مصر.. اكتشاف مقبرة رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني

time reading iconدقائق القراءة - 4
مقبرة رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني - twitter/TourismandAntiq
مقبرة رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني - twitter/TourismandAntiq
القاهرة -الشرق

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، اكتشاف مقبرة جديدة تعود لأحد الشخصيات البارزة في عهد الملك رمسيس الثاني، من خلال حفريات أجرتها بعثة محلية في منطقة سقارة، على بعد 40 كيلومتراً عن العاصمة القاهرة.

وقالت الوزارة، في بيان، إن بعثة كلية الآثار في جامعة القاهرة، نجحت في الكشف عن مقبرة  "بتاح-م-ويا"، الذي كان يشغل منصب رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني، وذلك أثناء أعمال الحفر التي تجريها البعثة بمنطقة سقارة جنوب الطريق الصاعد للملك أوناس.

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، إلى أن موقع الكشف يضم مقابر كبار رجال الدولة الحديثة من عصر الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة، والمكمل لموقع مقابر الأسرة الثامنة عشرة، والتي من أهمها موقع القائد العسكري حور محب.

وأضاف وزيري، أن أهمية اكتشاف هذه المقبرة تتمثّل في المناصب التي شغلها صاحبها، وذلك باعتباره الكاتب الملكي ورئيس الخزانة وكبير المشرفين على المواشي، والمسؤول عن "القرابين الإلاهية" في معبد رمسيس الثاني بطيبة.

اكتشاف مقابر عديدة

وأوضح رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت، أن هذا الاكتشاف الأثري المهم ينضم إلى مجموعة الاكتشافات التي قامت بها بعثة حفائر جامعة القاهرة، مثل مقبرة عمدة منف "بتاح-مس"، والسفير الملكي للبلاد الأجنبية "باسر"، والقائد الأعلى للجيش "إيورخي"، في منطقة سقارة.

واعتبر الخشت أن هذه الاكتشافات تؤكد مدى اهتمام جامعة القاهرة بالعمل الميداني، إلى جانب العمل البحثي والعلمي، الذين يشكلان أولوية في اهتماماتها للنهوض بالعملية التعليمية في جميع المجالات، مشدداً على أن "الجامعة لا تدخر جهداً لدعم أعمال البعثة".

وأشار عميد كلية الآثار في جامعة القاهرة أحمد رجب، إلى أن البحث عن مقابر الدولة الحديثة جنوب الطريق الصاعد لهرم الملك أوناس بدأ في الثمانينات من القرن الماضي، ونتج عنه اكتشاف العديد من المقابر التي تعود إلى فترة الرعامسة، بينما انطلقت بعثة الكلية الحالية عام 2005 ولا تزال مستمرة.

وقالت رئيسة البعثة الأثرية لجامعة القاهرة علا العجيزي، إن المقبرة تعود إلى الطراز الذي يتمير به هذا الموقع، ويُطلق عليه "المعبد"، حيث يتكون من مدخل على هيئة صرح يليه فناء أو أكثر، في حين ينتهي من جهة الغرب بالمقاصير للمعبودات، ويعلوها هريم.

وأوضحت أن ما تم الكشف عنه حالياً من المقبرة هو مدخلها، المشيد من الحجر المنقوش بالمناظر لصاحب المقبرة، والذي يؤدي إلى صالة أولى ذات جدران مرسومة وملونة على الجص، مشيرة إلى أن من بين أهم المناظر تلك التي تُصور موكب حمل القرابين والذي ينتهي بمنظر ذبح للعجل.

كما عثرت البعثة المصرية على العديد من الكتل الحجرية المنقوشة تحت الرمال، وكذلك العديد من الأعمدة الأوزيرية، بعضها ملقى في الرمال والبعض الآخر قائم في مكانه الأصلي، حيث ستجري دراسة كل هذه القطع لإعادة وضعها في أماكنها الأصلية في المقبرة.

وأشارت علا العجيزي، إلى أن البعثة استكملت العمل في مقبرة القائد الأعلى للجيش في عهد كل من الملك سيتي الأول وابنه الملك رمسيس الثاني، إضافة إلى ترميم مقصورة العجل مؤكدة أن العمل لا يزال جارياً.