
أعلنت أوكرانيا الجمعة، انتصارها في نزاع قديم مع روسيا في مجال الطهي، بعد أن وضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" حساءً تقليدياً يصنع من الشمندر (البنجر) على قائمتها للتراث الثقافي الأوكراني الذي يتعين حمايته.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" التي تنخذ من باريس مقراً، في بيان، وضع حساء البورش الذاخر بالخضروات على قائمة التراث الثقافي الذي يحتاج إلى "حماية عاجلة"، بسبب الخطر الذي يواجهه وضع الحساء كعنصر من عناصر الثقافة الأوكرانية جراء الغزو الروسي.
وقال وزير الثقافة الأوكراني أولكسندر تكاتشينكو على تويتر: "انتصرنا في حرب البورش".
وانتقدت موسكو وضع حساء البورش ضمن التراث الأوكراني الذي يجب حمايته كمثال على "النزعة القومية المعاصرة لكييف".
ويحظى الحساء بشعبية أيضاً في روسيا، وقال متحدث باسم "اليونسكو"، إن الوضع الجديد يعني أن أوكرانيا يمكنها الآن التقدم بطلب للحصول على أموال خاصة لتمويل مشروعات لتعزيز وحماية الحساء.
ويعتبر البورش الأوكراني، النسخة الوطنية المستهلكة في العديد من بلدان المنطقة، هو جزء لا يتجزأ من الأسرة الأوكرانية والحياة المجتمعية.
تراث أوكراني
وأدرج "حساء البورش" في القائمة الوطنية لعناصر التراث الثقافي غير المادي لأوكرانيا في 2002، وكان من المقرر أن يُنظر في إدراجه في القائمة التمثيلية في دورة اللجنة لعام 2023.
وبسبب الحرب المستمرة وتأثيرها السلبي على هذا التقليد، طلبت أوكرانيا من الدول الأعضاء في اللجنة الإسراع في فحص ملف الترشيح لإدراج "البورش" في قائمة الصون العاجل كحالة عاجلة للغاية، وفقاً لقواعد وإجراءات الاتفاقية.
ولاحظت اللجنة الحكومية الدولية في قرارها أن "النزاع المسلح يهدد بقاء العنصر عبر تهجير الأشخاص الحاملين لمكوناته، ولأن الناس غير قادرين ليس فقط على طهي أو زراعة الخضروات المحلية للبورش، مما يقوض الرفاه الاجتماعي والثقافي للمجتمعات".
وتعتمد المجتمعات والعائلات والمطاعم على تطوير نسخهم الخاصة من هذا الطبق التقليدي والشعبي، والذي يعتمد على جذر الشمندر، ويعكس الخصائص والمنتجات المحلية حسب المنطقة.
ويُمارس طبخ البورش أيضاً في المجتمعات المحلية في المنطقة الأوسع حول أوكرانيا، وبينما يعترف النقش بالأهمية الاجتماعية والثقافية لطهي البورش بين الأوكرانيين، ولا يعني إدراج عنصر من التراث الثقافي غير المادي في قائمة اليونسكو، حصرية أو ملكية التراث المعني.
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، شرعت "اليونسكو" في سلسلة من الإجراءات الطارئة في مجالات الثقافة والتعليم وحماية الصحافيين، وفقاً لتفويض المنظمة.
وتتسق مبادرة الدول الأعضاء في اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي مع التزام اليونسكو هذا لصالح السكان المتضررين من الحرب.