
عادت تحفة الرسام النمساوي كارل كاهلر "My Wife's Lovers"، التي تجمع 42 قطة من نوع "أنغورا" إلى كاليفورنيا، بعد أن اشتراها جون وهيذر موزارت، وهما جامعان انتقائيان للقطع القديمة.
ونشر موقع "Artnet" تقريراً حول لوحة القطط الأشهر في تاريخ الفن، التي رسمها كاهلر عام 1891، والمرتبطة بالمليونيرة كيت بيردسال جونسون من سان فرانسيسكو، الملقّبة بـ"ملكة القطط"، والتي كلّفت الرسام كاهلر بهذا العمل، تخليداً لأصدقائها المفضّلين من القطط.
تجمع اللوحة الفخمة 42 قطة، تظهر على درجات مغطاة بالحرير، وفي حالات عاطفية مختلفة. ويبلغ ارتفاع اللوحة ستة أقدام، وعرضها ثمانية أقدام ونصف، وتزن أكثر من 200 رطل.
ومعروف أن المليونيرة جونسون، كانت تمتلك نحو 300 قطة، و 50 قطة ضمن مجموعتها الخاصة. وفي قصرها الفيكتوري المؤلف من 40 غرفة، كانت تشغل قططها طابقاً كاملاً، وكان خدمها يعتنون بها. كما كانت تحتفظ بكلاب وخيول وماشية حائزة على جوائز، فضلاً عن طيور الكوكاتو والببغاوات والكناري.
تلقى الفنان كاهلر مقابل لوحة القطط 5 آلاف دولار حينها، أي ما يعادل 170 ألف دولار بقيمة اليوم. وعُرضت اللوحة للمرّة الأولى في معرض شيكاغو العالمي عام 1893، بعد أن تمّت استعارتها من مجموعة جونسون، حيث أثارت ضجة في ذلك الوقت.
وسوم خاصة باللوحة
في السنوات الأخيرة، حظيت اللوحة بشعبية واسعة، مدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي، وتم تخصيص وسوم أو "هاشتاغات" لها مثل #meowsterpiece، كما حققت في مزاد "دار سوذبيز" عام 2016، مبلغ 826 ألف دولار أميركي، أكثر من التقديرات المتوقّعة، التي بلغت 300 ألف دولار أميركي.
وكانت اللوحة ظهرت آخر مرة في متحف بورتلاند للفنون في ولاية أوريغون عام 2016، ويأمل محبو القطط والفنون أن تعود هذه اللوحة للعرض قريباً، وخصوصاً أنها ما تزال تحظى بشعبية واسعة على وسائل التواصل حتى اليوم.
يُعرف الفنان كارل كاهلر بلوحاته الرائعة للقطط. كما عُرضت لوحة أخرى له حديثاً بعنوان "ثلاث قطط سوداء" في "دار سوذبيز" في فبراير . ولكن قبل أن يتولى مهمة رسم لوحة "عشاق زوجتي"، لم يكن الفنان قد رسم قطة من قبل.
كارل كاهلر.. فنان الصدفة
ولد كاهلر في النمسا عام 1865، وبدأ مسيرته الفنية في رسم سباقات الخيل في أستراليا ونيوزيلندا. وصل إلى سان فرانسيسكو في طريقه إلى بلد آخر حيث كان يخطط لرسم مشاهد طبيعية.
شاء القدر أن تتم دعوته إلى قصر جونسون، المليونيرة المعروفة بجمعها للأعمال الفنية وأعمالها الخيرية، التي عرضت عليه مهمة غيّرت مساره المهني.
أقام الفنان في قصر صيفي فاخر يُعرف باسم قلعة "بوينا فيستا"، وهو أكبر عقار شمال البوابة الذهبية. كانت هذه الأراضي المترامية الأطراف في السابق مزرعة عنب لعائلة هارازثي، وهي اليوم موطن مزارع عنب عائلة بارثولوميو.
أمضى كاهلر ثلاث سنوات في القلعة، وسط هذه المجموعة من الحيوانات، يرسم القطط ويتعرّف على شخصياتها الفريدة.
رعاية القطط
توفيت جونسون عام 1893، وجاء في نعي صحفي: "خلال حياتها ورغم سخائها، كانت السيدة جونسون تميل إلى غرابة الأطوار. كانت أبرز هواياتها رعاية مجموعة كبيرة من القطط. كانت مولعة باللوحات الفنية، وتقدّر مجموعتها بأكثر من 200 ألف دولار".
وترددت شائعات بأن جونسون تركت نحو 500 ألف دولار في وصيتها لرعاية القطط. كما أنشأت جونسون مستشفى في سان فرانسيسكو للنساء والأطفال الفقراء، وتركت مبلغاً لإعالة القطط.
لوحة بتسعة أرواح
بعد وفاة جونسون عام 1893، اشترى اللوحة جامع التحف الفرنسي إرنست هاكيت، ووضعها في صالونه الفاخر "قصر الفنون". لكن زلزالاً دمّر سان فرانسيسكو عام 1906، بما في ذلك الصالون الفاخر، وأودى بحياة الفنان كاهلر بشكل مأساوي، وهو في التاسعة والأربعين من عمره. لكن اللوحة نجت من الكارثة.
في أربعينيات القرن الماضي، حظيت اللوحة بشهرة واسعة بعد أن اصطحبها مجموعة من مالكيها في جولة وطنية، وعرضوها في "ماديسون سكوير غاردن" في نيويورك ضمن معرض للقطط، إذ تمّ بيع 9 آلاف نسخة مطبوعة منها خلال الجولة.
عام 1949، وصفت مجلة "Cats" لوحة "عشاق زوجتي" بأنها "أعظم لوحة للقطط في العالم".