شهدت كوريا الجنوبية الثلاثاء، أزمة سياسية قد تكون هي الأكبر منذ عقود، بعدما أعلن الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية وبدأ الجيش تحركاته لحظر جميع الأنشطة السياسية بما في ذلك أنشطة الجمعية الوطنية (البرلمان) الذي مرر مشروع قانون بالأغلبية يطالب بـ"رفع الأحكام العرفية".
وبعد أن تراجع يون عن قراره ورفع الأحكام العرفية بعد 6 ساعات من مواجهة محتدمة بين البرلمان والجيش، أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي، تقديم استقالته إلى الرئيس الذي قبلها صباح الخميس.
وتولي كوريا الجنوبية اهتماماً كبيراً وخاصاً لتطوير قدرات جيشها، الذي يحتل مكانة متقدمة في ترتيب أقوى 10 جيوش حول العالم.
وذكر موقع Military FirePower، أن كوريا الجنوبية تأتي في المرتبة الخامسة بين أقوى 10 جيوش في العالم، متفوقة على الدول الأوروبية، عدا روسيا.
ويوجد نحو 600 ألف عسكري من كوريا الجنوبية في الخدمة الفعلية، بينما يتواجد 3.1 مليون آخرين على قوة الاحتياط.
وتتفوق كوريا الحليف البارز للولايات المتحدة داخل آسيا، في تطوير المركبات الأرضية، وخاصة الدبابة K-2 Black Panther، التي تنافس على لقب الدبابة الأقوى في العالم.
وتنشر كوريا الجنوبية أحدث طائرات الجيل الخامس الأميركية، لتعزز قوة أسطولها الجوي بشكل كبير، والتي تعتبر رأس الحربة في أي صراع محتمل مع كوريا الشمالية.
ودفعت الحرب في أوكرانيا إلى تسليط الضوء على القوى الأوروبية الكبرى التي تعد من بين أكبر المنفقين على قواتها المسلحة، إلا أنها لا تستطيع ترجمة مواردها المالية إلى قوة عسكرية ذات كفاءة عالية.
ويرى بينس نيميث، المحاضر في قسم دراسات الدفاع بكلية كينجز لندن، أن "كوريا الجنوبية وجيشها قد يقدمان بعض الدروس المفيدة للأعضاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وأضاف نيميث لموقع Taylor and francis، أن "سول تمتلك جيشاً قوياً ذا قوة مسلحة وقوة نيران ومدرعات أكبر من الجيوش الأوروبية".
وتنتج كوريا الجنوبية أنظمة أسلحة عالية الجودة، وتجري تدريبات عسكرية أكبر من "الناتو"، رغم أن ميزانيتها الدفاعية أقل من القوى الأوروبية.
ومع أن بريطانيا وألمانيا وفرنسا يعتبرون خامس وسابع وثامن أكبر المنفقين على الدفاع في جميع أنحاء العالم، إلا أن كوريا الجنوبية قادرة على الحفاظ على قوة وجاهزية عسكرية أعلى بكثير من شركائها الأوروبيين.
ولا يدرك أغلب الأوروبيين حجم القدرات العسكرية التقليدية التي تمتلكها كوريا الجنوبية. فمثلاً، لا يعلم كثيرون أنها تمتلك ثاني أكبر قوة مدفعية بعد كوريا الشمالية، وتقدر بنحو 12 ألف قطعة مدفعية.
وبالمقارنة، تمتلك الصين 9 آلاف و500 قطعة مدفعية، والولايات المتحدة 5 آلاف، وروسيا 4 آلاف و400، وبريطانيا 570، وفرنسا 245 قطعة مدفعية.
