المتحف اليوناني في الإسكندرية يفتح أبوابه من جديد

time reading iconدقائق القراءة - 7
المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية. 10 أكتوبر 2023 - الشرق
المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية. 10 أكتوبر 2023 - الشرق
الإسكندرية-فادي فرنسيس

افتتح رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية، الأربعاء، بعد  سبعة عشر عاماً على إغلاقه، بهدف أعمال الترميم، وتطوير المنطقة المحيطة به.

وشهد المبنى تطوّرات جذرية لجهة العمارة وواجهات العرض والواجهات الخارجية والداخلية، "وتجاوزت ميزانية ترميمه 570 مليون جنيه مصري"، بحسب ما أكد الدكتور محمود مبروك، المشرف على المتحف في حديث خاص لـ"الشرق".

أقدم متاحف العالم

يعدّ المتحف اليوناني الروماني من أقدم المتاحف في العالم، وتعود فكرة إنشائه إلى عالِم الآثار الإيطالي "جوزيبي بوتي" (1891)، الذي اقترح تخصيص مكان يحتوي على الاكتشافات الأثرية في الإسكندرية حفاظاً عليها.

بعدها قام المهندس الألماني ديرتيش والمهندس الهولندي ليون ستينون، ببناء المتحف الحالي على طراز المباني اليونانية، وافتتح المتحف للمرّة الأولى في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.

وأكد الدكتور علي مناحي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المتاحف في وزارة السياحة والآثار، أن إدارة المتحف "حدّدت مبلغ 40 جنيهاً للزائر المصري، و 20 جنيهاً للطالب"|، لافتاً إلى أن "تلك الأسعار الرمزية ستؤدي إلى زيادة الإقبال على المتحف".

اختلاف طرق العرض

شهد المتحف تعديلات كبيرة في طرق العرض، حيث تمّ توزيع القطع على طابقين تبعاً للحقب الزمنية، وموضوعات العرض.

وقالت الدكتورة ولاء مصطفى مديرة المتحف لـ"الشرق"،"إن المتحف بحلّته الجديدة يضم 6 آلاف قطعة أثرية معروضة، ويضمّ الطابق الأول آثار اليونان قبل قدوم الإسكندر الأكبر، ثم تطوّرت مسارات المعروضات لفترة ما بعد الإسكندر، مروراً بالحضارات الأخرى الرومانية والبطلمية والبيزنطية والقبطية". 

وأوضحت أنه "تمّ استحداث أقسام جديدة في الطابق الثاني من المتحف، بهدف إبراز الاتجاهات الثقافية والفنية بين الحضارات المصرية القديمة، واليونانية والرومانية والقبطية، فضلاً عن إبراز شكل الحياة اليومية في تلك العصور". 

وشرح الدكتور محمود مبروك، المشرف على تصميم طريقة العرض بالمتحف، الفلسفة التي اعتمد عليها في تصميمه الحديث، وقال "حرصنا على تقسيم القطع إلى حقبات زمنية مختلفة، لنأخذ الزائر في رحلة إلى تلك الحضارات، كما تمّ إبراز أشكال الحياة اليومية في الإسكندرية تحديداً، وبنينا نماذج عن المنازل القديمة ممزوجة بالقطع المعروضة". 

وأشار إلى أن أساليب الإضاءة المتّبعة في العرض، تعدّ من أحدث أساليب الإضاءة في العالم، وقام بتنفيذها عمّال مصريون". 

6 آلاف قطعة

يضمّ المتحف 6 آلاف قطعة مختلفة من بينها 4 آلاف قطعة لم تعرض من قبل، أبرزها  تمثال إيزيس فاريا الموجود بشكل منفصل في البهو الخارجي للمتحف، الذي يعدّ من بين أكبر المعروضات، ويبلغ وزنه 22 طناً.

 وقالت الدكتورة ولاء مصطفى مديرة المتحف، "إن التمثال مقسّم إلى ثلاث قطع، وقد عثر على جزأين منه بين الآثار الغارقة في الإسكندرية" . 

ومن اللافت للنظر وجود "معبد التمساح" الذي يعود إلى العصر الروماني، وتمّ نقله من الفيوم إلى المتحف، كما تمّ نقل كنيسة صغيرة تعود  إلى العصر البيزنطي. وقد وضعت الشاشات التفاعلية في أماكن مختلفة من المتحف لمدّ الزائرين بالمعلومات. 

ولفتت الدكتورة ولاء مصطفى، إلى أن المتحف "يضمّ تمثال "نيلوني" الذي يرمز إلى نهر النيل، وتمّ ترميم لوحة من الفسيفساء لاحتفالات اليونان بالنيل، وخصّص جزء كبير للعملات القديمة في الطابق الثاني، بهدف إبراز المستوى الاقتصادي للحضارات".

وتوجد في المتحف مكتبة كبيرة تضمّ 12 ألفاً و 400 كتاب نادر عن الحضارة اليونانية والرومانية، وذكرت الدكتورة دعاء صبري مديرة المكتبة لـ "الشرق"، أن المكتبة "تضمّ كتباً نادرة مخصّصة للباحثين في الماجستير والدكتوراه". 

ويعتبر كتاب "خرائط أفريقيا"، من أقدم الكتب الموجودة في مكتبة المعرض، وهو يعود إلى العام 1510 ميلادية، فضلاً عن وجود طبعة أصلية من كتاب "وصف مصر." 

سنوات من الإغلاق 

تعرّض مبنى المتحف اليوناني لأضرار كبيرة كادت أن تؤثر في سلامة القطع الموجودة فيه، وأثّرت المياه الجوفية على أساسات المبنى، فضلا عن حدوث شروخ في الجدران، بحسب ما أكد الدكتور محمود مبروك، الذي أشار إلى أن المعماري الراحل فاروق الجهوري، "وضع طرقاً حديثة لإنقاذ  المبنى، وأضاف طابقاً آخر بتصميم زجاجي، يناسب الأساسات القديمة". 

أقفل المتحف عام 2005 للبدء بمشروع الترميم، وبدأ العمل به فعلياً عام 2009، لكنه توقّف عام 2011 بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة، واستأنف العمل بالمشروع عام 2018، حتى تمّ الانتهاء منه بالكامل وإعادة افتتاحه قبل يومين.

وتضمّن مشروع تطوير المتحف طلاء الجدران من الخارج والداخل، وتدعيم الجدران القديمة بهيكل حديدي، وترميم الواجهة القديمة.

وشرح الدكتور سامي شنشوري المشرف على أعمال الترميم، "أن القطع الأثرية نقلت إلى أربعة مخازن في مرسى مطروح وبرج العرب والعلمين والإسكندرية، وتمّ تقسيمها بحسب خاماتها المختلفة، ومن ثم اختيار الأسلوب المناسب للحفاظ عليها وصيانتها وتنظيفها".

 

تصنيفات

قصص قد تهمك