رحيل ميلان كونديرا الذي جمع الجدية القصوى مع درجات الخفّة

time reading iconدقائق القراءة - 3
الروائي التشيكي ميلان كونديرا. 11 أبريل 1979 - AFP
الروائي التشيكي ميلان كونديرا. 11 أبريل 1979 - AFP
دبي-الشرق

توفّي الكاتب الفرنسي التشيكي المولد ميلان كونديرا عن عمرٍ ناهز 94 عاماً في باريس، الثلاثاء، كما أعلنت آنا مرازوفا، المتحدّثة باسم مكتبة ميلان كونديرا، نيابة عن زوجته، بعد معاناة طويلة مع المرض.

وكونديرا هو كاتب وفيلسوف فرنسي من أصول تشيكية، ولد في برنو في الأوّل من أبريل عام 1929، لأب وأم تشيكيّين. درس الموسيقى مع والده عازف البيانو الشهير لودفيك كونديرا، رئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى.

بعدها انخرط في عالم الأدب، وتحوّل إلى الكتابة، وأصبح محاضراً في الأدب العالمي في أكاديمية السينما في براغ عام 1952.

وعُرف برواياته التي صوّرت عبثية الحياة الخانقة في وطنه تشيكوسلوفاكيا (التشيك حالياً)، ونشر عام 1953 أوّل دواوينه الشعرية، لكنه لم يحظ بالاهتمام، ولم يُعرف ككاتب مرموق إلا بعد أن نشر مجموعته القصصية الأولى "غراميات مرحة" (1963).

"النكتة"

بدأ بسلسلة الكتب الشعبية مع "النكتة"، "Žert" عام 1967، المستوحاة من أجواء الواقع السياسي حينها، وحقّقت نجاحاً بارزاً، لكنها اختفت من المكتبات وتمّ حظرها، بعد أن سحقت القوات التي يقودها السوفييت تلك التجربة.

"كائن لا تحتمل خفته"، أبرز رواياته التي صدرت في الثمانينيات، وتدور أحداثها في أجواء براغ العنيفة عام 1968، وقد حقّقت شهرة عالمية وتُرجمت إلى لغات عدّة. كما اشتهرت روايته "البطء"، و"حفلة التفاهة".

غادر إلى فرنسا عام 1975، وفقد جنسيته التشيكية عام 1979، وأصبح مواطناً فرنسياً عام 1981، وأمضى أربعين عاماً في منفاه الباريسي. 

مناضل مطرود

التحق كونديرا بالحزب الشيوعي عام 1948، وطُرد منه مرّتين، الأولى بعد "الأنشطة المناهضة للشيوعية" عام 1950، والثانية عام 1970 خلال حملة القمع التي أعقبت ما سمّي بـ"ربيع براغ" عام 1968، إذ شكّل أحد الأصوات الداعية إلى الحرية والمساواة في الحقوق.

وجد كونديرا نفسه مُدرجاً على القائمة السوداء، بعد غزو الاتحاد السوفييتى تشيكوسلوفاكيا في 1968، وانخراطه في "ربيع براغ"، إذ فقد وظيفته التعليمية، ومُنعت كتبه من التداول لخمس سنوات، وعمل في الملاهي الليلية الصغيرة كعازف موسيقى الجاز، قبل أن يغارد البلاد نهائياً.

قال كونديرا لصحيفة باريس ريفيو عام 1983: "كان طموحي طوال حياتي توحيد الجدّية القصوى مع أقصى درجات الخفّة في الشكل. إن الجمع بين شكلٍ تافه وموضوع جاد يكشف على الفور حقيقة مسرحياتنا اليومية التي نلعبها على المسرح العظيم، وعدم أهميتها المروّعة. نحن نختبر خفّة الوجود التي لا تطاق". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات