توقع قادة البحرية الأميركية أن تتمكن أجهزة الليزر الموجهة من تشكيل رادع قوي ضد الطائرات المسيرة، وحرق أجزاء منها على مسافات بعيدة، أو تعطيل صواريخ كروز باستخدام التشويش عالي الطاقة، أو اعتراض سرب صغير أو مجموعة من الطائرات دون طيار في وقت واحد.
وذكر موقع Warrior Maven، أن تهديد الطائرات دون طيار المعادية في البحر كان مصدر قلق منذ فترة طويلة، إلا أن أحداث البحر الأحمر سلطت الضوء بشكل أكبر على المخاوف من أن تهديد هذه الطائرات يتوسع بسرعة؛ ليشمل مجموعة أو أسراب وليست طائرات منفردة.
ويعتبر الهدف من هجوم الطائرات دون طيار، والذي لا يختلف تماماً عن بعض الهجمات الحوثية الأخيرة في البحر الأحمر، هو إغراق نظام الدفاع المتعدد الطبقات للسفينة من خلال تغطية السفينة بالقذائف القادمة، ما يصعب على أي إجراء مضاد تعقبها واعتراضها في وقت واحد.
وقال قائد مجموعة حاملة الطائرات الثانية، جافون حكيم زاده، في تصريحات لـWarrior Maven، إن تعلم كيفية مواجهة العديد من الطائرات دون طيار في وقت واحد هو محور رئيسي أو درس مستفاد من القتال في البحر الأحمر.
وأضاف أنه في ضوء هذا السيناريو التكتيكي، فإن القدرة على النجاح ضد أسراب الطائرات دون طيار تعتمد بشكل كبير على عدد الرصاصات، أو مقدار الطاقة الموجهة التي يمكن أن تكون متاحة على الفور في وقت واحد؛ لردع سرب من الطائرات دون طيار.
قدرات التخفي
في المستقبل، يتوقع قادة البحرية الأميركية أن يستند الدفاع الأمثل ضد الطائرات دون طيار إلى السفن من حيث "الثنائية المهمة"، ما يعني أنه من المهم تحديد واستهداف وتدمير "القاذف" أو "الرامي" أو نقطة المنشأ، واستخدام سلاح غير حركي أو موجه بالطاقة أو "الليزر"، لافتاً إلى أن الطاقة الموجهة هي جزء أساسي من معادلة التعامل مع عدة طائرات دون طيار في وقت واحد.
وأشار حكيم زاده إلى أنه على المدى الطويل تأمل البحرية الأميركية في رؤية أشياء مثل الطاقة الموجهة، وهي سلاح يمكن إعادة شحنة بسهولة، ومن ثم يصبح هناك عدد لا نهائي من الطلقات.
وأضاف أن الطائرات دون طيار هي على الأرجح أكثر مظاهر الطبيعة المتغيرة للحرب وضوحاً، مؤكداً أن هذه الطائرات الرخيصة التي يسهل تكرارها، والتي يمكن إطلاقها على نطاق واسع مقابل مبالغ ضئيلة من المال؛ هي انعكاس لما ستكون عليه الحرب في المستقبل.
وأشار حكيم زاده، إلى أن أشعة الليزر لا تتحرك بسرعة الضوء فحسب، بل تتمتع أيضاً بقدرة شبيهة بالتخفي لإطلاق النار دون إصدار صوت، وربما الأهم من ذلك كله أنه مع وجود مخزون كافٍ من الطاقة، يمكن لأسلحة الليزر، أن تقدم ذخيرة بلا حدود.
ويرجح أن يتوافق تقييم حكيم زاده للدفاع ضد الطائرات المسيرة المولدة بالليزر مع الأسباب الرئيسية وراء تقدم البحرية في جهود تسليح السفن الحربية بأسلحة الليزر.
ويتم تسليح مدمرات البحرية الأميركية حالياً بمجموعة واسعة من أسلحة الطاقة الموجهة، والبحرية على دراية تامة بقيمة استخدام الليزر في البحر للدفاع عن الطائرات بدون طيار.
وقبل أكثر من 10 سنوات، نشرت البحرية الأميركية نظام الأسلحة الليزرية (LAWs) على متن السفينة الحربية USS Ponce في الشرق الأوسط، وهو تطور تاريخي وضع أسلحة مضادة للطائرات دون طيار على متن برمائية بقدرة تشغيلية.
وأظهرت الأسلحة الليزرية أنها واعدة وساعد نجاحها في إلهام عدد من الجهود الأحدث.
أنظمة عالية الطاقة
تعد أحد أنظمة الليزر التي يتم دمجها الآن على السفن يسمى HELIOS، وهو اختصار لـ High-Energy Laser with Optical-dazzler and Surveillance، وهو نظام يستخدم الآن لتسليح بعض المدمرات DDG 51 بقدرات أسلحة هجومية ودفاعية.
وتحمل أنظمة الليزر مثل HELIOS أيضاً مكوناً بصرياً كبيراً، ما يعني أنها يمكن أن تعمل كمستشعر لتتبع الأهداف والمساعدة في مهام المراقبة الضرورية.
وبدلاً من استخدام صواريخ اعتراضية باهظة الثمن تُطلَق من المدمرة البحرية الأميركية Vertical Launch Systems، سيتمكن القادة الآن من صعق الهدف أو تعطيله دون تدميره بالكامل أو تفجيره.
ويمكن أن يؤدي الحد من التأثيرات المتفجرة، مثل تلك التي ربما تولدها أسلحة اعتراضية من طراز SM-2 أو SM-6، إلى خفض خطر التسبب في وقوع إصابات بين المدنيين بسبب حطام القنابل أو الشظايا، إذا تم الاستهداف في بيئة مزدحمة للغاية.
ويمكن لليزر أيضاً في بعض الحالات تمكين السفن الحربية السطحية من الاقتراب بشكل أكبر من مواقع العدو، نظراً لأن المدافع المثبتة على سطح السفينة يمكن أن تُستكمل بأسلحة ليزر تهاجم بسرعة الضوء، ومصممة لتحديد مناطق الهدف الضيقة بتقنية التوجيه الدقيق.