ولا تمتلك كوريا الجنوبية عدداً كبيراً من أنظمة الأسلحة فحسب، بل تنتج أيضاً أسلحة عالية الجودة. وغالباً ما يُعتبر مدفع K9 Thunder الذي طورته كوريا الجنوبية، وهو من طراز Howitzer ذاتي الحركة بقطر 155 ملم مزود بنظام تحميل أوتوماتيكي يسمح بمعدل إطلاق مرتفع، وهو الأفضل في فئته.
ووصلت سلسلة K9 إلى حصة سوقية تبلغ 52% عالمياً في سوق مدافع Howitzers ذاتية الحركة.
وعملت سول على توزيع حوالي 1100 وحدة في الداخل، وبيع أكثر من ألف وحدة إلى دول أخرى منهم أعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل إستونيا وفنلندا والنرويج وبولندا وتركيا.
ويتوقع أن تنهي رومانيا عقدها لشراء K9s عام 2024. ويظهر سلاح K9 كيف يتخلف الأوروبيون مقارنة بالدول الأخرى من حيث إنتاج الأسلحة، وتوليد القدرات العسكرية على نطاق واسع وبسرعة.
وتشتري كوريا الجنوبية 80% من أسلحتها من مصانع محلية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، ودبابات القتال الرئيسية، والمركبات المدرعة، والسفن الحربية، والغواصات.
وأصبحت سول تعتمد على إمكانياتها بشكل متزايد في أنظمة الصواريخ، إذ تعتبر أنظمة الأسلحة الكورية الجنوبية جيدة أو أفضل من أنظمة نظيراتها الغربية.
tمثلاً، تعتبر دبابة القتال الرئيسية الكورية الجنوبية K2 Black Panther على قدم المساواة مع دبابة Leopard 2 الألمانية، كما يتنافس نظام إطلاق الصواريخ المتعددة K239 Chunmoo (MLRS) مع نظام HIMARS الأميركي.
وبالتعاون مع إندونيسيا، تعمل سول على تطوير طائرتها المقاتلة من طراز 4.5 KF-21 Boramae، والتي سيبدأ إنتاجها بكميات كبيرة العام الجاري.
وتتمتع كوريا الجنوبية بالقدرة على بناء سفن بحرية متطورة للغاية في كل فئة تقريباً، ومنها الغواصات والسفن الحربية البرمائية. وعلاوة على ذلك، فإن الأسلحة الكورية الجنوبية أرخص بكثير كما يتم تسليمها بشكل أسرع من العديد من منافسيها الغربيين.
مثلاً، تكلف مدافع Howitzers ذاتية الدفع K9 أقل من نصف قيمة نظيراتها الأوروبية. وبينما لن تتمكن ألمانيا من تسليم الدفعة الأولى من الدبابات وأنظمة المدفعية إلى بولندا إلا في أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، فإن سول فعلت ذلك في 5 أشهر.
القدرات البرية
وتعتبر كوريا الجنوبية، من بين الأبرز عالمياً في امتلاك قدرات برية لا يستهان بها، خاصة مع امتلاكها ثاني أكبر قوة مدفعية بعد كوريا الشمالية، وأحدث الدبابات القتالية.
وقال موقع Military FirePower، إن كوريا الجنوبية تمتلك أكثر من ألفي دبابة جاهزة للتشغيل، وما يزيد عن 53 ألف مركبة، ونحو 465 مدفعية صاروخية MLRS.
وتعتبر دبابة K-2 Black Panther، العنصر الأبرز في القدرات البرية لكوريا الجنوبية.
"الفهد الأسود"
تعد دبابة القتال الرئيسية الكورية الجنوبية K2 Black Panther "الفهد الأسود"، واحدة من أكثر المركبات المدرعة تقدماً على مستوى العالم، إذ تنافس نظيراتها الغربية مثل الأميركية M1 Abrams، و الألمانية Leopard 2، والبريطانية Challenger 2.
وأطلق خبراء على هذه الدبابة لقب "الأفضل على وجه الأرض"، رغم تشكك البعض في قدراتها، بحسب مجلة The National Interest.
