غيّب الموت الروائي الأميركي المعروف بول أوستر، الثلاثاء، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد صراع مع سرطان الرئة لمدة عام، بحسب صديقة العائلة جاكي لايدن.
وقالت لاندن لوكالة فرانس برس، "توفي بول مساء الثلاثاء في منزله، محاطاً بأحبائه، وكانت زوجته الكاتبة سيري هوستفيت، قد أعلنت العام الماضي، أن الروائي الأميركي يعاني من مرض عضال".
تاريخ حافل بالأدب
ينحدر الكاتب الراحل من عائلة يهودية، ولد عام 1947 في ولاية نيوجرسي الأميركية، وهو روائي وكاتب مقالات ومترجم وكاتب سيناريو وشاعر أميركي، ويعدّ أيقونة أدبية في نيويورك، ويزخر رصيده بأكثر من ثلاثين كتاباً، وتُرجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة.
درس أوستر الأدب الفرنسي والإيطالي والبريطاني في جامعة كولومبيا في نيويورك. وبعد تخرّجه عام 1970، انتقل إلى فرنسا، حيث بدأ بترجمة أعمال الكُتّاب الفرنسيين، ونشر أعمالهم في المجلات الأميركية، لكنه اضطر للعمل في وظائف عدّة، قبل أن ينجح في تحقيق دخل كاف من كتاباته، ثم أتاح له ميراث والده الذي توفي عام 1979، التفرّغ للكتابة.
عام 1982، ذاع صيت أوستر بعد روايته "اختراع العزلة"، المستوحاة من سيرته الذاتية، إذ يحاول من خلالها فهم شخصية والده، لكن شهرته العالمية جاءت بسبب سلسلة من القصص البوليسية التجريبية، التي تمّ نشرها بشكل جماعي باسم ثلاثية نيويورك (1987)، وهي "مدينة الزجاج" (1985)، التي تدور أحداثها حول روائي يتورّط في لغز يجعله يتّخذ هويات مختلفة.
إضافة إلى "أشباح" (1986) التي تدور أحداثها حول عين خاصة، تُعرف باسم "Blue"، التي تحقّق مع رجل يُدعى Black، لصالح عميل يُدعى White؛ كذلك "الغرفة المغلقة" (1986)، التي تحكي عن مؤلف أثناء بحثه عن حياة كاتب مفقود، من أجل كتابة سيرة ذاتية، وعلى أثره ينتحل تدريجياً هوية ذلك الكاتب.
ومن أعماله الناجحة أيضاً "مون بالاس" (1989)، و"بوك أوف إيلوجنز" (2002)، و"بروكلين فوليز" (2005).
كما كتب أوستر عدة مجلدات شعرية بما في ذلك "اكتشف" (1974)، و"الكتابة الجدارية" (1976)، فضلاً عن "مجموعات من مقالات المساحات البيضاء" (1980)، و"فن الجوع" (1982).
تقدير فرنسي
أصدر أوستر أكثر من ثلاثين مؤلفاً، ترجمت إلى أكثر من أربعين لغة، منها العربية، وحظي بتقدير خاص في فرنسا التي كان يعتبرها "بلده الثاني"، وحصل فيها على جائزة "ميديسيس" للرواية الأجنبية عن كتابه "ليفياثان" (1993).
تجربة أخرى
كتب أوستر عدداً من سيناريوهات الأفلام، وعُرف خصوصاً في هذا المجال بفيلم "سموك" "Smoke"، الذي تتمحور قصته حول شخصيات تعيش في الضياع حول متجر للتبغ في بروكلين، وفيلم "بروكلين بوغي".
كما قام بكتابة وإخراج أفلام عدّة، ومنها "لولو على الجسر" ( 1998)، و"الحياة الداخلية لمارتن فروست" (2007)، بعد أن شهد وفاة أحد الأصدقاء بسبب البرق عندما كان مراهقاً، وظهر في فيلم "أمر الله" (2009)، وهو فيلم وثائقي عن الناجين من الصواعق، و"هنا والآن رسائل 2008-2011 "، نشرت عام (2013 )، وهي مجموعة من المراسلات بين أوستر والروائي الجنوب أفريقي "جي إم كوتزي".
على المستوى السياسي، كان أوستر يجاهر بتأييده للحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة، وانتقد في أحد كتبه سياسات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وعلى الرغم من تشخيص إصابته بالسرطان في العام نفسه، أكمل أوستر كتابه الأخير المفعم بالحنين "بومجارتنر".