يسعى التحالف الثلاثي بين بريطانيا واليابان وإيطاليا إلى تسريع برنامج القتال الجوي العالمي GCAP من خلال إنشاء هيئة حكومية ثلاثية الجنسية تشرف على تطوير طائرات مقاتلة من الجيل التالي (السادس).
وأعلن وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني قبل أيام، أن هذه الهيئة الحكومية الثلاثية سيتم إنشاؤها بحلول نهاية العام الجاري للإشراف على تطوير مقاتلة من الجيل التالي، وفق موقع EurAsian Times.
وجاء هذا الإعلان عقب لقاءين مع وزيري الدفاع الإيطالي، جيدو كروسيتو، والبريطاني، جون هيلي، في نابولي، على هامش اجتماع وزراء دفاع مجموعة السبع.
ووفقاً لتقارير سابقة، يتوقع أن تقدّم لندن وروما وطوكيو عقداً للتطوير الكامل للمقاتلة المأهولة بحلول العام المقبل. ويضع هذا الإعلان حداً لكل المخاوف بشأن مستقبل برنامج GCAP في ظل التغييرات القيادية في اليابان والمملكة المتحدة.
وفي وقت سابق، كانت هناك تكهنات بأن مشاركة المملكة المتحدة في GCAP قد تخضع للمراجعة في ظل حكومة حزب العمال الجديدة.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من توقيع التحالف الثلاثي على اتفاقية في ديسمبر 2023، والتي دعت إلى إنشاء برنامج GCAP.
وفي ذلك الوقت، أشار التحالف إلى أن مقر الهيئة الثلاثية المشتركة التي تشرف على برنامج مقاتلة الجيل التالي، سيكون في المملكة المتحدة ويرأسه مسؤول ياباني.
وكانت الاتفاقية تنتظر التصديق من برلمانات الدول الثلاث، وهو ما قد يكون اكتمل الآن.
وكما ذكرت مجلة Aviation Week مؤخراً، فإن المملكة المتحدة واليابان صادقتا على الاتفاقية، ومن المتوقع أن تصادق عليها إيطاليا في الأسابيع المقبلة.
تعاون ثلاثي
شكلت الدول الثلاث في عام 2020، تحالف GCAP بهدف الجمع بين خبراتها ومواردها لتطوير طائرة من الجيل السادس بتكنولوجيا متطورة من شأنها أن تعزز تعاونها ضد خصوم مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية.
ومنذ ذلك الحين، حدد التجمع الثلاثي موعداً نهائياً طموحاً لبدء تشغيل الطائرة بحلول عام 2035.
ويعتقد شركاء برنامج GCAP أن الطائرة ستكون واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تقدماً وقابلية للتشغيل المتبادل والتكيف والاتصال في العالم.
ويتمثل هدف البرنامج في توفير بديل لطائرة Eurofighter Typhoon التي تستخدمها بريطانيا وإيطاليا، وطائرة Mitsubishi F-2 التي تستخدمها قوات الدفاع الجوي اليابانية.
وفي حال سارت الأمور كما هو مخطط، ستصبح الطائرة المقاتلة المنتَجة بموجب برنامج GCAP أول طائرة مقاتلة من الجيل السادس تدخل الخدمة في العالم.
ويوجد عالمياً برنامجين آخرين لتطوير طائرات الجيل التالي، بما في ذلك نظام القتال الجوي المستقبلي FCAS، ومقاتلة الهيمنة الجوية الأميركية من الجيل التالي NGAD.
ومن بين هذه البرامج، أصبح مستقبل NGAD غير مؤكد، وكان نظام FCAS بطيئاً في البداية بسبب العديد من الاختلافات بين فرنسا وألمانيا.
تكنولوجيا جديدة
وأعلنت الدول الثلاث التزامها بتطوير تقنيات ومنصات جديدة ستكون ضرورية لطائرة مقاتلة من الجيل التالي.
وكشفت شركة Mitsubishi للصناعات الثقيلة اليابانية مؤخراً، تصاميم مفاهيمية لطائرات قتالية تعاونية CCA، ستحلق إلى جانب مقاتلات الجيل السادس في تكوين فريق مأهول وغير مأهول.
وجرى عرض التصميم المفاهيمي في معرض بطوكيو. كما تم عرض نموذج مجسم لمنصة التعاون المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ACP من شركة BAE البريطانية، والتي ستحتوي على حجرتين داخليتين للحمولة.
وفي حين لم يكن لدى شركة Leonardo الإيطالية، أي طائرات مسيّرة متصلة ببرنامج GCAP في المعرض في الحدث، ولكن كان لديها تصوراً تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر لطائرة من الجيل التالي تعمل جنباً إلى جنب مع العديد من الطائرات المسيّرة في جناحها.
وسيتضمن نظام القتال الجوي المقترح، طائرة مقاتلة أساسية وملحقات بدون طيار مثل الطائرات المسيّرة وأجهزة استشعار متطورة وأنظمة بيانات متصلة بالشبكة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وتتميز هذه الطائرة المقاتلة من الجيل السادس برادار من الجيل القادم، ونظام أسلحة ذكي، ومجموعة أجهزة استشعار متكاملة، ومقصورة قيادة تفاعلية تعتمد على البرمجيات والتي ستوفر بيانات أكثر من معداتها الحالية.
وفي يوليو الماضي، عرضت الدول الثلاث الشريكة في برنامج GCAP النموذج المفاهيمي الجديد لطائراتها المقاتلة القادمة في معرض فارنبورو الدولي للطيران.
وتميز النموذج المفاهيمي بجناحين أكبر من التصميمات التي تم الكشف عنها سابقاً، وتصميم أكثر تقدماً لتعزيز الديناميكية الهوائية للطائرات المقاتلة المستقبلية.
ومن بين الشركاء الثلاثة، يُعد هذا البرنامج الأكثر أهمية بالنسبة لليابان، إذ إنها المرة الأولى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية التي تقيم فيها طوكيو تحالفاً عسكرياً كبيراً مع دول أخرى غير الولايات المتحدة.
وعلاوة على ذلك، ستصبح الطائرات من الجيل التالي التي تم تطويرها في إطار برنامج التعاون الجوي العالمي، "العمود الفقري" للقوات الجوية للدفاع الذاتي اليابانية JSDAF التي هي في خلاف مع الصين.
كما يُعتبر تطوير وإدخال طائرة الجيل السادس في اليابان ضروري أيضاً بسبب حقيقة أن الصين تعمل على برنامج طائرات الجيل السادس الخاص بها، والذي شاركت شركة صناعة الطيران الصينية AVIC مفهومه على وسائل التواصل الاجتماعي في فبراير 2023.
ومن المتوقع أن تدخل الطائرة الخدمة مع القوات الجوية للجيش الصيني في منتصف العقد المقبل.
وبالإضافة إلى تعزيز القوة الجوية اليابانية، ستكون هذه الطائرات مفتوحة للتصدير إلى الدول الصديقة.
ومع تقدمها السريع على منافسيها، تسعى مجموعة GCAP إلى اكتساب ميزة التصدير في سوق الطائرات المقاتلة من الجيل السادس.
كما تقرر إطلاق نظام FCAS الفرنسي الألماني بعد 5 سنوات تقريباً من GCAP.
وعلاوة على ذلك، لا يرجح أن ترغب الولايات المتحدة في تصدير المنصة التي تنبثق من NGAD، إذا سعت البلاد بالفعل إلى تنفيذ برنامج طائرات الجيل التالي، والذي أصبح حالياً "في طي النسيان"، بحسب موقع EurAsian Times.