
أعلن بينالي البندقية للفنون، عن موضوعه لعام 2026 "في النغمات الصغيرة"، وعن اتباعه الرؤية الأصلية لمنسّقته كويو كوه، التي توفيت هذا الشهر بشكل مفاجىء، عن عمر ناهز 57 عاماً.
وقالت ماريا كريستيانا كوستانزو، رئيسة قسم الصحافة في البينالي، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، "إن كوه عملت بشكل مكثّف على تطوير المشروع التنظيمي، وتحديد إطاره النظري، واختيار الفنانين والأعمال، وتعيين المساهمين في الكتالوج، وتحديد الهوية الجرافيكية والتصميم المكاني للمعرض، والتواصل المباشر مع المشاركين المدعوين".
أضافت: "سيُكمل فريق كوه الأساسي المعرض وفقاً للخطة التي وضعتها، من أجل الحفاظ على أفكارها والعمل الذي كرّست نفسها له حتى النهاية، وتعزيزه، ومشاركته".
قرن من الفن
وكانت الراحلة وصفت البينالي بأنه "مركز ثقل الفن لأكثر من قرن". ووعدت بأن "نسخة عام 2026 ستحمل معنى للعالم الذي نعيش فيه، والأهم من ذلك، للعالم الذي نطمح إلى صنعه".
وقال رئيس البينالي بيترانجيلو بوتافوكو، أن بينالي البندقية 2026 سيتبع المخطط الذي وضعته كوه، فهي حاضرة من مكان آخر، ونحن نحقّق معرضها كما صممته".
وأوضح مسؤولون في البينالي، "أن الراحلة كانت بدأت بالفعل في اختيار الفنانين، ودراسة تكليفاتهم، ووضع برنامج المعرض، وتوصلت أيضاً إلى الفكرة الرئيسية للمعرض".
وقال غابي بيكهيرست فيجو، أحد مستشاري كوه في تنظيم المعرض: "تقدّم أعمال "في النغمات الثانية" سلسلة من الرحلات المبهجة التي تخاطب الحسي والعاطفي، وتدعو الزوار إلى التأمل والحلم والتواصل في عوالم لا يكون فيها الوقت ملكاً للشركات، ولا تحت رحمة الإنتاجية المتسارعة بلا هوادة".
وذكر العديد من الكُتّاب الذين ستثري أعمالهم البينالي المقبل، مثل جيمس بالدوين وتوني موريسون وإدوارد جليسان.
سيتم الإعلان عن قائمة الفنانين المشاركين في بينالي 2026 العام المقبل. وأعلنت عدّة أجنحة وطنية بالفعل عن اختيارها للفنانين المشاركين عام 2026. إذ ستمثّل إيتو برادة فرنسا، بينما اختيرت لبينة حميد من المملكة المتحدة، وعباس أخافان من كندا، ومايا مالو ليس من الدنمارك. كما أعلن البينالي عن رعايته، للسنوات الثلاث المقبلة، من قِبل دار الأزياء الإيطالية "بولغاري".
وُلدت كوهفي الكاميرون ونشأت في سويسرا، وكانت ثاني قيّمة من أصل أفريقي يتم تعيينها منسّقة للبينالي، وواحدة من النساء القلائل اللواتي حصلن على هذا التكريم.
يُعتبر بينالي البندقية المعرض الفني الأهم في العالم، ويضم معرضاً رئيسياً يركز على موضوع محدد أو توجّه فني، إلى جانب عروض مختارة من دول العالم.
لم يفقد البينالي على عبر تاريخه القيّم الفني الرئيسي، لكن هناك دورات تعطلت بسبب الأحداث العالمية. عام 1974، أقيم معرض بعنوان "الثقافة الديمقراطية ومناهضة للفاشية"، بدلاً من المعرض الرئيسي، احتجاجاً على نظام بينوشيه في تشيلي.
وعام 2020، أجبرت جائحة كوفيد البينالي، على تأجيل دورته المخطط لها عام 2021 إلى عام 2022.
وختم بوتافوكو وهو يقرأ مقالًا كتبته كوه عام 2022: "الناس متعبون. جميعنا متعبون. العالم متعب. حتى الفن نفسه متعب. ربما حان الوقت. نحن بحاجة إلى شيء آخر. نحن بحاجة إلى الشفاء والضحك. نحن بحاجة إلى الكثير من الجمال والشعر. نحن بحاجة إلى أن نكون مع الحب مرة أخرى، إلى التعافي والفرح والتنفس. لقد حان الوقت".