الابتعاث الثقافي في السعودية.. استثمار بجيل الشباب

احتفت وزارة الثقافة السعودية بخريجي الدفعة الأولى من برنامج الابتعاث الثقافي، في حفل أقيم بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض، بحضور نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، وقيادات المنظومة الثقافية، إلى جانب الطلاب المبتعثين وعائلاتهم.

وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة عبد الرحمن المطوّع لـ "الشرق"، "أن الدفعة الأولى من المبتعثين وعددهم 157خريجاً وخريجة، يمثلون 15% فقط من إجمالي المبتعثين، الذين بلغ عددهم (1020) منذ انطلاق البرنامج عام 2019".

وأشار إلى أن البرنامج "اشتمل على 278 مؤسسة تعليمية معتمدة حول العالم، في 15دولة في مختلف التخصّصات الثقافية، في درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه".

ولفت إلى أن "اختيار التخصصات جاء ضمن برامج عدّة، في أهم وأبرز الجامعات العالمية، ضمن العديد من دول العالم المتقدمة في القطاع الثقافي".

تضمّن الحفل عرضاً مسرحياً بعنوان " أثر الأجداد يقتفيه الأحفاد"، وعرضاً غنائياً للأوركسترا بعنوان "نبني فوق ما فعلوا"، فضلاً عن عرض مرئي يحكي قصة برنامج الابتعاث منذ إطلاقه، وإنجازاتِه المتلاحقة، من خلال مقابلات الطلبة الخريجين، الذين استعرضوا تجاربهم في دول الابتعاث. 

احتياجات السوق

وعن الفرص الوظيفية المتاحة لخريجي الابتعاث الثقافي، أكد المطوّع أن "اختيار التخصصات كان مدروساً، ووفقاً لاحتياجات سوق العمل، وللمساهمة في رؤية السعودية 2030 في مجالاتها الثقافية".

أضاف: "هناك مرونة عالية في برنامج الابتعاث الثقافي لجهة التجديد والتغيير بحسب احتياج سوق العمل، ولا بد أن يكون لدينا ديناميكية في هذه المسألة، وشهد البرنامج العديد من عمليات التطوير منذ إطلاقه عام 2019 وحتى يومنا هذا، سواء على مستوى التخصّصات أو في دول الابتعاث والمجالات التي يغطيها البرنامج".

تأسيس جيل متقدّم

يتكفّل برنامج الابتعاث الثقافي بالتكاليف الدراسية والمعيشية كافة، فضلاً عن مكافآت شهرية للمبتعث ومرافقيهم، والتأمين الصحي، وتذاكر السفر، إلى جانب البرامج الإرشادية، بهدف التأسيس لجيل مؤهّل في مختلف القطاعات الثقافية، يسهم بشكل فاعل في مشروع النهوض بالقطاع الثقافي في المملكة.

وقالت لبنى فطاني، خريجة بكالوريوس فنون جميلة في جامعة لندن للفنون لـ"الشرق": "أنا سعيدة بعودتي إلى أرض الوطن، بعد ثلاث سنوات قضيتها في لندن، تعلمت فيها الكثير من المهارات، وأشعر بحماس كبير لتطبيق ما تعلمته على أرض الواقع في بلدي".

أما لانا خان، خريجة الماجستير من جامعة "رويال كوليج أوف آرت" لندن فقالت: "كانت تجربة ثرية من جميع النواحي على مستوى الدراسة والتخصّص والبيئة الجامعية، وأتمنى أن أكمل دراسة الدكتوراه".

ولفت محمد البقمي، خريج البكالوريوس في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، إلى أهمية تجربة الابتعاث الثقافي، مؤكداً أنها مكّنته من "المشاركة في المهرجانات المحلية المصرية، ومنحتني فرصة اللقاء مع فنانين كبار".

وأقامت الوزارة للمناسبة، معرضاً فنياً استعرضت خلاله مجموعة من أعمال الطلاب المبتعثين، تضمّن أفلاماً قصيرة، وأعمالاً فنية وموسيقية، ومنحوتات إبداعية، ترجمت المهارات التي يتمتع بها الطلاب، إلى جانب ما يتمتعون به من معرفة أكاديمية عالية بالثقافة وعلومها في التخّصصات الثقافية كافة.

وكانت وزارة الثقافة أطلقت برنامج الابتعاث الثقافي، ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية السعودية 2030 عام 2019؛ بهدف توفير فرص تعليمية فريدة للطلاب والطالبات، تُمكّنهم من دراسة التخصصات الثقافية والفنية في أبرز الجامعات العالمية، في مجالات علم الآثار، والتصميم، والمتاحف، والموسيقى، والمسرح، وصناعة الأفلام، والآداب، والفنون البصرية، وفنون الطهي وغيرها.