كشفت أكاديمية "جوانجدونج" لأبحاث الديناميكا الهوائية ومقرها جنوب الصين عن تصميم المركبة الانزلاقية الفرط صوتية الجديدة GDF-600، التي تحتوي على عدد من الميزات الجديدة التي لم يسبق رؤيتها في أي أنظمة أخرى مشابهة.
وفي تقرير نشرته السبت، ذكرت مجلة Military Watch، أن الصين تقود العالم حالياً في تطوير مركبات الانزلاق الأسرع من الصوت، ورغم أن روسيا وكوريا الشمالية تستخدمان أيضاً مثل هذه الأنظمة، إلا أن مكانة قطاع التكنولوجيا الصيني الأعلى بكثير في مجالات مثل علم المواد، سمحت له بتطوير تطبيقات جديدة للتكنولوجيا الجديدة.
وفي حين تُعرف المركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت تقليدياً بقدرتها على توصيل الحمولات، ومن بينها الأسلحة النووية، إلى أهدافها بسرعات عالية جداً وبقدرة عالية على المناورة، ما يجعل اعتراضها شبه مستحيلاً، فإن GDF-600 هو تصميم أكثر تنوعاً.
"معزز للقوى"
جرى تصميم المركبة GDF-600 بخيارات حمولة تشمل أجنحة الحرب الإلكترونية والاستطلاع، إضافة إلى القنابل والطائرات بدون طيار الأسرع من الصوت، ودون الصوتية التي تنفصل عن المركبة أثناء الطيران.
وتبلغ كتلة الإطلاق للمركبة الانزلاقية الصينية 5 آلاف كيلوجرام، وحمولتها 1200 كيلوجرام، ومداها يصل إلى 600 كيلومتر، ما يجعلها واحدة من أصغر وأقصر المركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت في العالم.
وتبلغ سرعة المركبة الانزلاقية الصينية 7 ماخ (1 ماخ يساوي 1225 كم /ساعة)، وهي أقل في السرعة من Avangard الروسية التي تُحلق على مسافات بين القارات وبسرعات تزيد عن 20 ماخ.
ويتوقع أن تكون المركبة الصينية الجديدة أقل تكلفة بكثير من التصاميم الأكبر والأطول مدى، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفضيلها للانتشار على نطاق واسع في مسرح المحيط الهادئ.
وعلى الرغم من أن مداها يبدو قصيراً، إلا أن المركبة تتطلب معززاً صاروخياً للوصول إلى الارتفاع الأمثل، والذي من المرجح أن يزيد عن ضعف مدى وصولها.
علاوة على ذلك، فإن إطلاق الطائرات بدون طيار كحمولات ذخيرة فرعية سيؤدي إلى تحليق الطائرة المسيرة لمسافة أبعد من المركبة الانزلاقية نفسها للوصول إلى أهداف على مسافات أكبر.
وستسمح قدرة المركبة الانزلاقية على إطلاق حمولات فرعية، لمركبة انزلاقية واحدة بمهاجمة أهداف متعددة، سواء بالقنابل أو الضربات بطائرات بدون طيار أو الهجمات الإلكترونية.
وقالت أكاديمية "جوانجدونج" لأبحاث الديناميكا الهوائية إن مفهوم GDF-600 لمركبة الانزلاق الأسرع من الصوت مع الذخائر الفرعية متعددة الاستخدامات يمكن توسيع نطاقه إلى مدى 6 آلاف كيلومتر، والذي عند دمجه مع مركبة معززة سيكون له مدى عابر للقارات.
قلق غربي
تسببت قدرات المركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت العابرة للقارات الصينية في إثارة قلق كبير للغاية في العالم الغربي، والذي تفاقم بسبب نتائج اختبارات الطيران.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جون هايتن، في نوفمبر 2021، إن الصين أطلقت صاروخاً بعيد المدى، دار حول العالم من مركبة انزلاقية فرط صوتية، وضرب الصاروخ هدفاً في الصين بدقة.
وأكد أن المركبة ضربت هدفها بدقة بالغة، على الرغم من مداها وسرعتها القصوى، واصفاً الوتيرة التي يطور بها الجيش الصيني قدراته بأنها "مذهلة".
وحذر هايتن آنذاك من أن الصين قد تكتسب القدرة على شن هجوم نووي مفاجئ على الولايات المتحدة رغم صغر حجم ترسانتها النووية، حيث تعمل المركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت كعوامل مضاعفة للقوة الرئيسية في هذا الصدد.