بغداد تعرض أعمالاً فنية نُهبت بعد غزو العراق

time reading iconدقائق القراءة - 4
معرض لأعمال فنانين ورواد الرسم والنحت، كانت سُرقت عام 2003 - AFP
معرض لأعمال فنانين ورواد الرسم والنحت، كانت سُرقت عام 2003 - AFP
بغداد - أ ف ب

تُعرض في العاصمة العراقية بغداد، لوحات لمناظر طبيعية وأعمال نحتية تمثل جزءاً من الإرث الفني التشكيلي العراقي، تم استرجاعها بعد أن فُقدت جراء السرقة والنهب خلال الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

وافتتحت وزارة الثقافة في قاعة أحد رواد الفن في البلاد فائق حسن، هذا المعرض الذي يضم نحو 100 من أعمال استعادتها البلاد خلال السنوات الماضية، من الولايات المتحدة وإيطاليا وسويسرا ودول أخرى.

وأُنجزت هذه الأعمال في فترات مختلفة بدءاً من مطلع الأربعينات، ويعود تاريخ بعضها إلى حقبتي الخمسينات والستينات، كما تتنوع أساليبها الفنية ومدارسها، ولكن معظمها مستقاة من الواقع والبيئة الاجتماعية.

وتبرز لوحة "الأهوار العراقية" في واجهة الأعمال الواقعية، وهي مستوحاة من منطقة الأهوار في جنوب البلاد حيث تطفو بيوت القصب والزوارق الخاصة المعروفة بـ"المشاحيف".

ومن الأعمال اللافتة للأنظار، لوحة كبيرة للفنان فائق حسن تظهر فيها انتفاضة الناس البسطاء ضد الحرمان والفقر، وأُنجزت عام 1967، وتطغى عليها الألوان القاتمة والوجوه الفزعة الهاربة من أماكن محترقة.

تمزيق لوحات 

كما توجد أعمال تعود لنخبة من أبرز الأسماء الفنية العراقية مثل عبد القادر الرسام، وكاظم حيدر، وجميل حمودي، ونوري الراوي، وإسماعيل الشيخلي، وحافظ الدروبي، وشاكر حسن آل سعيد، ونوري مصطفى بهجت، وعبد الكريم محمود وسعد الكعبي.

وكانت الأعمال المستعادة معروضة قبل 2003 في أحد أكبر المراكز الفنية العراقية في العاصمة ويعرف بـ"مركز صدام للفنون"، وقد تعرّض لعملية نهب وتخريب وحشية، إذ قام السارقون بتمزيق اللوحات بآلات حادة لتجريدها من إطاراتها الخشبية لكي يسهل حملها.

وشهدت الحركة التشكيلية في العراق قبل عام 2003، وعلى الرغم من الحصار الاقتصادي إبان التسعينات، ازدهاراً وانتعاشاً، مع انتشار لقاعات العرض العامة.

إلا أن الفن التشكيلي تراجع بعد ذلك التاريخ بسبب غزو العراق وعدم استقرار البلاد وسيطرة تنظيم "داعش" على أجزاء منها، ما دفع العديد من الفنانين إلى الهجرة.

أعمال لا تُقدّر بثمن 

قالت الفنانة التشكيلية لميعة الجواري، المسؤولة عن عرض المقتنيات المتحفية، "عدد الأعمال التي تمت استعادتها بعد عام 2003، 2300 عمل من أصل 7 آلاف سُرقت". وتضيف "أعمال كثيرة كانت متضررة.. أعمال لا تُقدّر بثمن".

وتشير الجواري التي عملت منذ عام 2004 ضمن لجنة ضمت فنانين في مهمة استعادة الأعمال المنهوبة الى أن "بعض الأعمال استعيدت عبر قنوات رسمية، فالسفارة السويسرية ساعدت في عودة بعضها. كذلك ساعد مواطنون في ذلك على المستوى الشخصي".

وعمل الفنان العراقي كاظم مرشد من آخر الأعمال الفنية التي استعيدت من العاصمة الأردنية عام 2021، في حين يستمر التنسيق مع الأنتربول للكشف عن باقي الأعمال المسروقة.

وتسلّم وزير الثقافة العراقي حسن ناظم ومدير عام دائرة الفنون، أخيراً 5 أعمال تخطيطية تعود للفنان الراحل محمد غني حكمت، من السفارة الإيطالية، وكانت مهداة من حكمت إلى شخصيات إيطالية عملت في مجال التنقيب في العراق، فقام هؤلاء بتسليمها إلى جهات عراقية لدعم جهود نهضة المتاحف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات