ليوناردو دافنشي.. صانع عطور الملوك

time reading iconدقائق القراءة - 4
لوحة للفنان باتوليميوبيمبي (1715) من متحف الحياة الساكنة. - mutualart.com
لوحة للفنان باتوليميوبيمبي (1715) من متحف الحياة الساكنة. - mutualart.com
دبي-الشرق

يكشف معرض "ليوناردو دافنشي وعطور عصر النهضة"، في "شاتو دو كلوس لوسي" في أمبواز، وسط فرنسا، عن جانب غير معروف من أعمال الفنان الإيطالي الموسوعي، الذي قام بأبحاث مكثّفة حول صناعة العطور.

وكان ليوناردو جاء إلى أمبواز بدعوة من فرانسيس الأول، الملك الذي حكم فرنسا بين (1515 و 1547)، وذلك بعد أن سمع حكايات عن مواهب الإيطالي المتنوّعة.

 أطلق الملك على ليوناردو لقب "الرسام والمصمّم الأوّل ومهندس الملك"، وقام بإيواء ليوناردو في كلوس لوسي، على مسافة قريبة من إحدى قلاعه الخاصة، في "شاتو دامبواز"،

هناك كتب ليوناردو وصيته في كلوس لوسي، وأرسل دفاتر ملاحظاته ورسوماته إلى تلميذه فرانشيسكو ميلزي، وتوفي عام 1519.

 يُوصف المعرض بأنه تجربة للشمّ متعددة الحواس، ويُبرز اهتمام ليوناردو بالعطور بعد مقارنته مكائد الشم بمكائد بالبصر والسمع. إذ قام بجمع العطور المتاحة تجارياً، والمصنوعة من الزيوت والزهور والدهون الحيوانية والنباتية، وسجّل وصفاتها.

 كما سجّل ملاحظاته حول تقنيات التقطير والنقع ودوّن: "أزل هذا السطح الأصفر الذي يغطي البرتقال، وقم بتقطيره في الإنبيق، فالتقطير مثالي".

خلال عصر النهضة، كانت العطور توضع في مواقد لا تختلف عن تلك التي تحتوي على البخور، وتضاعف استخدام الزيوت لتعطير الأجواء، التي تخفي الروائح الكريهة المنتشرة.

 كما تم استخدام العطور للوقاية من الأمراض، التي كان يُعتقد في ذلك الوقت أنها تنتشر عبر الهواء الملوّث أو الفاسد. وصمّم ليوناردو جهاز الحرق على غرار طائر يُعرف باسم "oiselet de cypher".

قد يكون اهتمام ليوناردو بالعطور مستوحى من والدته كاترينا، وهي امرأة غير معروفة ربما كانت جارية متحررة أخذوها من منزلها في القوقاز إلى إيطاليا عن طريق القسطنطينية (لا تزال الأبحاث جارية حول هويتها الأصلية).

قام كارلو فيتشي، أستاذ الأدب الإيطالي في جامعة نابولي وأحد القيمين الرئيسيين للمعرض، بتوثيق رحلتها غرباً.

روائح عصر النهضة

يلقي المعرض الضوء على عالم الروائح في عصر النهضة، ومن بينها روائح مصنوعة من التوابل مثل الفلفل، والمر، والزوفا، والقرفة، ويأخذ الزوّار عبر غرف ذات أجواء تعبق بثقافات العطور، التي كانت والدة ليوناردو واجهتها في طريقها إلى إيطاليا. 

تمتد تلك الروائح من أسواق القسطنطينية، حيث تم استخدام العطور لأغراض متنوّعة، مثل العلاج واتباع نظام غذائي والعبادة الدينية، إلى متاجر "Spezieri"، التي تعود لتجار الأدوية والتوابل، وتتركز في البندقية.

كانت كاترينا قد أتت إلى إيطاليا عن طريق تجاري راسخ بين الإمبراطورية البيزنطية ودول المدن الإيطالية. وتزامن وصولها مع قدوم العطور التي كانت تستخدم في آسيا قبل فترة طويلة من توفرها على نطاق واسع في أوروبا.

يضمّ المعرض كتب الوصفات المتعلقة بفن صناعة العطور في القرن الخامس عشر؛ وتظهر أزياء تلك الفترة تناسباً مع العطور التي يضعها مرتديها؛ بينما تضيف الصور التي رسمها جيوفاني بيترو ريزولي، وجيوفاني أنطونيو بولترافيو، فخامة عصر النهضة.

ومعلوم أن أحد تلامذة ليوناردو كان معروفاً بتفضيله لمزيج من صفار البيض وزيت بذر الكتان وزيت إكليل الجبل، الذي ابتكره هو وليوناردو بالتقنيات نفسها. 

تصنيفات

قصص قد تهمك