"جازان تقرأ" في أول معرض للكتاب على أرضها

انطلقت فعاليات معرض جازان للكتاب 2025 في دورته الأولى، الثلاثاء، تحت شعار "جازان تقرأ"، في مركز الأمير سلطان الحضاري، ويستمر حتى 17 فبراير.

تنظّم المعرض هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة السعودية، ويأتي ضمن مبادرة معارض السعودية لتعزيز الحراك الثقافي في مناطق المملكة.

يشارك في المعرض أكثر من 100 دار ووكالة محلية ودولية من 9 دول هي: السعودية، والكويت، والإمارات، والأردن، ومصر، وسوريا، وبريطانيا، والسويد، وتركيا.

يشهد المعرض أكثر من 250 فعالية متنوّعة، من بينها محاضرات وندوات وورش عمل ينظّمها مختصّون من داخل المملكة وخارجها، فضلاً عن منطقة الكتب المخفضة، ومنطقة الطفل.

قيمة ثقافية 

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبد اللطيف الواصل لـ"الشرق": "إن المعرض يركز على الإرث الثقافي الغني لمنطقة جازان، التي تشتهر بثقافتها وتراثها العريق، وهو يأتي ضمن استراتيجية الهيئة لتعزيز قطاع الأدب والنشر والترجمة في المملكة".

ولفت إلى أن المعرض يشهد إقبالاً ملحوظاً، وهو لا يقتصر على تقديم الكتب، بل يضم أكثر من 250 فعالية ثقافية تفاعلية تستهدف مختلف الأعمار، مع تركيز خاص على أدب الطفل، حيث تسعى الهيئة إلى الاستثمار في الأجيال الجديدة من خلال برامج جاذبة".

وأكد أن "قطاع النشر في المملكة يشهد نمواً ملحوظاً، وتسهم هذه الفعاليات في زيادة الاستثمار في صناعة الكتاب، سواء من قبل المؤسسات أو الأفراد، ما يعزز مشاركة القطاع في الناتج المحلي".

وعن إمكانية تنظيم معارض جديدة في مناطق أخرى بالمملكة قال: "تقوم الهيئة بمراجعات دورية لنتائج الفعاليات الثقافية، وبناء على البيانات والإحصاءات، سيتم التوسّع في تنظيم معارض جديدة مستقبلاً في مناطق مختلفة".

احتفاء بالحرف اليدوية

يحتفي معرض جازان للكتاب بعام الحرف اليدوية، من خلال تخصيص جناح خاص بممارسي هذه الحِرف، ترسيخاً لمكانتها بوصفها جزءاً من التراث الثقافي الأصيل للمملكة، وبهدف صونها وتوثيق تاريخها في الحياة المعاصرة.

بيئة الطفل

كما أولى المعرض اهتماماً ملحوظاً بالطفل، تمثّل في منطقة تفاعلية وبرنامج مكثف للأطفال يحتوي على برامج ثقافية وورش عمل في مجالات الكتابة والتأليف والمسرح وصناعة الرسوم المتحركة، إلى جانب أنشطة أخرى.

وأوضح الواصل أن الأطفال "هم العنصر الأساس في حياة المجتمع، لذلك حرصنا على توفير تجربة مريحة، تجعل الزائر يعود للمعرض أكثر من مرة".

يأتي هذا الحدث الثقافي لتعزيز القراءة وصناعة النشر، إذ يدعم الحراك الثقافي، وتعزيز التواصل بين القرّاء والمؤلفين، وإتاحة الفرصة لدور النشر لعرض أحدث إصداراتها.

ويستقبل المعرض زوّاره يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 11 مساء، باستثناء يوم الجمعة حيث تفتح الأبواب من الساعة 2 ظهراً حتى 11 مساء، ما يمنح الزوار مرونة في التخطيط لزياراتهم.

القصّة القصيرة لليافعين

وأقيمت ورشة عمل بعنوان "كتابة القصّة القصيرة لليافعين"، قدّمتها "نورة عبيري" المختصّة في أدب الطفل، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، تناولت فيها أهمية كتابة أدب موجّه لهذه الفئة العمرية الحساسة بطرق إبداعية وجذّابة، توازن بين التشويق والقيمة الأدبية.

تمحورت الورشة حول تقنيات الكتابة لليافعين، وكيفية بناء منتج أدبي ملائم لمرحلتهم العمرية، يقوم على التشويق وبناء القيم في الوقت نفسه.

أدب حساس

وقالت عبيري في حديثها لـ "الشرق": "كي تقدم أدباً هادفاً لهذه الفئة العمرية لا بد أن تعرف ما الذي يجب أن تكتبه من خلال عناصر القصة القصيرة، ومن خلال هذه الورش نحن نعمل على معالجة كتابة الأدب لهذه الفئة الذي يقوم على دور البطولة ودور التشويق ودور الجذب".

وعن طبيعة الكتابة لهذا الأدب، أكدت عبيري أن أدب اليافعين "يتمتع بحساسية خاصة، لذلك يجب أن يُكتب بلغة واضحة وبسيطة من دون إفراط أو تفريط، بعيداً عن التعقيد أو اللغة الشعرية الثقيلة، لضمان تواصل فعال مع القارئ الشاب". 

وأكدت أن هذا النوع من الأدب "يجب أن يحمل رسالة أو قيمة مضافة، بحيث لا يقتصر دور الأدب على طرح المشكلات فحسب، بل يتعداه إلى تقديم حلول ورؤى تساعد القارئ اليافع والطفل على التفكير النقدي والتفاعل مع القصة بوعي، مع إيجاد خاتمة مبهجة".

معايير عالمية

وحول كيفية جذب اليافعين للقراءة قالت عبيري: "إن أدوات التحفيز والتشويق تلعب دوراً أساسياً، مثل تقديم شخصيات محببة، وسرد قصص تتضمن التحدي، والبطولة، والألغاز، والدروس التعليمية غير المباشرة".

وعن أبرز التحديات التي يواجهها الكاتب في هذا المجال، أكدت عبيري "أن التكنولوجيا ووسائل الترفيه الرقمية هي أكبر التحديات، ما يتطلب تطوير وإيجاد أساليب مبتكرة في الكتابة والترويج للكتب الموجهة لهذه الفئة".