الأكاديمية السويدية تحتفي بـ"موزارت الشعر" شيمبورسكا

time reading iconدقائق القراءة - 4
الشاعرة البولندية فيسلاوا شيمبورسكا - rp.pl/literatura
الشاعرة البولندية فيسلاوا شيمبورسكا - rp.pl/literatura
دبي-الشرق

تحتفي الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل، بمرور 102 عاماً على ميلاد الشاعرة البولندية فيسلاوا شيمبورسكا، الملقّبة بـ"موزارت الشعر"، والتي فازت بجائزة نوبل في الأدب عام 1996.

كتبت شيمبورسكا (1923-2012) نحو 400 قصيدة خلال حياتها، مستخدمة صوراً يومية للتأمل في حقائق الحب والموت والزمن. وترجمت أعمالها إلى 40 لغة. يحبّ الإيطاليون والهولنديون شعرها، ويقولون عنها إن قصائدها أشبه بالرسم الهولندي، الذي يحبّ النظر إلى التفاصيل من زوايا مختلفة.

 برزت موهبتها الشعرية في طفولتها، عندما كان والدها يعطيها قطعة نقود صغيرة مقابل كل قصيدة تكتبها. نشرت الشاعرة ديوانها الأول "لهذا السبب نعيش" عام 1952، وفي العام نفسه أصبحت عضواً في اتحاد الكُتّاب البولنديين.

 لم تكن شيمبورسكا تحب الحديث عن الأدب أو أسرار الحرفة الشعرية، مُفترضة أن على الكاتب أن يعبّر عن نفسه فقط من خلال أعماله الخاصة. 

يتذكّرها أقرب المقرّبين كشخصية متواضعة تقدّر السلام. لم تكن تقبل الأسئلة التي تتدخل في خصوصية أي شخص، وكانت تدرك أنه من غير المناسب التحدث عن نفسها.

 لم تكن تتسامح مع أي مظاهر أو احتفالات، ومن ثم كان إعلان فوزها بجائزة نوبل في الأدب، عندما اضطرت إلى إجراء مقابلات في شهر واحد أكثر من حياتها بأكملها، نقطة تحول في حياتها، وصفها زملاؤها بـ "مأساة استوكهولم".

في الولايات المتحدة، حيث تُباع دواوين الشعر عادة بطبعات من ألفي نسخة، بيعت 120 ألف نسخة من أول مجموعة شعرية لها "منظر بذرة رمل"، بعد الإعلان عن فوزها بالجائزة.

وفي ألمانيا، حطّمت طبعات الديوان رقم 60 ألف نسخة، وكذلك الحال في السويد، حيث بيعت آلاف النسخ من ديوانها.

بلدة صغيرة 

ولدت شيمبورسكا في 2 يوليو 1923 في بلدة بنين الصغيرة غرب بولندا، ومنذ عام 1931 تعيش في كراكوف حيث درست الأدب البولندي وعلم الاجتماع في جامعة ياجيلونيان، بين عامي 1945 و 1948.

 في مارس 194، ظهرت للمرة الأولى بقصيدة "Szukam slowa" أو "أبحث عن الكلمة" في الملحق الأسبوعي لصحيفة "Dziennik Polski" اليومية، وخلال الفترة التي تلت الحرب مباشرة واصلت نشر القصائد في العديد من الصحف والدوريات. ثم ترأست قسم الشعر في مجلة "Życie Literackie".

قراءة غير إلزامية

انضمّت عام 1953 إلى هيئة تحرير المجلة الأسبوعية Zycie Literackie أو "الحياة الأدبية"، التي خصّصت لها عموداً بعنوان "قراءة غير إلزامية" يتناول موضوعات عدّة مثل السياحة والطبخ والبستنة والسحر وتاريخ الفن، وأشعار إليوت عن القطط.

 رافقها حس الفكاهة الرفيع المُنبثق من نصوصها اليومية، وتجلى ذلك في إهداء الأصدقاء والمعارف بطاقات مزيّنة برسومات مُضحكة من صنعها، أو في اليانصيب حيث كانت الجوائز هدايا صغيرة مبهجة.

كتبت الشاعرة "عشت حياة سعيدة، لكنها كانت مليئة بالموت والشك. لكن بالطبع، لا أريد التحدث عن أموري الشخصية، ولا أحب أن يتحدث الآخرون عنها أيضاً. لديّ وجه مختلف عن الناس، لذلك يصوّرونني من منظورٍ قصصي، كشخص مرح لا يفعل شيئاً سوى اختلاق الألعاب والمرح. عندما أُصاب بانهيارات عصبية أو هموم، لا أخالط الناس".

خطاب نوبل

وجهت الشاعرة خطاباً بعد فوزها بجائزة نوبل جاء فيه: "يقال إن الجملة الأولى في أي خطاب هي الأصعب دائماً. حسناً هذه هي الجملة على أي حال. لكن لديّ شعور بأن الجمل التالية الثالثة، والسادسة، والعاشرة، ستكون بنفس الصعوبة، بما أني يُفترض أن أتحدث عن الشعر". 

أضافت: لم أتحدث كثيراً عن هذا الموضوع، بل تقريباً لا شيء. وكلما قلتُ شيئاً كان لديّ دائماً شكّ خفي، بأني لست بارعة فيه. لهذا السبب ستكون محاضرتي قصيرة نوعاً ما. فكل عيب أسهل تقبّله إذا جرى تقديمه بجرعات صغيرة".

وقالت: "لطالما جاءت اللحظة التي اضطر فيها الشعراء إلى إغلاق أبوابهم، وخلع أرديتهم وزخارفهم وسائر أدواتهم الشعرية، ومواجهة صفحة بيضاء ساكنة، في صمت وصبر، منتظرين ذواتهم.. فهذا هو المهم حقاً في النهاية".

تصنيفات

قصص قد تهمك