وجرى تصميم K2 بواسطة شركة Hyundai Rotem، وهي مزودة بمدفع ألماني من طراز Rheinmetall CN08 120 مم/L55، ودروع مركبة متقدمة، ما يعزز من قدرتها على البقاء في القتال وفعاليتها.
وتتضمن الترقيات الأخيرة في إطار نسخة K2 PIP، وحدة تعليق شبه نشطة في الذراع، ونظام مسح تضاريس عالي الدقة، ودروع تفاعلية غير متفجرة.
وفي عام 2023، وافقت كوريا الجنوبية على صفقة بقيمة 1.5 مليار دولار لإنتاج دبابات K2 إضافية، ما يعزز من قدراتها العسكرية.
وأشارت سول، إلى أنه من خلال الحصول على دبابات K2 إضافية، يتوقع منها المساهمة بشكل كبير في تعزيز قدرات حرب المناورة الهجومية.
وذكرت المجلة الأميركية، أنه في حين أن الدبابات الغربية الصنع مثل الدبابات الأميركية M1 Abrams، والألمانية Leopard، والبريطانية Challenger، تتصدر قائمة المركبات المدرعة المتطورة، لا تقل دبابة القتال الرئيسية الكورية الجنوبية K2 Black Panther أهمية وقدرة عن أي من هذه الدبابات.
وأضافت أنه يمكن اعتبار سلسلة الدبابات الكورية الجنوبية أفضل من بعض نظيراتها الأكثر تطوراً.
وتشكل "حرب الدبابات" جانباً كبيراً من المعارك في الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أجبر الدول على التفكير في تمويل لتطوير دبابات القتال الحالية أو تقديم أنظمة جديدة.
ووضع تصور سلسلة K2 لأول مرة منذ نحو عقد تقريباً، كجزء من جهود كوريا الجنوبية لحماية الإنتاج المحلي في أوقات الحرب، والحد من الاعتماد على الحلفاء الأجانب في أنظمة الأسلحة الحديثة.
وبينما ركزت سول في البداية على تطوير نسخة معدلة من دبابة القتال الرئيسية الأميركية M48، إلا أنها غيرت مسارها في النهاية، وبدأت العمل على نموذج أولي محلي الصنع جديد كلياً.
وصممت شركة Hyundai Rotem، الدبابة K2 Blank Panther بشكل كامل للجيش الكوري الجنوبي، إذ تتميز بمحمل آلي يتم وضعه في الجزء الخلفي من البرج، فضلاً عن المدفع الألماني Rheinmetall CN08 120 مم/L55.
ويُعتقد أن المدفع يمكنه إطلاق ما يقرب من 10 إلى 15 طلقة في الدقيقة، ويمكن استخدامه مع مجموعة واسعة من الذخائر، بما في ذلك جميع طلقات الدبابات القياسية لحلف "الناتو".
وتعتبر أفضل سمات الدبابة Black Panther، هي دروعها المركبة المتطورة، والتي تمنحها مستوى لا مثيل له من القدرة على البقاء، كما تتميز بنظام تحذير من اقتراب الصواريخ، وتمتلك أجهزة استشعار متقدمة أخرى أيضاً.
وللحفاظ على التميز بين المنافسين، خضعت Black Panther لبعض عمليات تحديث التصميم خلال السنوات الأخيرة. وقالت مجلة The National Interest، إن أحدث إصدار من الدبابة K2 PIP، "مليء بالبراعة" إذ تتميز بوحدة تعليق شبه نشطة مطورة في الذراع، ونظام مسح تضاريس عالي الدقة، ودروع تفاعلية غير متفجرة.
وجرى تجهيز نماذج K2 الأحدث الأخرى التي تم إنتاجها العام الماضي، بحزمة طاقة هجينة تتكون من ناقل حركة RENK، ومحرك طورته شركة Doosan Infracore، إذ فشل ناقل الحركة الأوتوماتيكي المحلي الذي طورته شركة S&T Dynamics في اختبارات المتانة.
