
رحل المهندس المعماري العالمي فرانك جيري، الذي ابتكر لغة معمارية جريئة ومثيرة للجدل، عن عمر ناهز 96 عاماً، في كاليفورنيا، بسبب مرض تنفسي.
"ماستر" المتاحف الكبرى الذي حدّدت تصاميمه حقبة كاملة من الهندسة المعمارية، ساهمت تصاميمه، وهي غالباً عبارة عن أشكال مائلة وغير متجانسة، في دفع المؤسسات الفنية نحو اتجاه جديد، بعيداً عن "المعابد الكلاسيكية" أو الأشكال التقليدية للمتاحف.
حملت أبرز المتاحف العالمية اسمه في كبريات المدن في إسبانيا وفرنسا وبرلين ونيويورك ولوس أنجلوس، حيث استقر جيري الكندي المولد، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من المدينة.
عام 1989، وفي سن الستين، مُنح جيري جائزة "بريتزكر" للهندسة المعمارية للمرّة الثانية عشرة. وأشادت لجنة التحكيم "بروحه المغامرة ونهجه الاستشرافي".
انطلقت مسيرة جيري المهنية في لوس أنجلوس مطلع ستينيات القرن الماضي، واكتسبت زخمًا محلياً ودولياً بعد أن اشتهرت تصاميمه بالغرابة والمرح.
صمم المهندس الراحل مبنى متحف "غوغنهايم" بلباو الإسباني، بمساحة 24,000 متر مربع. ويعدّ مثالاً رائعاً على عمارة القرن العشرين. تمّ افتتاح المتحف عام 1997 في مدينة كانت تعاني من ركود اقتصادي، وأسهم في إعادة تأهيل المدينة، كما ألهم نموذجه مديري متاحف آخرين للقيام بمشروعات مماثلة فيما يُعرف اليوم بـ"تأثير بلباو".
ذلك صمّم مؤسسة "لويس فيتون" للفن المعاصر في باريس، وقاعة حفلات والت ديزني في لوس أنجلوس، وأبنية أخرى تتميز بواجهاتها الخارجية المنحوتة، المتموجة في كثير من الأحيان، واستخدامه المبتكر لمواد مثل التيتانيوم والفولاذ المقاوم للصدأ.
ووصفت صحيفة "غلوب أند ميل" الراحل "كأذكى العقول حدساً وتألقاً. استغل شاعرية العالم، واهتم بالغموض، وجسّد الجمالية في العمارة".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز": "من السهل اختزال مبانيه في سطحيتها وأشكالها وموادها. لكنها أعمق وأوسع نطاقاً بكثير - كما كان تأثير جيري على الناس والمباني والمدن والثقافة بشكل عام".
أضافت: "أسهم جيري في إحداث تغيير جذري في العمارة والفن - عالمين يرفضان التغيير. لكنه غيّر أيضاً نظرتنا للعالم، ومنظورنا وإدراكنا لما كنا منفتحين عليه".








