كشف متحف فان جوخ، عن ثلاثة أعمال مزيّفة منسوبة للفنان الهولندي ضمن مجموعات خاصة، بما فيها لوحة لامرأة فلاحة باعتها (دار كريستيز) للمزادات عام 2011، مقابل مليون دولار، وتمّ التصديق عليها من قبل مؤسسة أمستردام.
كما تمّ إدراج اللوحة نفسها على أنها أصلية في كتالوج (Raisonné) لعام 1970، وهو من تأليف جاكوب بارت دي لا فايل.
شارك ثلاثة متخصصين في متحف فان جوخ النتائج التي توصلوا إليها، في عدد أكتوبر من مجلة "بيرلينجتون" (The Burlington).
لعقود من الزمن، كان مقهى "Grand Bouillon" في باريس، يعتبر أن النسخة الثانية من لوحة فان جوخ التي احتفظ بها ضمن مجموعته الخاصة هي أصلية.
لم يكن هذا أمراً غير معتاد بالنسبة للفنان، الذي غالباً ما كان يصنع نسخاً مختلفة للوحاته، إما كهدايا أو للتجربة.
قام فينسنت بزيارة مطعم "Grand Bouillon Restaurant Du Chalet" بانتظام، وسمح له المالك بعرض أعمال أصدقائه الفنانين هناك. على الرغم من عدم وجود أي صحيفة كتبت عنه، إلا أن فينسنت كان راضياً عن معرضه، حيث قام كل من إميل برنارد ولويس أنكيتين ببيع أعمالهما.
لكن المعرض لم يدم طويلاً. بعد شكاوى من العملاء وانتقادات من المالك الغاضب، فقام فينسنت بتحميل جميع اللوحات على عربة يدوية، ونقلها إلى مكان آخر.
أظهرت ضربات الفرشاة للمختصّين، أنها لا تشبه النمط الأصلي، وأن الألوان لم تكن متطابقة مع لوحة الفنان في ذلك الوقت، وهي مصنوعة من صبغة صناعية زرقاء (منجنيز) مسجلة ببراءة اختراع عام 1935.
كما كانت هناك اختلافات إضافية بين الزهور، حيث تصوّر الأولى زهرة "بيجونيا" الخريفية، والثانية تصوّر عباد الشمس الصفراء، التي تجاوزت موسمها عندما تم رسم اللوحات في أواخر الخريف.
الحالة الثانية المبلغ عنها والمشار إليها في المقال تدور حول "رأس امرأة"، والتي جاءت من ملكية تاجر الأعمال الفنية المثير للجدل جيربراند فيسر، الذي توفي عام 2007. وتم التصديق على اللوحة في العام التالي من قِبل متحف فان جوخ. عام 2011، عُرضت اللوحة نفسها، التي سُميت فيما بعد "رأس امرأة فلاحية ذات قبعة داكنة"، في صالة كريستي في نيويورك، حيث بيعت بمبلغ 993.250 دولاراً.
وعلى الرغم من أن المتحف قد صادق عليها قبل التوجه إلى المزاد، إلا أن الأمور تغيّرت عندما طُلب من متخصّصي المتحف التحقّق من لوحة مماثلة لامرأة فلاحة قدّمها مالك فرنسي عام 2019.
كشفت الأبحاث الفنية اللاحقة، بما في ذلك فحص القماش والجيسو وتطبيق الطلاء، أن لوحة (دار كريستيز) مزوّرة، تم تنفيذها بين عامي 1902 و 1909، عندما انتقلت ملكية اللوحة الأصلية من والدة الفنان إلى مجموعة خاصة لا يمكن الوصول إليها.
وقال المتحدث باسم "دار كريستيز" لموقع "آرت نيوز": "نحن نتخذ كافة التدابير لضمان مصادقة جميع الأعمال المعروضة للبيع، بما في ذلك الاستعانة بأبرز الخبراء في جميع أنحاء العالم. تمت المصادقة على العمل عام 2011، بعد أن تم التأكيد أنه من أعمال فان جوخ".
ظهرت اللوحة الثالثة في المقال "جامعو الخشب في الثلج" (1884)، إلى النور عام 1912، وتمت المصادقة عليها في كتالوج عام 1970، الذي سجّل بيع العمل في (دار سوثبيز) للمزادات عام 1957، على يد رجل الأعمال البريطاني، إيرل إنشكيب كينيث ماكاي.
تم رفض اللوحة المائية من قبل المختصين عام 2020، الذين يعتقدون أن الناسخ أنجز صورة للعمل نُشر للمرّة الأولى في عام 1904. إذ أخطأ المزوّر في عصا عمودية طويلة يستخدمها فلاحو "برابانت" لحمل حِزم الخشب على ظهورهم. كما تم التغاضي عن سقف مزرعة مغطى بالثلوج في الخلفية وراء الرجل.