K9 Thunder
يعد مدفع K9 Thunder، من بين أبرز المعدات العسكرية في الجيش الكوري الجنوبي، ونجحت في تصديره إلى دول أوروبية وعربية.
وهو مدفع من نوع Howitzer ذاتي الحركة عيار 155مم/52 طورته شركة Hanwha Techwin، المعروفة سابقاً باسم Samsung Techwin، للقوات المسلحة الكورية الجنوبية، بحسب موقع Army Technology.
وجرى تصميمه لتوفير دعم نيراني فعال وعميق في جميع أنواع المسارح العسكرية. وتم بناء K9 على منصة عالية الحركة، ويوفر معدل إطلاق نار مرتفع على مسافات طويلة.
وبدأ برنامج تطوير K9 Thunder عام 1989، لكن تم اختبار النموذج الأولي عام 1996. واكتملت مرحلة التصميم عام 1998، وبدأ الإنتاج الواسع في 1999.
وتتكون منصة K9 Thunder من مادة حماية مدرعة فولاذية، ويشتمل التصميم على نظام موضع السمت المعياري (MAPS)، ونظام التحكم التلقائي في إطلاق النار (AFCS)، ونظام رفع وخفض المدفع الآلي، ونظام عبور البرج.
ويوفر نظام التعليق الهيدروليكي الهوائي ارتفاعاً كبير عن الأرض، ما يمنحه القدرة على الحركة عبر التضاريس المختلفة.
ومنحت حكومة كوريا الجنوبية عقداً لشركة Samsung Aerospace Industries لتصنيع K9 Thunder في ديسمبر عام 1998، وتم تسليم الدفعة الأولى من طائرات K9 إلى الجيش الكوري عام 1999.
ويبلغ معدل إطلاق النار من K9 ثلاث طلقات كل 15 ثانية، فيما يبلغ الحد الأقصى لمعدل إطلاق النار من 6 إلى 8 طلقات في الدقيقة. وتم تصميم K9 Thunder لتلبية المفهوم التكتيكي الحديث في إطلاق النار والتسلل.
ويمكن للبندقية إطلاق مقذوف M107 عالي الانفجار (HE) القياسي لمسافة أقصاها 18 كيلومتراً، فيما يبلغ أقصى مدى لإطلاق المقذوف الصاروخي عالي القدرة (RAP) 30 كيلومتراً. كما يمكنه إطلاق مقذوف K307 لمدى يتجاوز 40 كيلومتراً.
ويطلق المدفع K9 Thunder النار في غضون 30 ثانية في وضع الثبات أو خلال 60 ثانية أثناء الحركة.
ويحمي الهيكل الفولاذي لـK9 Thunder الطاقم والمعدات الموجودة على متنها من شظايا القذائف مقاس 155 ملم، والقذائف الخارقة للدروع مقاس 14.5 ملم والألغام المضادة للأفراد، كما يتم توفير نظام تنقية الهواء وأقنعة الغاز للطاقم خلال الحروب النووية والبيولوجية.
وجرى تزويد K9 Thunder بمركبة إعادة إمداد الذخيرة الأوتوماتيكية K10 (ARV) المبنية على منصة K9.
وتعتبر K10 مركبة مجنزرة بالكامل تتبع بطارية المدفعية الرئيسية، ويمكن لمركبة K10 ARV نقل 12 طلقة في الدقيقة بشكل تلقائي.
ويستمد نظام K9 Thunder قوته من محرك ديزل MTU MT 881 Ka-500 ثماني الأسطوانات مبرد بالماء مقترن بناقل الحركة Allison ATDX1100-5A3.
يولد المحرك قوة تبلغ ألف حصان مع نسبة قوة إلى وزن تبلغ 21.6 حصان/طن.
