
يستعرض متحف "المكّتين" في محافظة جدة، تاريخ المدينتين المقدّستين، مكة المكرمة والمدينة المنوّرة، من خلال رسومات تاريخية تعود لفنانين ورسامين مسلمين وغير مسلمين، خلال القرون الخمسة الماضية، فضلاً عن تاريخ التصوير الفوتوجرافي لمكة والمدينة منذ تاريخ الصور الملتقطة عام 1297هـ (1880م) وحتى يومنا هذا.
وقالت إدارة المعرض: "تعدّ الصورة الفوتوجرافية، شهادة توثيقية لحقبة زمنية محددة، وأماكن وعادات تعرّضت لتغييرات عدّة مع مرور الزمن، وبذلك تسهم في تكوين ذاكرة بصرية واقعية لمن يشاهدها".
ثلاث مراحل
ينقسم المتحف الواقع في منطقة "جدة بارك" إلى 3 قاعات رئيسية هي: ما قبل اختراع الكاميرا (1550-1880م)، المصورّون الأوائل لمكة والمدينة (1880-1920)، العصر الذهبي للتصوير الفوتوجرافي (1920-الوقت الحاضر).
يُبرز المتحف بعض الأعمال قبل اكتشاف التصوير الفوتوجرافي عام 1839م، وانتشاره بشكل واسع في أوروبا، إذ كان الرحالة والمستشرقون والرسامون يترجمون فيها تصوّرهم عن شكل الحرمين الشريفين عبر لوحات تحفر تفاصيلها وتخطيطها على أسطح صلبة، مثل النحاس والمعدن، ومن ثم طباعتها ونشرها.
يسبق عملية نشر الرسومات، مرحلة يقوم بها الرسامون المحترفون ببعض التعديلات واللمسات الفنية على اللوحات الأصلية، لتظهر بالشكل الملائم للطباعة، ما يجعل اللوحات المطبوعة تختلف، وأحياناً إلى حد كبير عن الرسم الأصلي الذي أخذت منه، فيما كانت الصور الفوتوجرافية تنقل تسجيلاً بصرياً واقعياً، لما رآه المصوّر عند التقاط صوره.