تحلّ المملكة العربية السعودية ضيف شرف معرض بكين الدولي للكتاب 2024، الذي انطلق الأربعاء في العاصمة الصينية، ويستمر حتى 23 يونيو.
تأتي هذه المشاركة بهدف إطلاع الجمهور الصيني على الثقافة السعودية، وتعزيزاً للحوار التاريخي بين الثقافتين، وتأكيداً على روابط الصداقة والتعاون في مجالات الأدب والفنون.
تتمثّل المشاركة السعودية في كيانات ثقافية عدّة، في مقدّمها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة التراث، وهيئة فنون الطهي، فضلاً وزارة الاستثمار، ودارة الملك عبدالعزيز، ومَجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وجمعية النشر السعودية.
تبادل ثقافي وتجاري
الدكتور عبد اللطيف الوصل، مدير عام قطاع النشر في هيئة الأدب والنشر والترجمة أكد لـ"الشرق"، "أن الثقافة السعودية تطمح من خلال هذه المشاركة، إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، من خلال بيع وشراء الحقوق بين الناشرين السعوديين والصينيين، وتمّ توقيع اتفاقية تعاون ضمن مبادرة "ترجم" التي أطلقتها هيئة الأدب سابقاً".
وشدّد على "أهمية مشروع ترجمة الكلاسيكيات بين الصين والسعودية، إذ نطمح لترجمة أكثر من 500 عنوان من اللغتين، تختصّ بالكلاسيكايت السعودية الصينية".
كما أشار إلى "الفرص العديدة التي تنتظر الناشرين والمنتجين في البلدين"، لافتاً إلى أن الهيئة "تعمل من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب، على تعزيز التنوّع أمام الجمهور السعودي، لجهة اللغات والثقافات، وأهمها الثقافة الصينية واللغة الصينية، وتمّت دعوة ناشطين صينيين في دورة المعرض الأخيرة".
وأكد الواصل على "وجود مشتركات ثقافية عدّة بين الشعب السعودي والصيني، لكنه غير مستثمر بشكل كبير في مجال النشر، ويمكن التوجه لإنتاج المسرحيات والأفلام الناتجة عن الروايات باللغتين".
استحضار الثقافة السعودية
يشهد جناح المملكة على مدى خمسة أيام، برنامجاً ثقافياً منوّعاً، يتضمّن ندوات وجلسات حوارية، تستحضر الثقافة السعودية، إلى جانب ندوات حول اللغة العربية وأساليب تعليمها لغير الناطقين بها.
ويقدّم الجناح عرضاً خاصاً للكتب والمخطوطات والقطع الأثرية المستكشفة على أرض المملكة، وأداء حيّاً للفنون السعودية التقليدية، وليلة خاصة لعشاء سعودي، يتضمن عروضاً فنية تراثية، وتقديم أطباق محلية من مختلف مناطق المملكة.
يضاف إلى هذه الفعاليات، عرض خاص لمجموعة متنوّعة من الأزياء السعودية، وركناً لجائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين الشعبية.
تجدر الإشارة إلى أن معرض بكين الدولي للكتاب، انطلق للمرّة الأولى عام 1986، وتنظّمه مجموعة الصين الوطنية للاستيراد وتصدير المطبوعات، ويعدّ ثاني أكبر معرض للكتاب في العالم، والأكثر تأثيراً في الصين وقارّة آسيا.