"تيم لاب" السعودي يتفوّق على طوكيو الياباني

time reading iconدقائق القراءة - 6
متحف "تيم لاب بلا حدود" في جدة التاريخية. 10 يونيو 2024 - @SaudiProject
متحف "تيم لاب بلا حدود" في جدة التاريخية. 10 يونيو 2024 - @SaudiProject
الرياض-الشرق

تتجسّد التجربة الفنية اليابانية الفريدة، في متحف "تيم لاب بلا حدود"، الذي دشّنته وزارة الثقافة السعودية ومجموعة "تيم لاب" العالمية، الإثنين، في مدينة جدة التاريخية، المُدرجة على قائمة التراث العالمي، على ضفاف "بحيرة الأربعين".

يمتدّ المتحف على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويقدّم نحو 80 عملاً مختلفاً، يحتل مساحات رقمية شاسعة، مثل "عالم بلا حدود"، و"غابة الألعاب الرياضية"، و"مدينة ألعاب المستقبل"، و"غابة المصابيح"، كما يضمّ سبعة أعمال خصّصت للسعودية، مستوحاة من الطبيعة الصحراوية للمملكة.

نحب هذا المكان

وعن اختيار المملكة لإقامة المتحف كأول دولة في الشرق الأوسط، قال المدير الإقليمي في منطقة آسيا، تاكاي تاكويا لـ "الشرق": "نحن نحب هذا المكان، وأحد المفاهيم الأساسية لدينا هو استمرارية الزمان والمكان، ومدينة جدة لها تاريخ طويل وحيّ، يمكننا رؤية التاريخ هنا، وهذا الموقع مثالي لتجربتنا".

سؤال الإنسانية

وأكد تاكويا أن ما يقدّمه متحف "تيم لاب" الرقمي، هو محاولة لطرح سؤال على الإنسانية، إذ إن التكنولوجيا الرقمية قادرة على تغيير المعايير في المجتمع الرقمي، لذلك نسعى إلى تجربة تطرح نوعاً جديداً من المعايير، ونقترح الجمال في الحدود والجمال في الاستمرارية".

متحف ضخم

وعن أبرز التحديات التي واجهها فريق المتحف قال: "لا نجد أن اللغة تحدياً هنا، نحن لا نحتاج إلى أي لغة، لأن الجميع يستطيع التواصل مع العمل الفني، لكن التحدي الكبير هو في عدد الأعمال، إذ  لدينا 80 عملاً، والمعرض هنا أكبر بكثير من مقرّنا في طوكيو، نحن نتحدث عن عشرة آلاف متر مربع، وهذا يمثّل تحدياً كبيراً لنا".

فصل ثقافي جديد

وأكد المتحدّث الرسمي لوزارة الثقافة السعودية عبد الرحمن المطوّع، أن افتتاح افتتاح المتحف في قلب جدة التاريخية، يمثّل فصلاً جديداً في المشهد الثقافي السعودي، حيث تتلاقى آفاق الفنون مع التقنية والطبيعة في مساحة إبداعية مبتكرة.

وفي حديثه لـ "الشرق" قال المطوّع: "إن اختيار السعودية كمحطة أولى لمتحف "تيم لاب" في الشرق الأوسط، يأتي انعكاساً لأهمية المملكة بصفتها مركزاً للثقافة والفنون، كما أن جدة التاريخية ذات أهمية ثقافية، كونها تعدّ من أبرز المناطق التراثية المسجّلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وبناء على تلك الاعتبارات تم اختيارها".

أضاف: "تعيش السعودية طفرة نوعية في الاتجاهات كافة، وما نشاهده من حراك ثقافي، يساعد في بناء الجسور وتعزيز التبادل الثقافي مع العالم، وهذا ينعكس على المملكة ثقافياً واقتصادياً وسياسياً".

وأكد على الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة "لإعادة إحياء جدة، ونرى ذلك من خلال افتتاح المتاحف والمشروعات الثقافية الأخرى".

فضاءات وعوالم

يضمّ المتحف فضاءات متنوّعة، تعكس سحر التكنولوجيا الممزوجة بالفنون، وتمثّل المتاهة في المتحف، جزءًا أصيلاً من تجربة الزوّار، بقصد استكشاف عوالم جديدة وممتعة.

"عالم بلا حدود" هي المنطقة التي يتعرّف فيه الزوّار على العالم من خلال أجسادهم؛ فهم يتحركّون داخله بحرّية، ويعقدون روابط وعلاقات مع الآخرين، من خلال الأعمال الفنية التفاعلية.

غابات المتحف

أما "غابة الألعاب الرياضية"، فتمثّل فضاء إبداعياً، ينطوي على تحديات جسدية ونفسية تدعو إلى الانغماس في عالم تفاعلي. 

هناك أيضاً "مدينة ألعاب المستقبل"، وهي مشروع تعليمي تجريبي يعتمد على مفهوم الإبداع التعاوني، وهي مدينة مُسلّية تتيح للزوّار الاستمتاع ببناء عوالمهم بحرّية مع الآخرين.

وفي "غابة المصابيح"، تشكّل المصابيح المتناثرة بطريقة عشوائية، عملاً فنياً مذهلاً، يتردّد صدى أضوائها ويتغيّر، بناء على تفاعلات الأشخاص في مساحة العمل الفني، وتتغيّر ألوانها مع تغيّر الفصول. 

الشاي الياباني

في منطقة "إن تي هاوس"، يستمتع الزائر بتجربة إعداد فنجان شاي ياباني، وفي كلّ مرّة تتفتّح زهرة في الفنجان، تتحوّل التجربة إلى عالمٍ لا نهائي من الزهور المتفتحة.

في "مصنع الرسم"، تتحوّل الرسومات إلى ذكرى يأخذها الزائر معه، وتصبح الأسماك التي يتم رسمها (سكيتش أوشين)، إلى هدية تذكارية مثل شارة معدنية، أو قميص، أو حقيبة يد.

تجدر الإشارة إلى أن "تيم لاب" انطلق من العاصمة اليابانية طوكيو عام 2018، واستقبل أكثر من 2.3 مليون زائر سنوياً، مُحققاً رقماً قياسياً عالمياً لأكثر متحف استقطاباً للزوّار.

يضم المتحف مئات الخبراء ذوي التخصصات المختلفة من الفنانين والمبرمجين، وأخصائيّي الرسوم المتحركة، وعلماء الرياضيات والمهندسين المعماريين.

تصنيفات

قصص قد تهمك