بعد 14 عاماً من تصريح أدلت به الروائية أرونداتي روي، الحائزة على "جائزة بوكر العالمية" عام 1997، أصدرت محكمة نيودلهي قراراً بفرض عقوبات على الكاتبة، بتهمة إلقاء خطابات استفزازية عام 2010، بحسب "The Indian Express ".
كما فرضت المحكمة عقوبات على أستاذ القانون الدولي السابق في الجامعة المركزية في كشمير، الدكتور شوكت حسين، بموجب "قانون (منع) الأنشطة غير المشروعة".
وظهرت هذه القضية فجأة بعد عقد ونصف، بناء على شكوى جنائية ضدّ الكاتبة وآخرين بعد أن قالت: "إن كشمير ليست جزءاً لا يتجزأ من البلاد"، الأمر الذي اعتبره البعض "تشجيعاً على الانفصال".
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية: "إن الكاتبة هي واحدة من أشهر المؤلفين الأحياء في الهند، ونشاطها وانتقادها الصريح لحكومة مودي، بما في ذلك القوانين التي تستهدف الأقليات، جعل منها شخصية استقطابية في الهند".
وفيما شكّل قرار مقاضاة الروائية صدمة في الأوساط الثقافية في الهند، وصفه المؤتمر الوطني "بتجريم حرية التعبير"، وربطته الصحافة الهندية بخطاب ألقته أرونداتي روي في اجتماع العمال ضد الفصل العنصري والإبادة الجماعية في غزة، في 7 مارس في نادي الصحافة بنيودلهي.
غزة.. لن تتكرّر الإبادة
ووسمت روي بيانها بعنوان "غزّة.. لن يتكرّر مرّة أُخرى"، أو "Gaza: N̶e̶v̶e̶r̶ Again" (جاءت عبارة لن يتكرّر مشطوبة للدلالة بأن الإبادة تتكرّر).
ومما جاء في خطاب كاتبة "إله الأشياء الصغيرة":
"إن أغنى وأقوى الدول في العالم الغربي، التي تؤمن بأنها تحافظ على شعلة التزام العالم الحديث بالديمقراطية وحقوق الإنسان، تقوم علناً بتمويل الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة وتشيد بها. تحوّل قطاع غزة إلى معسكر اعتقال. أولئك الذين لم يُقتلوا بالفعل يتضوّرون جوعاً حتى الموت".
أضافت: "لقد تم تهجير جميع سكان غزة تقريباً. تحوّلت منازلهم ومستشفياتهم وجامعاتهم ومتاحفهم والبنية التحتية من كل نوع إلى أنقاض. لقد تم قتل أطفالهم. تبخّر ماضيهم. من الصعب رؤية مستقبلهم".
تابعت: "أدى خطاب كبار المسؤولين منذ ظهور إسرائيل إلى الوجود، إلى تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وشبّههم بالحشرات، تماماً كما فعل النازيون بتجريد اليهود من إنسانيتهم ذات يوم. يبدو الأمر كما لو أن هذا المصل الشرير لم يختف أبداً، ويتم الآن إعادة توزيعه فقط. لقد تم حذف كلمة "أبداً" من ذلك الشعار القوي "لن يحدث مرة أخرى أبداً". ولم يبق لنا إلا "مرّة أخرى".
وختمت بيانها بعبارة: "فلسطين سوف تكون حرّة".
استنكار ورفض
وأعرب المؤتمر الوطني وحزب الشعب الديمقراطي، عن "رفضهما لعقوبة الملاحقة القضائية ضد الكاتبة أرونداتي روي وأستاذ القانون، وأكدا على ضرورة دعم الحق الأساسي لكل مواطن في حرية التعبير على النحو الذي تكفله المادة 19 من الدستور".
ووصفت رئيسة حزب الشعب الديمقراطي، ورئيسة الوزراء السابقة لولاية جامو وكشمير السابقة محبوبة مفتي، "العقوبة بأنها صادمة".
وقالت في برنامج "X": "من المثير للصدمة أن أرونداتي روي، الكاتبة المشهورة عالمياً، والمرأة الشجاعة التي برزت كصوت قوي ضدّ الفاشية، قد تم حجزها تحت قانون UAPA الصارم".
أضافت : "إن حجز أستاذ قانون سابق من كشمير يعدّ أيضاً عملاً محبطاً". وختمت: "قد يتحوّل هذا البلد إلى سجن في الهواء الطلق".