واشنطن تحول تركيزها إلى طياري أوكرانيا المبتدئين في التدريب على F-16

الطيارون المخضرمون يواجهون صعوبات بشأن اللغة وسرعة التعلم

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ينظر إلى طائرات مقاتلة من طراز F-16 خلال يوم القوات الجوية الأوكرانية في مكان غير محدد بأوكرانيا. 4 أغسطس 2024 - Reuters
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ينظر إلى طائرات مقاتلة من طراز F-16 خلال يوم القوات الجوية الأوكرانية في مكان غير محدد بأوكرانيا. 4 أغسطس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

حولت الولايات المتحدة جهودها في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات F-16، إلى التركيز على الطيارين الأصغر سناً بدلاً من أعضاء القوات الجوية ذوي الخبرة، وهو القرار الذي قد يمدد الجدول الزمني لامتلاك كييف لسرب كامل من هذه المقاتلات وجاهز لساحة المعركة، لعدة أشهر إضافية، تقول صحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال مسؤولون أميركيون، إن هذا التوجه الجديد هو نتيجة لعدم وجود طيارين أوكرانيين من ذوي الخبرة مع المهارات اللغوية الإنجليزية المطلوبة، والذين يمكن الاستغناء عنهم في المواجهات الجارية مع روسيا حالياً.

ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين أيضاً قولهم، إن الولايات المتحدة تعتقد أن الطلاب الأصغر سناً سيكونون أكثر انفتاحاً على التعليم على النمط الغربي.

وكانت عملية التدريب موضع نقاش مؤخراً، وفق الصحيفة، وخاصة بعد حادث تحطم مقاتلة من طراز F-16 في أغسطس الماضي، أسفر عن مصرع أحد أفضل طياري المقاتلات في أوكرانيا، وهو قائد سابق لسرب "ميج - 29" تخرج مؤخراً من البرنامج، وتدمير إحدى مقاتلات F-16 القليلة في أوكرانيا.

وتسعى أوكرانيا بشكل جاهد لتوفير طائرات F-16 وطيارين إضافيين لتعزيز دفاعاتها الجوية، التي تعاني من الهجمات الجوية الروسية.

وتستهدف عمليات القصف الروسية، الجيش الأوكراني، فضلاً عن أنها تلحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية المدنية الحيوية الأوكرانية مثل شبكة الكهرباء، وهي نقطة ضعف متزايدة مع انخفاض درجات الحرارة.

طيارون مبتدئون وذوي خبرة

وعلى مدار العام الماضي، قامت الولايات المتحدة والشركاء الغربيون بتدريب أعداد صغيرة من الطيارين الأوكرانيين على استخدام طائرات F-16 المقاتلة في ثلاثة مواقع منفصلة، قاعدة موريس الجوية للحرس الوطني في ولاية أريزونا، والقاعدة الجوية العسكرية الدنماركية في سكريدستروب، والتي أغلقت مؤخراً مع انتقال القوات الجوية الملكية الدنماركية إلى طائرات F-35 الجديدة، ومركز تدريب فيتيشتي الذي تم افتتاحه مؤخراً في رومانيا

وتخرج عشرة طيارين من هذه الدورات التدريبية حتى الآن، يشارك 11 منهم في المعارك الجارية الآن في أوكرانيا.

وحتى قبل هذا القرار الأميركي، من غير المرجح أن تمتلك أوكرانيا سرباً كاملاً من طائرات F-16 (20 طائرة و40 طياراً لتشغيلها) حتى ربيع أو صيف العام المقبل على أقرب تقدير، وفقاً لما نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على برنامج التدريب.

وبينما كان لدى الفوج الأول من الطيارين الأوكرانيين الذين يتعلمون قيادة طائرات F-16، سنوات عديدة من التجربة مع طائرات مقاتلة سوفيتية، فقد أضاف الحلفاء مؤخراً متدربين مبتدئين إلى البرنامج التكويني. وفي حين يمكن للطيارين ذوي الخبرة تخطي التدريب الأساسي على الطيران، يتعين على المبتدئين قضاء عام في تعلم الطيران في منشآت في بريطانيا وفرنسا قبل الانتقال إلى دورة F-16 في أريزونا ورومانيا.

وقال مسؤول كبير في البنتاجون: "إنه مزيج. كان بعضهم طيارين من ذوي الخبرة، وما زلنا نستقبل المزيد من الطيارين ذوي الخبرة. ولكن هناك أيضاً أولئك الذين لا يتمتعون بهذا النوع من التدريب والخبرة في الطيران".

ولم يستجب سلاح الجو الأوكراني لطلب التعليق على تدريب F-16 من "وول ستريت جورنال".

بداية متعثرة

وكانت دورة التدريب محط اهتمام منذ الحادث المميت في أغسطس الماضي، في اليوم الأول لاستخدام أوكرانيا لطائرات F-16 في القتال، خلال هجوم روسي كبير بطائرات مسيرة وصواريخ.

وأثار الحادث تساؤلات بشأن ما إذا كان الطيارون قد تم دفعهم خلال الدورة التدريبية إلى المعركة دون إعداد كافٍ. وقد يستغرق تدريب طالب في سلاح الجو على الطيران بطائرات F-16 من الصفر سنوات.

وبالنسبة لطياري سلاح الجو الأميركي، يستمر التدريب لمدة عامين تقريباً من البداية إلى النهاية، حسبما قال الفريق المتقاعد ديفيد ديبتولا، عميد معهد ميتشل للدراسات الجوية.

ويلزم 9 أشهر إلى عام كامل، لاستكمال التدريب الأساسي على الطيران، تليه أربعة إلى ستة أشهر للطيران بطائرة معينة وأربعة إلى ستة أشهر إضافية لتعلم إجراءات الوحدة التشغيلية الأولى.

وقال ديبتولا: "للحصول على طيار متمرس، تحتاج إلى طيار متمرس. هذه مجرد حقيقة من حقائق الحياة. لا تخرج من المدرسة الابتدائية، وتصبح رياضياً أولمبياً في غضون شهرين".

وحتى بعد التدريب، يشارك الطيارون الغربيون عادة لشهور في التدريبات ومع وحداتهم قبل المشاركة في مهام قتالية. وعلى خلاف ذلك، ينتقل طيارو طائرات F-16 الأوكرانية الجدد من التدريب مباشرة إلى ساحة المعركة، دون الوقت والخبرة المطلوبة عموماً لتشغيل الطائرة.

وسرّعت الولايات المتحدة، دورة التدريب للطيارين المخضرمين في أوكرانيا إلى 6 أشهر بعد أن كانت 9 أشهر، اعتماداً على الخبرة، من خلال التركيز على المهام المحددة التي سيواجهونها في الحرب ضد روسيا، وخاصة الدفاع الجوي.

وقال المسؤولون الأوكرانيون لشهور، إن التدريب السريع ضروري بسبب التهديد الوجودي الذي تواجهه بلادهم. ويقولون إنهم بحاجة إلى تدريب الطيارين في أسرع وقت ممكن، وضغطوا على الولايات المتحدة لفتح أماكن إضافية في البرنامج.

عائق اللغة وصعوبات أخرى

ويقول المسؤولون الأميركيون، إن المتدربين الأوكرانيين واجهوا صعوبات في جوانب من المنهج الدراسي، فضلاً عن الكفاءة في اللغة الإنجليزية، وهي المطلوبة لإكمال الدورة.

كما وجد المدربون الأميركيون، أن بعض الطيارين الأوكرانيين في الدفعات الأولى من الطلاب، الذين كانوا من ذوي الخبرة في قيادة طائرات ميج النفاثة ذات التصميم السوفيتي، والذين خدموا حديثاً في منطقة حرب نشطة، كانوا يقاومون أساليب التدريب الأميركية، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر.

وتعكس هذه الديناميكية، التوتر المتكرر في تدريب الأسلحة بين مدربي حلف شمال الأطلسي، الذين لديهم طريقة محددة للقيام بالأشياء، والأوكرانيين، الذين يواجهون احتياجات فورية في الحرب ضد روسيا، وغالباً ما تكون لديهم خبرة في ساحة المعركة أكثر من مدربيهم الغربيين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

كما واجه العديد من الطيارين الأوكرانيين، صعوبة في فهم كتيبات تدريب طائرات F-16 باللغة الإنجليزية. وقال مسؤول غربي، إن بعض الطيارين الذين بدأوا الدورة في الدنمارك فشلوا في البرنامج.

ووفقاً لشخص مطلع على البرنامج، بدأ 8 طلاب عسكريين أمضوا العام الماضي في تعلم مهارات الطيران الأساسية على طائرات "ألفا جيت"، وهي طائرة تدريب نفاثة، في فرنسا، التدريب الشهر الماضي على طائرة F-16 في رومانيا. ويختتم ثمانية آخرون، جميعهم طيارون مقاتلون من ذوي الخبرة، تدريبهم على طائرات F-16 في أريزونا الآن، وسيصلون إلى أوكرانيا في أوائل العام المقبل.

ويخضع طلاب عسكريون آخرون لتدريب أساسي على الطيران في فرنسا والمملكة المتحدة.

وبناءً على إلحاح أوكرانيا، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي، توسيع الولايات المتحدة لعدد الوظائف في البرنامج من 12 إلى 18 إجمالياً في أريزونا ورومانيا. وسيتم هذا التوسع العام المقبل، وفقاً لمتحدث باسم البنتاجون.

تصنيفات

قصص قد تهمك