البنتاجون يبدأ إنتاج صواريخ اعتراضية تدمر الأهداف قرب الغلاف الجوي

time reading iconدقائق القراءة - 8
تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب من طراز هواسونغ-18 في موقع غير معلن في كوريا الشمالية. 14 أبريل 2023 - Reuters
تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب من طراز هواسونغ-18 في موقع غير معلن في كوريا الشمالية. 14 أبريل 2023 - Reuters
دبي -الشرق

بدأت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إنتاج أحدث وأكثر الصواريخ الاعتراضية التي تطلق من السفن تطوراً من الناحية التكنولوجية والتي تسمى SM-3 Block IIA، وهو صاروخ اعتراضي أكبر وأطول مدى وأكثر دقة ومصمم ببرمجيات وتقنيات دفع كافية لتتبع وتدمير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بالقرب من حدود الغلاف الجوي للأرض.

ويستخدم نظام SM-3 منذ فترة طويلة للاعتراض الفعال للصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من أنظمة الإطلاق العمودي على السفن الحربية، ولكن في السنوات الأخيرة تم اختبار أحدث طراز SM-3 Block IIA كطبقة إضافية من الدعم للدفاع ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في البحر، وذلك وفق موقع Warrior Maven.

وتضيف تلك الميزة أبعاداً جديدة إلى مسوى الدفاع الصاروخي الحالي للولايات المتحدة. وجرى اختبار هذه القدرة بنجاح حالياً. 

ويعمل البنتاجون على جعل الدفاع الصاروخي البحري أكثر قوة، نظراً لأن القدرة على تدمير صاروخ باليستي عابر للقارات من البحر توفر مجموعة واسعة من الزوايا التي يمكن من خلالها تدمير الصواريخ، حيث لا يتعين على السفن العمل من موقع ثابت محدد.

ويمكن للدفاعات الصاروخية أن تتحرك إلى مناطق ذات تهديد عالٍ وتغطي أو تحمي مناطق رئيسية بطبقة من الكشف عن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وقد تعمل الدفاعات البحرية المضادة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات على توسيع الغلاف الواقي بشكل هائل لتحديد واعتراض هجمات العدو.

وعلى النقيض من أنظمة الدفاع الصاروخي الأرضية الثابتة، تستطيع السفن البحرية المناورة إلى مواقع رئيسية استناداً إلى تحذيرات أو معلومات استخباراتية. 

وفي حال عملت السفن البحرية المسلحة بصواريخ SM-3 IIA بالقرب من الشاطئ، فسيتيح لها ذلك إمكانية تدمير صاروخ باليستي عابر للقارات في وقت مبكر من رحلته، وربما بعد دخوله الفضاء مباشرة.

وأضاف تقرير مراجعة الدفاع الصاروخي التابع لوزارة الدفاع الأميركية، أنه نظراً لقدرة الأصول البحرية على الحركة، فإن هذه القدرة الأساسية الجديدة SM-3 IIA سيتم تعزيزها في حالة حدوث أزمة أو صراع لتعزيز القدرات الدفاعية.

ويعتبر صاروخ SM-3 IIA، الذي حقق العديد من الإنجازات الجديدة في الاختبارات، وأثبت بالفعل قدرته على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، أحدث وأكثر أنواع صواريخ SM-3 تقدماً من الناحية التقنية؛ وبالمقارنة مع أنواع صواريخ SM-3 السابقة، فإن صاروخ SM-3 IIA أكبر حجماً وأكثر دقة وأطول مدى.

وتتمتع صواريخ SM-3، التي يتم إطلاقها من أنابيب الإطلاق العمودية على متن السفن التابعة للبحرية الأميركية ومن أنظمة Aegis Ashore البرية، بالقدرة على السفر إلى ما هو أبعد من الحد الأقصى البالغ 60 ميلاً تقريباً للغلاف الجوي للأرض. 

ومع ذلك، حتى الآن، لم يكن يُنظر إلى صاروخ SM-3 IIA بشكل عام على أنه سلاح قادر على اعتراض أو تدمير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الأكبر حجماً والأسرع والتي تسافر في الفضاء.

سرعة فائقة وتكنولوجيا استشعار

وتعمل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على ارتفاعات أعلى بكثير من الصواريخ الباليستية قصيرة أو متوسطة المدى، وهي أسرع بكثير، إذ تصل سرعتها في بعض الحالات إلى 10 آلاف ميل في الساعة، ما يجعل من الصعب ضربها، خاصة إذا كان يتم إطلاقها مع التدابير المضادة الأخرى. 

وتشير الاختبارات إلى أن حجم الصاروخ SM-3 IIA ومداه وسرعته وتكنولوجيا الاستشعار الخاصة به ستمكنه من الاصطدام بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات المعادية وتدميرها في بداية أو نهاية رحلتها عبر الفضاء، حيث تكون أقرب إلى حدود الغلاف الجوي للأرض.

وفي حين يتم تطوير دفاعات صاروخية في مرحلتي التعزيز والنهاية، يوفر ضرب صاروخ باليستي عابر للقارات خلال مرحلته المتوسطة فرصاً متزايدة لاعتراضه. 

