دبي-الشرق
يعيد معرض "Coded: Art Enters the Computer Age 1952-1982"، الذي افتتح في متحف LACMA في لوس أنجلوس، لحظة من التاريخ الحديث ارتبطت بدخول الفن إلى عالم التكنولوجيا الرقمية الجديدة.
يدرس المعرض أصول ما نسميه اليوم "الفن الرقمي" ويستكشف أثر صعود تكنولوجيا الكمبيوتر ، إلى جانب ظهورها في الوعي الشعبي، على صنع الفن في عصر الحاسوب الكبير، وذلك بمشاركة فنانين وكُتّاب وموسيقيين ومصممي رقصات وصانعي أفلام، يعملون مباشرة مع أجهزة الكمبيوتر، وينتجون النماذج الخوارزمية الناشئة التي نعيش معها اليوم.
فجر الخوارزمية
يسلّط المعرض الضوء على صعود الإنتاج الإبداعي في عصر الكمبيوتر المركزي، ويحتفي بالفن الرقمي في فجر الخوارزمية، من خلال 75 فناناً رائداً من جميع أنحاء العالم قدّموا أكثر من 100 قطعة يُعرض عدد منها في LACMA للمرة الأولى، بحسب بيان المتحف.
نقطة الأصل الكرونولوجية للمعرض تبدأ عام 1952، وهو العام الذي تمّ فيه تقديم أول صورة "جمالية" بالكامل بواسطة الكمبيوتر ، وتنتهي عام 1982، بعد أن طغى الكمبيوتر الشخصي على الكمبيوتر الرئيسي، وأصبح القوة التكنولوجية للعصر الحالي.
وبينما تستمر العوالم الموازية للذكاء الاصطناعي وNFTs (الرموز غير القابلة للاستبدال) في السيطرة على خطاب الفن الحديث عام 2023، تم إنشاء المعرض بواسطة الحواسيب الرئيسية لعصر ما قبل الإنترنت.
وتم التركيز على العلاقة الملتبسة في بداياتها بين فن الكمبيوتر المبكر والحركات الفنية الأخرى في ذلك الوقت، مثل pop art، والفن المفاهيمي، وFluxus ،Minimalism.
"فعل الخلق"
تستعيد مجلة "آرت نيوز" مقالة لمؤرّخ الفن فرانك ديتريش، صدرت عام 1986 حول الذكاء البصري، والطريقة التي أثّرت بها الاختراقات العلمية على الممارسة الفنية خلال العشرين عاماً الأولى من حركة فن الكمبيوتر. إذ كتب يقول: "للمرة الأولى، أصبحت أجهزة الكمبيوتر منخرطة في نشاط كان حكراً على البشر: وهو فعل الخلق".
تم تنظيم المعرض في 6 أقسام رئيسية يتبع كل منها تاريخ فن الكمبيوتر، بما في ذلك أعمال روّاد مثل إدوارد كينهولز الذي توقعت آلاته المجسّمة في الستينيات صعود الحوسبة الشخصية، وفيرا مولنار التي ارتبطت رسوماتها بصعود الروبوتات الصناعية بلوحات الفنان بول كلي.
ويلفت عرض فريدريك هامرسلي إلى أنه استخدم Art1، أحد أقدم برامج الكمبيوتر المصممة خصيصاً للفنانين، وقصيدة متحركة كتبها ستان فانديربيك، وهو فنان يعتقد أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تؤدي إلى "طرق جديدة للتواصل تشرك الفنان في أكبر منظومة من الآلات والأشخاص الآخرين".
تقول ليزلي جونز، أمينة المطبوعات والرسومات في LACMA لـ"آرت نيوز"، يسلّط المعرض الضوء على الفن الرقمي أو فن الكمبيوتر الذي تم تجاهله منذ فترة طويلة، ويعيد صياغة سياقه لتشجيع طريقة جديدة للنظر إلى الفن السائد في تلك الفترة".
تضيف: "هناك أوجه تشابه مثيرة للاهتمام بين فن الكمبيوتر والحركات السائدة المعاصرة، مثل الفن المفاهيمي والفن التشغيلي، لا سيما في تبنيهم المتبادل لنهج الخوارزمية في صنع الفن".
اقرأ أيضاً:
