مصر.. هذه قصة "طريق الكباش" الذي يعود للحياة بالأقصر

time reading iconدقائق القراءة - 5
"طريق الكباش" في معبد الكرنك بالأقصر، مصر، 8 ديسمبر 2017 - Getty Image
"طريق الكباش" في معبد الكرنك بالأقصر، مصر، 8 ديسمبر 2017 - Getty Image
القاهرة-محمد الخولي

يفتتح في محافظة الأقصر جنوبي مصر، الخميس، طريق الكباش الأثري، الذي يربط معبد الكرنك شمالاً بمعبد الأقصر جنوباً، وذلك ضمن خطة للترويج السياحي لمدينة الأقصر، وإبراز مقوماتها السياحية والأثرية كما أعلنت وزارة السياحة والآثار.

وتقيم الوزارة فعالية "الأقصر.. طريق الكباش"، التي تسلط الضوء على"الجمال والمقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها مدينة الأقصر" كما جاء في بيان لوزارة السياحة والآثار، أكد أن الفعالية "ستلقي الضوء على الحضارة المصرية العريقة".

وأعلنت السلطات المصرية انتهاء أعمال تطوير البنى التحتية بمحافظة الأقصر، وتطوير الكورنيش وشوارع وميادين المدينة، وكذلك مشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك، وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر، وترميم قاعة الـ14 عموداً بمعبد الأقصر.

طريق المواكب الكبرى

وينتظر أن تفتتح الطريق المعروفة بـ"بطريق الكباش"، الخميس، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشخصيات عامة وسفراء دول أجنبية.

وتقول وزارة السياحة والآثار إن الطريق يتكون من رصيف من الحجر الرملي، تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبو الهول برأس كبش (أحد الرموز المقدسة للإله آمون)

ويعود تشييد هذا الجزء من الطريق إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة، قبل أن يقوم الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين، بتشييد الجزء المتبقي من الطريق.

وتمت إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل استراحات للزوار، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى، التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادي الجميل.

عهد الملكة حتشبسوت

يقول عالم الآثار المصري، ووزير الآثار السابق زاهي حواس، إن طريق الكباش "يرجع إلى عهد الملكة حتشبسوت حيث وجدت 6 مقصورات مبنية على هذا الطريق، قامت بإنشائها حتشبسوت على طول الطريق، وقد وجدت رسوماتها على المقصورة الحمراء للملكة في معبد الكرنك".

ويضيف حواس في حديث لـ"الشرق"، أن الطريق كان مخصصاً للاحتفالات الدينية في العصر القديم "أهمها احتفالات الأوبت، وهي أعياد للاحتفال بذكرى زواج الإله آمون والإله موت"، مشيراً إلى أن مقر الإله آمون كان هو معبد الكرنك، و"قد كانت تلك طريقه للوصول إلى معبد الأقصر مقر الإله موت زوجته".

ولفت عالم الآثار المصري إلى أن الاحتفالات التي كانت تقام على تلك الطريق "ترمز في العصر القديم إلى الخصوبة، ومختلف مظاهر تلك الاحتفالات مسجلة على جدران إحدى الصالات بمعبد الأقصر، المعروفة باسم صالة الـ14 عموداً".

وقال حواس في حديثه لـ"الشرق"، إن مشروع ترميم طريق الكباش "يعود إلى عام 2005، بمشاركة ألف عالم في مجال الآثار، بعدما تضرر الطريق في العصر الروماني وبنيت عليه معسكرات ومصانع نبيذ، ثم بنيت عليه بيوت في العصر الحديث".

وبحسب عالم الآثار فإن الطريق الذي يمتد على 2700 متر، يضم 1050 تمثالاً أثرياً بالكامل، منها الكباش وبعض التماثيل الأخرى على هيئة أبو الهول، مشيراً إلى أن الأقصر تضم مناطق أثرية "لن تجد لها مثيلاً في العالم".

محطات أثرية

وتعود بداية الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بطريق الكباش إلى عام 1949، بحسب مدير عام آثار الكرنك، والمشرف العام على طريق الكباش، مصطفى الصغير.

وقال الصغير في حديث لـ"الشرق"، إنه في عام 1949 قام عالم الآثار الدكتور زكريا غنيم بأعمال الحفائر أمام واجهة معبد الأقصر، واكتشف أول تمثال من تماثيل الطريق من الناحية الجنوبية، حتى وصل إلى 8 تماثيل.

وخلال الفترة من عام 1958 حتى عام 1961 كشف عالم الآثار محمد عبد القادر أجزاء من التماثيل وصل عددها 17 تمثالاً، وخلال الفترة من 1961 حتى 1964 اكتشف الدكتور محمود عبد الرازق قرابة 55 تمثالاً.

وبعد فترة توقف عاد الدكتور محمد الصغير من عام 1984 حتى عام 2000 وقام بأعمال حفائر في مناطق متفرقة على طول الطريق، أهمها بجوار معبد الكرنك، بداية من الصرح العاشر لمعبد الكرنك وبوابة معبد موت والطريق المتجه إلى معبد الكرنك.

ويشير الصغير إلى أنه من 2005 حتى 2011 شهد الطريق مشروع ترميم، وتم الكشف عن أجزاء كثيرة من طول الطريق وكان يفترض أن يتم افتتاحه في شهر مارس 2011، لكن الأحداث التي شهدتها البلاد مع قيام الثورة أدت لتوقف الأعمال، قبل أن تستأنف في عام 2017. 

اقرأ أيضاً: