"إذا كنت من محبّي الفن، وعيون الأطفال التي تلمع فرحاً، أسرع إلى متحف "بولوك". بهذه العبارة كان أقدم متحف تثقيفي وفني وترفيهي للألعاب في المملكة المتحدة، يستقبل زوّاره منذ نحو نصف قرن، جامعاً في قاعاته تراثاً هائلاً من الألعاب يعود إلى مئتي عام، فضلاً عن دمى المسارح الخشبية الملوّنة، التي اشتهرت بها لندن في القرون الماضية.
متحف "بولوك" الذي صمد على الرغم من الأزمات التي واجهها منذ الخمسينيات، لم يعد بمقدوره الاستمرار، إذ أعلن رسمياً عبر موقعه الرسمي، إغلاق أبوابه أمام الزوّار، وإرسال آلاف الألعاب القديمة إلى المخازن، ليطوي صفحةً حافلة بذكريات آلاف البريطانيين.
وكتبت صحيفة "ذا آرت" أن متحف "بولوك" أغلق فعلياً، ونقلت محتوياته القيّمة والنادرة إلى قاعةٍ مظلمة بعيداً عن أعين الناس، "بعد أن عجزت أمانة المتحف، عن التفاوض بشأن عقد جديد مع مالكي المنزل الجورجي، الذي يضمّ المتحف"، بحسب بيان صادر عن جاك فودري تاثام و إميلي بيكر، نُشر على موقعهم على الإنترنت.
دمى المسارح
تمّ إنشاء المتحف عام 1956 من قِبل مارجريت فودري، التي كانت تدير ذات يوم متجراً للألعاب في لندن. واتّخذ المتحف بدايةً غرفةً علوية في شارع "مونماوث" بلندن، بالقرب من "كوفنت غاردن"، قبل الانتقال إلى فيتزروفيا عام 1969.
يضمّ المتحف مجموعةً كبيرة من العرائس والدببة والمنحوتات التي تعود إلى القرنين الثامن والتاسع عشر، فضلاً عن دمى مسارح الألعاب التي أنجزها ناشر العصر الفيكتوري جون كيلبي جرين، إذ كانت ألعاب مسارحه تُصمّم وتُباع يدوياً، في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر، وكانت شائعة لدى الأطفال في ذلك العصر.
بيكر وفودري تاثام، اللذان يديران صندوق متحف "بولوك" للألعاب أيضاً، أوضحا في بيانٍ مشترك، أنه "نظراً لتغيير الظروف المتعلقة بملكية المباني، لم نتمكّن من التفاوض بشأن مستقبل مستدام لمجموعة المتحف في مقرّه الحالي".
أضاف البيان: "ما لم يتمّ العثور على تمويلٍ كبير، لتمكين المتحف من إعادة الافتتاح مرّة أخرى في موقعٍ جديد، سيبقى مغلقاً، على أمل أن تكون تلك المرحلة مشهداً من سيرة المتحف، وليس الفصل الأخير".
200 سنة إضافية
أطلق المتحف حملةً لجمع التبرّعات، لتغطية النفقات ومحاولة الانتقال إلى مكانٍ جديد، رافعاً شعار "دعمنا يعني الاستمرار لمئتي عام إضافيّتين".
وقالت الحافظة الفنية وعضو "The Critics Circle" كلير فين للصحيفة: "حزنت بشدّة على خبر إغلاق المتحف، لقد زرته مراراً منذ طفولتي، إنه أكثر من مجرّد منطقة جذب سياحي، بل يجسّد حقبةً من زمن آخر".
أضافت: "من المحزن أن نرى المتحف مغلقاً، لكن في ظلّ الأزمات الاقتصادية الصعبة، قد يكون ذلك مصير العديد من المتاحف الصغيرة".