المعايير التي أريد، أو لمستوى القبول عند قرائي، خاصة أن  سقف التوقّعات يرتفع مع كل إصدار جديد، والقارئ الشاب ذكي جداً، وخاصة أنك تحاول انتزاعه من (السوشال ميديا، وفيديو جيمز)، هذا الجيل ذكي لن تنطلي عليه أي أفكار بسيطة، ويجب أن يكون هناك شيء في السطور وما بين السطور يحفّزه.

من أبرز سمات نتاجك السلاسل الأدبية، فالكثير من أعمالك تتجزأ إلى كتب عدّة، لماذا تختار هذا الأسلوب؟

الفانتازيا تتطلب الخوض في عوالم معقّدة بمدنها وشخصياتها، وهذا يصعب شرحه في كتاب مكوّن من 500 أو حتى 1000 صفحة، ولا أخفيك أن سلسلة "بساتين عربستان" المؤلفة من 6 أجزاء، كان يمكن أن تتوسّع وتستمر، لكني لم رغب في إرهاق القارىء بالانتظار، ومع ذلك أكملتها بيني وبين نفسي، وأضفت إليها جزأين آخرين، ولم أقرر إذا ما كنت سأنشرها أم لا.

تصنيفات

قصص قد تهمك