مركبة القتال K21
وجرى تطوير مركبة القتال K21 من الجيل التالي لصالح جيش كوريا الجنوبية لتحل مكان مركبات القتال من سلسلة K200 الحالية، وهي مركبة برمائية مزودة بمدفع عيار 40 ملم مثبت على البرج، بحسب موقع Army Technology.
وتم تطوير المركبة لأول مرة بواسطة شركة Doosan Infracore، وهي شركة تابعة لمؤسسة Doosan Corporation.
وفي عام 2003، منح جيش كوريا الجنوبية عقداً بقيمة 91 مليون وون كوري (70 ألف دولار تقريباً) لشركة Doosan DST لتطوير نموذج أولي للمركبة القتالية.
وسلمت شركة Doosan DST ثلاثة نماذج أولية من المركبة K21 NIFV للجيش الكوري الجنوبي في عام 2005. وبدأ الإنتاج عام 2009 بعد 10 سنوات من التطوير المستمر.
ووافقت كوريا الجنوبية عام 2009 على توريد مركبات K21 NIFV للجيش الماليزي.
وكانت شركة Doosan DST قد باعت 111 مركبة NIFV كورية الصنع للجيش الماليزي في الفترة من 1993 إلى 1995.
وتم تطوير المركبات باستخدام تكنولوجيا كورية، وتم نشرها في نوفمبر 2009. ووقعت شركة Doosan في ديسمبر، عقد المرحلة الثانية بقيمة 665 مليون دولار مع وكالة الدفاع الفنزويلية لتوريد مركبات مدرعة من طراز K21.
وجرى إصلاح المشاكل التي تم اكتشافها في المركبات واستبدال الأجزاء المعيبة، وبدأ نشر المركبات في أبريل عام 2011.
وتم تطوير المركبة K21 NIFV لتعزيز القدرات القتالية للجيش الكوري الجنوبي، ويبلغ طولها 6.9 متر وعرضها 3.4 متر وارتفاعها 2.6 متر، في حين تزن 25 طناً باستثناء الأحمال القتالية.
وتتميز المركبة بدروع مركبة مع طبقات من أنظمة الدفاع الصاروخي الناعمة والألياف الخزفية والزجاجية التي توفر مستويات عالية من الحماية للطاقم. وتتسع المركبة لثلاثة أفراد من الطاقم و9 جنود.
نظام التعليق في المركبة هو هيدروليكي هوائي في الذراع، ويمكنها قطع مسافة 450 كيلومتراً بسرعة متوسطة تبلغ 70 كيلومتراً في الساعة، وذلك على الطريق، و6 كيلومترات في الساعة على الماء.
وتم تجهيز K21 بنظام تحكم متقدم في إطلاق النار ومثبتات للمدفع، ويمكن لنظام التحكم في إطلاق النار رصد الأجسام من مسافة تزيد عن 6 آلاف متر، وتحديدها من مسافة تقارب الـ3 آلاف متر، كما تحتوي على أجهزة استشعار لتحديد الصديق أو العدو IFF.
وجرى وضع جهاز للمراقبة بانورامي الشكل لقائد المركبة القتالية المدرعة (ICPS) وآخر أساسي للمدفعي في المركبة القتالية المدرعة (IGPS) من شركة Samsung Thales على المركبة ما يسمح لها باكتشاف الأهداف الأرضية والجوية.
ويحتوي جهاز (ICPS) على تصوير حراري، وجهاز آخر يعمل بالليزر قادر على اكتشاف الأهداف من مسافة 6 آلاف متر، وتحديدها بدقة على مسافة 3 آلاف متر.
ويعتبر التسليح الرئيسي للمركبة K21 NIFV مدفع عيار 40 ملم، وقاذفتان للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، ويتم تثبيتهما على برج مزدوج مثبت على المركبة، ويتم تخزين ذخيرة المدفع أسفله.