وتعد مرحلة منتصف المسار هي الأطول، حيث يمكن أن تستمر لمدة 20 دقيقة في بعض الحالات أثناء الطيران بين القارات، وهذا يسمح للدفاع بإطلاق أكثر من طلقة واحدة لتدمير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. 

ويشكل هذا المفهوم الأساس الذي يقوم عليه تطوير البنتاجون لـ"مركبة القتال المتعددة"، وهي مركبة اعتراضية قادرة على حمل "مركبات قتال متعددة" على صاروخ واحد باستخدام أجهزة استشعار للتمييز بين الصواريخ الحقيقية والصواريخ المزيفة.

وكما يصفه مطورو البنتاجون، فإن صاروخ SM-3 Block IIA هو نسخة أكبر من SM-3 IB من حيث المعززات والرأس الحربي الحركي، ما يسمح بأوقات طيران أطول والاشتباك مع التهديدات الأعلى في الغلاف الجوي الخارجي.

وتحدد "تبريرات بنود الميزانية" لعام 2016 الصادرة عن وكالات الدفاع الصاروخي منذ 8 سنوات، التطورات التكنولوجية في صاروخ SM-3 IIA، والتي تشمل "زيادة سعة البحث إلى أكثر من الضعف" و"زيادة القدرة على التحويل إلى أكثر من ثلاثة أمثالها". 

وتضيف وثائق الميزانية، أن تقنيات صاروخ SM-3 IIA الجديدة تشمل "مقدمة خفيفة الوزن ورأساً حربياً حركياً متقدماً" ومحركات صاروخية للمرحلتين الثانية والثالثة بقطر 21 بوصة. 

ويوفر معزز الصواريخ MK 72 من Aerojet Rocketdyne ومحرك الصواريخ المزدوج الدفع MK 104 الدفع للمرحلتين الأولى والثانية.

اختبار "الاشتباك عن بعد"

ومن المتغيرات المهمة الأخرى التي تميز صاروخ SM-3 IIA، قدرته الواضحة على توسيع المدى باستخدام تقنية "الاشتباك عن بعد". 

ويشارك نظام التتابع هذا، الذي يتصل فيه، رادار متمركز في الأمام برادار على متن سفينة، المعلومات في الوقت الحقيقي لتحديد التهديدات المعادية المقتربة على مسافات أبعد كثيراً.

ونجح اختبار "الاشتباك عن بعد" الذي أجرته شركة Raytheon في إثبات ذلك بنجاح باستخدام صاروخ SM-3 IIA في ديسمبر الماضي. 

ومن الناحية النظرية، من شأن "الاشتباك عن بعد" أن يمكن راداراً متمركزاً في اليابان أو كوريا الجنوبية أو جوام في المحيط الهادئ من الاتصال برادار Aegis المتمركز على متن سفينة للعثور على التهديد في وقت أبكر كثيراً من مسار رحلته.

وقال مسؤولون في البنتاجون إن نظام "الاشتباك عن بعد" هو نظام للتحكم في إطلاق النار عبر الأفق، وهو يتيح رؤية أبعد إلى الغرب في المحيط الهادئ، وتوجيه صاروخ اعتراضي لإطلاق النار عند إحداثيات معينة. 

وفي الاختبار، عمل رادار AN/TPY-2 من شركة "رايثيون" كجهاز استشعار عن بعد، يتتبع الصاروخ ويزوده بالبيانات حول التهديد القادم، بدلاً من استخدام مجموعة المراحل المتصلة بنظام Aegis Ashore، وفقاً لبيانات شركة Raytheon.

ويرى مخططو البنتاجون أن نظام SM-3 IIA يؤدي دوره في مواجهة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من مواقع Aegis Ashore البرية أيضاً، ما يوفر حماية إضافية في القارة الأوروبية من مواقع في بولندا ورومانيا. 

وقبل عدة سنوات، أخبر وزير الدفاع الأميركي السابق، جيمس ماتيس، المشرعين أن نظام Aegis Ashore الناشئ يمكن أن يساعد أيضاً في حماية أصول الجيش الأميركي في المحيط الهادئ، وحلفائه من الهجمات الصينية أو الكورية الشمالية المحتملة. 

وتعمل أنظمة الرادار من طراز Aegis بإرسال إشارات كهرومغناطيسية إلى الفضاء لتحديد موقع ومسار التهديد الصاروخي المقترب ــ ثم تعمل مع نظام متكامل للتحكم في النيران لتوجيه الصاروخ الاعتراضي SM-3 إلى هدفه، بقصد تدميره أو إسقاطه في السماء. 

وفي البحر، تعمل التقنيات والإلكترونيات المتكاملة على متن السفينة، بما في ذلك أنظمة التحكم في النيران، على ربط المعلومات من رادار Aegis بأنابيب الإطلاق العمودية للسفينة القادرة على إطلاق صواريخ اعتراضية SM-3.

ويعمل نظام Aegis BMD، الذي تم إنشاؤه منذ عام 2004، الآن على أكثر من 28 سفينة حربية ومع عدد من الدول المتحالفة. 

وقال مسؤولون في وكالة الدفاع الصاروخي إن من بين حلفاء الولايات المتحدة الذين يتمتعون بقدرات Aegis، اليابان والبحرية الإسبانية والبحرية الكورية الجنوبية والبحرية الأسترالية وإيطاليا والدنمارك وغيرها.

تصنيفات

قصص قد تهمك