اشتهر الكاتب الروائي والسيناريست المصري أحمد مراد بكتابة أدب التشويق والإثارة والفنتازيا، وقد لقيت رواجاً بين القراء ما جعلها تترجم إلى عدة لغات، كما حازت على العديد من الجوائز إضافة لتحويل عدد من أعماله الروائية لأعمال تلفزيونية وسينمائية.
مؤخراً تم استضافة مراد ضمن فعاليات الدورة الـ 40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب في جلسة حوارية بعنوان "جنة التشويق"، شاركه فيها الروائي الأميركي "إيه جيه فين" تحدثا خلالها حول كيفية سعي كاتب أدب التشويق والإثارة بكل جهده للاستحواذ على عقل القراء وأفكارهم ومشاعرهم، من خلال أساليب عديدة تميز عمله الأدبي.
وفي حديث خاص لـ"الشرق" على هامش مشاركته في المعرض، تحدث مراد حول الفرق بين تجربته الروائية وتجربته الدرامية كـ (سيناريست) وأيهما حظيت لديه بمكانة أكبر وغلبت على الأخرى، مؤكداً أنه استمتع بكلاهما، وليس لديه تجربة لها حظوة على الأخرى أو تغلب عليها.
وقال مراد: "ربما الأزمة الأساسية التي أعانيها وتجعلني أتنقل بين كتابة الرواية والسيناريو هي الملل؛ فحين أكتب الرواية أصاب بالملل، ما يجعلني أتجه لكتابة السيناريو، ولكني سرعان ما أجد نفسي مللت مجدداً فأعود لكتابة الرواية مرة أخرى. وأضاف: "هذه المراوحة بين الرواية والسيناريو تمنحني القدرة على التنوع بشكل كبير".
ونفى مراد فكرة أنه أصبح يكتب الرواية وهو ينتظر تحويلها لعمل تلفزيوني أو سينمائي، على طريقة بعض أعماله الروائية السابقة التي تم تحويلها لأعمال درامية أو سينمائية، مستشهداً برواية "أرض الإله" حيث يقول: "قصة تدور أحداث هذه الرواية حول نبي، وهذا من المستحيل أن يظهر في الأعمال المشاهدة، كما كتبت أعمالاً تاريخية تتحدث عن 200 سنة قبل الآن وهو ما يصعب إنتاجها درامياً".
وتابع الروائي والسيناريست المصري: "إذا كان هذا هدفي فبإمكاني كتابة أعمال تدور أحداثها في الزمن الذي أستطيع أن أنتجه كما فعلت مع فيلم "الفيل الأزرق" وفيلم "الأصليين". مؤكداً أنه غير مضطر أبداً للخوض في مثل هذه المنطقة على حد وصفه.
لا توجد حقيقة في العالم
وفيما يتعلق بالفيلم الشهير "الفيل الأزرق" الذي أدى بطولته الممثل المصري "كريم عبد العزيز" في جزئيه الأول والثاني، وما إذا كان هناك كان جزء ثالث للفيلم قال مراد: "هذا الخيار دائماً مطروح لدي، وفي حالة اشتياقي لـ "نائل" و"يحيى راشد" (شخصيات الفيلم الرئيسة) من المؤكد أني سأفعل ذلك".
واشتغل أحمد مراد مؤخراً بالرواية التاريخية التي يرى أنها تقدم له متعة البحث المذهلة، كما تمنحه القدرة على استكشاف عوالم أخرى مليئة بالكنوز.
ولا يشترط مراد أن تكون الرواية التاريخية ذات وقائع حقيقية جاءت في سياق التاريخ الحقيقي بل إنه يعتبرها مجرد قصص على حد قوله.
وقال: "ليس لدي إحساس بالتاريخ والمستقبل هي بالنسبة لي مجرد قصص وكأني أفتح غارة مليئة بالكنوز"، مضيفاً: "أنا معنديش حاجة اسمها التاريخ الحقيقي".
ولفت مراد إلى أنه لا أحد يستطيع أبداً استخراج حادثة حقيقية من التاريخ، "لو سألت أحدهم عن ماذا جرى منذ عام واحد في هذا المكان ستسمع مئات القصص، باختصار لا توجد حقيقة في العالم".
التلاعب بالعقول
وأشار الكاتب المصري إلى أن التشويق من حيث المبدأ هو "التلاعب بالعقول"، وعندما نقرأ هذا النوع من الكتابة، فإننا نسعى للذهاب إلى عالم لا نعرفه، وبنظرة خاطفة إلى آراء القراء، نجد أن رواية التشويق تتصدر قائمة اهتماماتهم.
وقال مراد: "كلّ شخص بداخله شيء ما يستحق أن يُكتب، ولكن قبل الكتابة يجب القيام بالكثير من البحث، والبحث أشبه بالرمال المتحركة التي يغوص فيها الكاتب كلما تحرك، وكاتب التشويق هو الذي يعلم كيف يخرج من هذه الرمال في الوقت والزمان المناسبين".
وأضاف: "إن كاتب التشويق يكتب للمتعة لا أكثر، وليس بالضرورة أن يكون ما يكتبه صحيحاً، وإنه يهدف إلى أن يشعر القارئ بـ(عدم الأمان)، وبالتالي لا يوجد كاتب أو روائي صادق".