اكتشاف تمثال لبوذا في معبد مصري بالقرب من البحر الأحمر

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الأربعاء، اكتشاف تمثال لبوذا من القرن الثاني الميلادي في معبد مدينة برنيكي الأثرية على البحر الأحمر، وهو ما اعتبره أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصري "مؤشراً على صلات تجارية بين مصر والهند في العصر الروماني".

وذكرت الوزارة، في بيان صحافي، أن البعثة الأثرية البولندية الأميركية المشتركة والعاملة في مدينة برنيكي نجحت في الكشف عن تمثال لبوذا من العصر الروماني، وذلك أثناء أعمال حفر بمعبد المدينة الأثرية.

وأوضح رئيس البعثة من الجانب البولندي ماريوس جويازدا، أن التمثال المكتشف "مصنوع من الحجر الذي ربما تم استخراجه من المنطقة الواقعة جنوب إسطنبول أو ربما تم نحته محلياً في برنيكي وتخصيصه للمعبد من قبل واحد أو أكثر من التجار الأثرياء من الهند".

وأضاف أن ارتفاع التمثال يبلغ 71 سم ويصور بوذا واقفاً ويحمل جزءاً من ملابسه في يده اليسرى، كما توجد حول رأسه هالة وبجانبه زهرة اللوتس.

وأشار رئيس البعثة من الجانب الأميركي، ستيفين سيدبوثام، إلى أن البعثة نجحت خلال أعمالها بالمعبد في الكشف عن نقش باللغة الهندية (السنسكريتية) يعود تاريخه إلى الإمبراطور الروماني فيليب العربي (ماركوس يوليوس فيلبس) (244–249 م.).

وتابع: "يبدو أن  النقش ليس من نفس تاريخ التمثال الذي ربما يكون أقدم بكثير، حيث كانت النقوش الأخرى في نفس المعبد باللغة اليونانية، والتي يعود تاريخها إلى أوائل القرن الأول الميلادي".

ولفت سيدبوثام إلى أنه تم العثور أيضاً على عملتين معدنيتين من القرن الثاني الميلادي من مملكة ساتافاهانا الهندية الوسطى.

علاقات تجارية

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن البعثة تعمل بالموقع منذ عام 1994 تحت إشراف المجلس، وأوضح أن حفرياتها الحالية بالموقع شهدت "العديد من الدلائل الهامة على وجود صلات تجارية بين مصر والهند خلال العصر الروماني".

وأوضح وزيري أن "مصر كانت في موقع مركزي على الطريق التجاري الذي يربط الإمبراطورية الرومانية بالعديد من مناطق العالم القديم بما في ذلك الهند"، منبهاً أنه "كانت هناك العديد من الموانئ خلال العصر الروماني على ساحل البحر الأحمر في مصر تشارك في هذه التجارة، وأهمها برنيكي".

وواصل: "كانت السفن تصل من الهند محملة بمنتجات مثل الفلفل، والأحجار شبه الكريمة، والمنسوجات، والعاج، والتي يتم تفريغها ومن ثم نقل الشحنات على الجمال التي تنقل البضائع عبر الصحراء إلى النيل، ثم تنقل سفن أخرى البضائع إلى الإسكندرية ومن هناك إلى بقية الإمبراطورية الرومانية".

اقرأ أيضاً: