أصدرت وزارة التعليم السعودية، قراراً حول تدريس اللغة الصينية في التعليم الحكومي، اعتباراً من العام الدراسي الحالي، وإدراجها ضمن المناهج الدراسية للصف الأوّل المتوسط، وصولاً إلى الثالث الثانوي في الأعوام المقبلة.
وأعلنت وزارة التعليم في المملكة، عن جهوزيتها لخوض تجربة تعليم الصينية بدءاً من العام الجاري 2024-2025، لتصبح الصينية اللغة الثالثة في مناهج التعليم السعودي، إلى جانب اللغتين العربية والإنجليزية.
وتتهيأ مدارس المملكة، لإطلاق شارة البدء بتدريس مقرّر اللغة الصينية في المرحلة الدراسية المتوسطة، في 6 إدارات تعليمية هي: الرياض، جدة، المنطقة الشرقية، جازان، تبوك، ينبع.
وكانت وزارة التعليم أظهرت نتائج الترشيح للمدارس المتوسطة في الرياض وجدة، وهي 98 مدرسة بنين وبنات، بينما تترقّب بقية الإدارات إعلان أسماء المدارس التي تم اختيارها، لتدريس اللغة الصينية ضمن مقرّراتها.
واعتمدت وزارة التعليم، منهجاً خاصاً لكل فصل دراسي، مع مراعاة المحتوى العلمي والصوتي والبصري، إذ يعكس الهوية الوطنية السعودية، ويتطابق مع المعايير الموحّدة للمناهج التعليمية في المملكة.
وكان التعليم العالي في السعودية، سبّاق تعليم اللغة الصينية، من خلال 4 جامعات هي: جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، جامعة جدة.
وقدّمت الجامعات برامج متنوّعة في تعليم اللغة الصينية، بلغ عدد المسجّلين فيها لعام 2022 نحو 871 طالباً وطالبة، فضلاً عن الخرّيجين الذين بلغ عددهم نحو 207 طلاب.
كما اعتمدت جامعة جدة اللغة الصينية في موقعها الإلكتروني الرسمي، فضلاً عن اللغتين العربية والإنجليزية.
ويأتي قرار تعليم اللغة الصينية في المناهج السعودية على مراحل، حيث تم التوقيع على اتفاقيات تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية مع الصين عام 2019، خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الصين.
كما تمّ الإعلان حينها عن جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين.
وفي العام نفسه، وقّع رئيس جامعة الملك سعود، اتفاقاً مع معهد "كونفوشيوس" لإنشاء قسم تعليم اللغة الصينية، كما استحدثت العديد من الجامعات السعودية، قسماً للغة الصينية في كلياتها.
عام 2020 بدأت وزارة التعليم السعودية بتدريس اللغة الصينية في 8 مدارس خاصة، وفي العام 2021 وصل عدد المدارس التي أدرجت اللغة الصينية في تقويمها إلى أكثر من 700 مدرسة.
عام 2022، انطلقت أولى حصص برنامج اللغة الصينية الإثرائي لطلبة الصف الثاني الثانوي، في الإدارة العامة للتعليم في منطقة عسير جنوب المملكة، بواقع حصتين أسبوعياً، عبر البثّ المباشر بالشراكة مع مواهب التربية للتعليم والتدريب في مدارس أبها الأهلية.
في العام نفسه، وقّعت وزارة التعليم السعودية، مذكّرة تعاون لتعليم اللغة الصينية مع نظيرتها الصينية، تضمنت توفير المقررات والمواد التعليمية السمعية والبصرية، كذلك توفير معلمين صينيين.
وبعد موافقة مجلس الوزراء السعودي على مذكرة تعاون في عام 2023، أعلنت وزارة التعليم السعوديةفتح باب الابتعاث من أجل دراسة اللغة الصينية للمعلمين والمعلمات.
تأهيل الكوادر
بموجب الاتفاقية، سيباشر 175 معلماً صينياً مهمتهم التعليمية في العام الجاري، إضافة لإيفاد 800 معلم من الصين، مع الأخذ بالاعتبار أن يجيد طاقم التدريس الصيني اللغة الإنجليزية أو العربية، إلى جانب اللغة الصينية كي يسهّل عملية التواصل.
وي الاتجاه الآخر، تستقبل الجامعات الصينية 174 من الطلاب السعوديين المبتعثين لدراسة اللغة الصينية، كذلك خصّصت المملكة 477 منحة دراسية سنوية للطلبة الصينيين في جامعات سعودية، إذ بلغ عدد الطلاب الصينيين الذين يدرسون في الجامعات السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة، 688 طالباً وطالبة.
وفي تصريح سابق لوزير التعليم السعودي يوسف البنيان، أكد أن الوزارة "تتبنى سلسلة من العمليات التطويرية التي ترتكز على المعلم والمنهج والبيئة التعليمية"، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل على تبنّي وتطوير مناهج جديدة ومتخصّصة، تتماشى مع أساليب التعليم الحديثة وفقاً لأفضل الممارسات العالمية".
وأوضح البنيان "أنه تمّ تأسيس وحدة متخصصة لتطوير استراتيجية تعليم اللغة الصينية في المدارس، كما جرى استحداث دفعات من المعلمين والمعلمات لتعلم اللغة الصينية، لافتاً إلى أن الوزارة تولي اهتماماً خاصاً لعملية مواكبة العالم في مختلف المتغيّرات".
يُشار إلى أن تدريس اللغة الصينية يُعدّ خطوة مهمة في إطار رؤية 2030، لتعزيز التنوّع الثقافي واللغوي، والانفتاح على الاقتصادات العالمية، كما يُعدّ خطوة مهمة في مجال التعليم بالسعودية.