منحت الأكاديمية السويدية الكاتب النرويجي يون فوسه (1959)، جائزة نوبل للأدب 2023، بحسب ما أعلنت في بثّ مباشر على موقعها، وذلك تقديراً "لمسرحياته المبتكرة وأعماله الروائية التي تبوح بالمضمر والمسكوت عنه".
يعدّ الكاتب النرويجي أحد أبرز الكُتّاب في عصرنا، تفرّغ للكتابة معظم حياته، وخاض مجال الأدب منذ نحو أربعين عاماً، وكتب أكثر من ثلاثين مسرحية، كانت باكورتها "شخص ما سوف يأتي" عام 1992، التي وصفها الكاتب لاحقاً بأنها أعظم اكتشاف في حياته الأدبية.
كتب الروايات والقصائد والقصص والمقالات وكتب الأطفال. وتُرجمت أعماله إلى أكثر من 50 لغة، وعُرضت مسرحياته أكثر من ألف مرّة في جميع أنحاء العالم.
أتاح أسلوب الكاتب المتفرّد الاستحواذ على الجوائز الأدبية المرموقة في بلده، إذ تتّخذ نصوصه طابع التكرار، والحوار الذاتي، والمونولوج الداخلي، الذي يحثّ القارئ على التنبّه والتأمل وإقامة علاقة مع التفاصيل، كما تتميّز نصوصه بإيقاعات موسيقية حساسة.
عمل الكاتب مستشاراً أدبياً، وأشرف على إعادة ترجمة الكتاب المقدّس إلى اللغة النرويجية، وتبدو علاقته بقراءات من الإنجيل واضحة في كتاباته، إذ يكرّر الدعاء بشكل منتظم.
فوسه هو رابع كاتب نرويجي يحصل على جائزة نوبل الأدب، بعد بيورنستيرن بيورنسون (1903)، وكنوت بيدرسن هامسون (1920)، وسيغريد أوندسيت (1928)
وقال السكرتير الدائم للأكاديمية ماتس مالم، "إنه اتصل بالكاتب هاتفياً ليبلغه بالفوز، وأن الكاتب كان يقود سيارته في الريف، ووعده "بالعودة إلى المنزل بحذر". وهو أعلن بعدها "أنه خائف ومندهش".
وقال رئيس لجنة نوبل للأداب أندرس أولسون، "إن فوسه يمزج بين جذوره في اللغة والطبيعة النرويجية، والتقنيات الفنية لمرحلة ما بعد الحداثة".
تجدر الإشارة إلى أن فوسه، هو رابع كاتب نرويجي يحصل على هذه الجائزة، بعد بيورنستيرن بيورنسون (1903)، وكنوت بيدرسن هامسون (1920)، وسيغريد أوندسيت (1928).
سباعية الأنا والآخر
"الأحمر والأسود" هو عنوان روايته الأولى التي صدرت عام 1983، لكن انطلاقته ككاتب جاءت مع رواية "المرفأ" عام 1989. عمله الأطول هو "السباعية" (2019–2021)، التي أنجزها أثناء فترة استراحة من الكتابة المسرحية، وبعد تحوّله إلى الكاثوليكية عام 2013.
أطلق فوسه على طريقته في كتابة "Septology" أو السلسلة المؤلفة من سبعة كتب، اسم "النثر البطيء"، وهو أسلوب من المستويات المتغيّرة والمشاهد والأحداث، والتأملات، عكس الدراما سريعة الوتيرة تماماً. وقد صدرت أجزاؤه السبعة في ثلاثة مجلدات: "الاسم الآخر"، و"أنا آخر"، و"الاسم الجديد"، وحازت على جوائز عدّة.
ابن المزرعة وجار القصر
نشأ فوسه في مزرعة صغيرة في ستراندبارم في منطقة هاردانجر بالنرويج. ودرس الأدب في جامعة بيرغن.
عام 2011، منحت الدولة النرويجية الكاتب مقرّ إقامة الفنان الفخري مدى الحياة، "The Grotto" في أوسلو، بالقرب من القصر الملكي. وهو يعيش بين أوسلو وهابسبورغ والنمسا.
توقعات
وكانت التوقعات بفوز الكاتبة الصينية يان شيويه، واسمها الحقيقي دنغ شياو هوا، بالفوز بالجائزة عالية، وهي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة "بوكر" الدولية عن روايتها "الحب في الألفية الجديدة"، ومجموعتها القصصية "أعيش في الأحياء الفقيرة".
كما كان الياباني هاروكي موراكامي، والكندية مارغريت إتوود، والبريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، من بين المؤلفين الأكثر احتمالاً للفوز بجائزة نوبل الأدب لهذا العام.
تجدر الإشارة إلى أن الأكاديمية السويدية، منحت جائزة نوبل للأدب عام 2022 للروائية الفرنسية آني إرنو، وهي أوّل امرأة فرنسية تحصل على هذه الجائزة بعد لوكليزيو (2008)، وباتريك موديانو (2014).