بهدف استكشاف أحمالنا خلال رحلاتنا الحياتية، وكيف ننقل هذه الأحمال إلى العالم من حولنا، أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون، عن التحضيرات الجارية لإطلاق الدورة السادسة عشرة من معرض بينالي الشارقة، التي تضم أعمال أكثر من 140 فناناً، من بينها 80 تكليفاً جديداً مخصّصاً للعرض في مواقع مختلفة على امتداد إمارة الشارقة.
يأتي عنوان "رِحالُنا" كمقترح يحمل في طياته أصواتاً متعددة، ويفتح المجال أمام التأويلات المختلفة؛ إذ يركز البينالي على استكشاف أحمالنا خلال رحلاتنا الحياتية، وكيف ننقل هذه الأحمال إلى العالم من حولنا، كما يدعو المشاركين والجمهور إلى استكشاف الأساليب الفنية المتنوّعة التي تتبناها القيّمات الخمس.
ينطلق البينالي مطلع فبراير 2025، ويشرف على هذه الدورة 5 سيدات قيّمات هُنّ: علياء سواستيكا، أمل خلف، ميغان تاماتي كيونيل، ناتاشا جينوالا، وزينب أوز.
محاولة لفهم الذات
تسعى ثيمة "رحالنا" إلى محاولة فهم هشاشتنا في المساحات التي ليست لنا، أو التي لا ننتمي إليها، مع الحفاظ على قدرتنا على التفاعل مع هذه الأماكن من خلال الثقافات التي نحملها معنا.
تأتي هذه الثيمة أيضاً كجسرٍ يربطُ بين أزمنة متعددة، حاملاً معه قصصاً متناقلةً عبر الأجيال وأساليب متنوعة من الإرث الثقافي، ما يطرح أسئلة حول ما الذي نحمله عندما يحين وقت السفر، الهروب، أو الانتقال؟
وما هي المسارات التي نخوضها عندما ننتقل بين الأراضي وعبر الزمن؟ ماذا نحمل عندما نبقى؟ وماذا نحمل عندما ننجو؟
وأشارت قيّمات البينالي في سياق رؤيتهن التقييمية، إلى أن المشاريع لا تنطلق من موضوع محدد، بل تستند إلى تساؤلات مفتوحة، مثل: ما الذي يعنيه أن تحمل معك منزلك، أجدادك، وتوجهاتك السياسية؟
تتلاقى هذه الروح الاستقصائية مع الأساليب الفنية التي تعتمد على سرد قصص التغيير والارتحال، والروابط بين الأجيال، والحزن، والطقوس، واستراتيجيات التعليم التجريبية، من خلال التأكيد على دورنا كضيوف ومضيفين في آن واحد، نسهم في تشكيل مساراتٍ جديدةٍ للتعاون والتعايش في هذا العالم، معتمدين على اللطف، والتعلم من الإخفاقات، وحتى الغضب كأشكال من الرعاية، وتبادل الموارد، وبناء التحالفات.
فرصة للتعمق
وقالت الشيخة حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: "إن تنوّع المنهجيات التي جمعتها القيّمات الخمس، يوفّر أمام الجمهور فرصة التعمّق في حوارات تحفّز النقاش الفكري".
أضافت: "تلك الأعمال تسعى إلى الربط بين السياق المحلي والسرديات العالمية، التي تعالج قضايا مثل الهوية، الحركة، التغيير واستكشاف التجارب الجماعية المشتركة".
وأشارت إلى "أن التركيز على مفهوم ما نحمله معنا، يتيح في بينالي الشارقة 16 فضاءً رحباً، لتخيّل أشكال جماعية جديدة من المستقبل، ويعترف أيضاً بتأثير التواريخ والتجارب المشتركة على هوياتنا الجماعية".
يذكر أن مؤسسة الشارقة للفنون تضم مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل "بينالي الشارقة" و"لقاء مارس"، وبرنامج "الفنان المقيم"، و"البرنامج التعليمي"، و"برنامج الإنتاج" والمعارض والبحوث والإصدارات وغيرها.