تم اختيار الفنانة الأميركية تشابالالا سيلف Tschabalala Self، وأندرا أورسوتا Andra Ursuţa المولودة في رومانيا، لعرض منحوتاتهما على القاعدة الرابعة في "Trafalgar Square" في لندن، إذ سيتمّ تثبيت التركيبات الفائزة عامي 2026 و2028 على التوالي.
سيتم صبّ تمثال "سيدة باللون الأزرق" من البرونز، ويُطلى باللازورد الأزرق، وهي صبغة ذات أهمية تاريخية، استخدمها كبار الفنانين في عصر النهضة، مثل الإيطالي تيتيان والهولندي فيرمير.
تمّ اختيار الفنَانَتين من ضمن قائمة مختصرة مؤلفة من 7 فنانين، وذلك الجمعة في 15 مارس، من قِبل مجموعة القاعدة الرابعة، برئاسة الكاتب والقيّم الفني إيكو إيشون. كما شارك الجمهور بأصواتهم التي حسمت النتائج.
تصحيح المفاهيم
وقالت الفنانة سيلف، المقيمة في نيويورك، والتي تشتهر بتصويرها شخصيات نسائية ملوّنة: "آمل أن أصحّح المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول الجسد الأسود والمسقطة عليه".
أضافت: "إن الأوهام والمواقف المحيطة بالجسد الأنثوي الأسود مقبولة ومرفوضة في ممارستي، ومن خلال هذا الارتباك، تنشأ احتمالات جديدة."
أرادت سيلف أن تجلب "كل امرأة معاصرة إلى ميدان لندن" بحسب بيانها، وقالت: "السيدة ذات الرداء الأزرق" ليست معبوداً يجب تبجيله، أو شخصية تاريخية لإحياء ذكراها. إنها امرأة تخطو قدماً نحو مستقبلنا الجماعي بطموح وهدف، وهي من سكان لندن وتمثّل روح المدينة".
منطق التاريخ
يتميّز عمل الفنانة أورسوتا "بدون عنوان"، بجسم مجوّف بالحجم الطبيعي، يمتطي ظهر حصان مغطّى بكفن ومصبوب بمادة صمغية شفافة، ذات لون أخضر لزج. يشير العمل الغامض ذو اللون غير العادي إلى شيء غير طبيعي.
وقالت أورسوتا: "عملي يتعامل مع التاريخ؛ التاريخ يجعلنا منطقيين عندما نحاول أن نفهمه. وساحة لندن هي المكان الذي تواجه فيه التواريخ المتعددة بعضها البعض في مواجهة مفتوحة".
الملكة إليزابيث
تقع القاعدة الرابعة في "Trafalgar Square"، تمّ بناؤها عام 1841، وكان من المقرّر أن تضم تمثال وليام الرابع، لكن لأسباب مالية، بقيت فارغة. اكتسبت القاعدة الرابعة اعترافاً عالمياً كمنصّة للفن المعاصر الرائد، منذ 25 عاماً.
بعد أكثر من 150 عاماً، تستضيف القاعدة الرابعة سلسلة من الأعمال لفنانين عالميين، وتمنح جائزة الفن المعاصر الأكثر نقاشاً في المملكة المتحدة.
الجدل حول مستقبل القاعدة الرابعة في "Trafalgar" ظهر عام 2022، عندما توفيت الملكة إليزابيث الثانية. أثار السياسيون نقاشاً حادّاً حول إقامة نصب تذكاري دائم في الميدان الشهير، للملكة الأطول حكماً في التاريخ البريطاني، ما أثار مخاوف الفنانين والعاملين في مجال الثقافة من إنهاء برنامج الفن العام.
يتمّ تمويل البرنامج من قبل عمدة لندن بدعم من مجلس الفنون في إنجلترا، ومؤسسة Bloomberg الخيرية. تُعرض نماذج الأعمال الفنية المُدرجة حالياً في القائمة المختصرة في المعرض الوطني حتى 17 مارس. ويمكن الوصول إلى المعارض الافتراضية عبر الإنترنت وعبر Bloomberg Connects.