اتهمت أوكرانيا روسيا، بتحويل مدينة "توريك تشيرسونيزي" التاريخية في شبه جزيرة القرم، إلى مجمع من المباني الحديثة، وتحويلها إلى مكان "للتاريخ الروسي"، بحسب معهد الآثار التابع للأكاديمية الوطنية الأوكرانية للعلوم.
الموقع المذكور"Tauric Chersonese" هو عبارة عن مدينة قديمة أسسها اليونانيون قبل 2500 عام، على شواطئ البحر الأسود، وتمّ إدراجها إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2013.
وتضمّ "تشيرسونيزي" ديراً أرثوذكسياً روسياً، وعدداً من المؤسسات، بما فيها متحف المسيحية، ومتحف شبه جزيرة القرم، ونوفوروسيا. (نوفوروسيا هو المصطلح الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى الأراضي التي ضمّتها في شبه جزيرة القرم).
جرى افتتاح المجمع الجديد في 28 يوليو الماضي، وحمل اسم "نيو تشيرسونيزي"، وتولت أعمال البناء وزارة الدفاع الروسية، بتمويل من شركة "ترانسنفت"، وهي شركة تسيطر عليها الدولة، ويديرها شخص يعيّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
عام 2014 ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني. ولا تعترف أوكرانيا وحلفاؤها بالسيادة الروسية على الجزيرة، التي تعدّ مدخلاً رئيسياً إلى شرق البحر المتوسط، وسعى الأوكرانيون لاستعادتها منذ ذلك الوقت.
وناشد دميترو لوبينيتس، مفوّض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، في بيان نشره على تليغرام، الأمم المتحدة لحماية الموقع، ووصف "إعادة تطويره كجزء من خطة روسيا لتدمير التراث الأوكراني".
وأكد أن "روسيا دمّرت بالكامل الموقع الأصيل ذي الأهمية العالمية، وبدأوا أعمال بناء غير قانونية على أنقاضها، وقاموا بالفعل ببناء مدينة جديدة، أطلقوا عليها اسم الحديقة التاريخية والأثرية".
وفي تقرير جديد، قالت إيفيلينا كرافشينكو، من معهد الآثار الأوكراني، "إنه تم تدمير عشرات الآلاف من الاكتشافات، وقام السكان المحليون بجمع بعض القطع من هذه المكبّات، وبيعها في السوق السوداء، وبالتالي سنرى قريباً أشياء من المدينة معروضة في المزادات عبر الإنترنت".
تسبّب ضمّ شبه جزيرة القرم بأزمات قانونية وأخلاقية للقطاع الثقافي الدولي. وفي نوفمبر، أثار متحف "ألارد بيرسون"، وهو متحف تاريخي في أمستردام، الجدل عندما أعاد 400 قطعة أثرية، بما في ذلك الذهب السيثي الثمين، إلى متحف كييف.
تمّت إعارة المجموعة إلى أمستردام من 4 متاحف في شبه جزيرة القرم، قبل ضمّها إلى روسيا، وعقب ذلك طالبت كل من أوكرانيا وشبه جزيرة القرم بإعادة القطع الأثرية.
وقال إلس فان دير بلاس، مدير متحف أمستردام في بيان: "كانت تلك حالة خاصة، حيث أصبح التراث الثقافي ضحية للتطورات الجيوسياسية".
وأشار موقع "آرت نت" إلى "إنه منذ غزو أوكرانيا، تعرّض الجيش الروسي مراراً لإدانة من قِبل مجموعات المراقبة الدولية، بسبب استهدافه للتراث الثقافي الأوكراني. وفي أبريل، ادعى متحف خيرسون للفنون في أوكرانيا أن القوات الروسية نهبت 100 لوحة فنية".
وأعلن المتحف المذكور أن "الأعمال الفنية المائة التي تم التقاطها بالكاميرا تمثّل على الأرجح أقل من 1% مما نهبه الروس من متاحف أوكرانيا".