ويمكن للمدفع عيار 40 ملم إطلاق 300 طلقة في الدقيقة بسرعة ألف و5 مللي ثانية. وتعتبر الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات من الجيل الثالث، حيث يمكنها اختراق الدروع حتى ألف ملم بنفس قدرة صاروخ "سبايك" الإسرائيلي.
والتسليح الثانوي للمركبة هو مدفع رشاش محوري عيار 7.62 ملم. وتتكون المركبة من درع مركب يتكون من طبقات مختلفة من السيراميك والألياف الزجاجية وسبائك خفيفة الوزن.
وتم تصميم الدرع الأمامي للحماية من قذائف المدافع الأوتوماتيكية ذات العيار الكبير والتي يمكنها اختراق الدرع حتى 50 مم على مسافة ألف متر.
ويوفر الدرع الجانبي الحماية من قذائف مدفعية عيار 14.5 ملم يمكنها اختراق الدروع حتى 25 ملم من مسافة ألف متر، في حين يمكن للجزء العلوي من المركبة أن يتحمل هجمات قذائف مدفعية عيار 152 ملم تنفجر من مسافة 10 أمتار.
وجرى تزويدها بخزان وقود محكم الغلق يمكنه امتصاص الصدمات الناتجة عن الهجوم، على عكس خزانات الوقود المقواة، كما تم تجهيز K21 NIFV بنظام إخماد الحرائق التلقائي.
وتعتمد K21 NIFV على محرك ديزل Doosan D2840LXE V-10 بشاحن توربيني يولد 750 حصاناً، كما أنها مزودة بناقل حركة أوتوماتيكي بالكامل.
وبموجب برنامج K21 NIFV PIP، سيتم إضافة محرك مطور بقوة 840 حصاناً إلى المركبة التي يمكنها إنجاز مهام برمائية، حيث تعمل بنظام الطفو عندما تكون في الماء.
أول راجمة برمائية
كشفت شركة "هانوا" للطيران والفضاء الكورية الجنوبية، عن نظام إطلاق صواريخ متعدد غير مأهول مصمم للعمليات البرمائية في معرض الدفاع الدولي للجيش الكوري KADEX.
وجرى تصميم قاذفة الصواريخ المتعددة البرمائية غير المأهولة لتقديم دعم ناري دقيق بأقل قدر من التدخل البشري، وفقاً لموقع The Defense Post.
وتسمح القاذفة بنشر المدفعية الصاروخية في مناطق لم يكن من الممكن الوصول إليها من قبل، وخاصة أثناء العمليات الموزعة. ويبلغ وزن النظام حوالي 17 طناً، ويمكن نشره على السفن الهجومية البرمائية، وسفن النقل.
ويضمن النظام المتقدم دقة استهداف عالية حتى في المياه المضطربة، كما يعزز نظام الإطلاق غير المأهول قدرة الطاقم على البقاء، وخاصة في المناطق عالية الخطورة.
وذكرت شركة الدفاع الكورية الجنوبية العملاقة، أن "قاذفة الصواريخ المتعددة البرمائية غير المأهولة هي أكثر من مجرد منتج؛ فهي تغير قواعد اللعبة في الحرب البرمائية"، مضيفةً أن "تلك الراجمات تجسد الالتزام بتوفير حلول دفاعية مبتكرة وفعالة وموثوقة تلبي الاحتياجات المتطورة للعمليات العسكرية الحديثة".
ويتوقع أن تستمر عمليات تطوير النظام حتى عام 2026، بما في ذلك دمج تكنولوجيا الإطلاق الإلكترونية لتوسيع نطاقها، وتعزيز تنوع الذخائر القابلة للنشر. فيما يتوقع أن يدخل النظام مرحلة التشغيل الكامل بحلول عام 2033.
ترسانة الصواريخ
تمتلك كوريا الجنوبية ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة للسفن، بالإضافة إلى الصواريخ القادرة على حمل أطنان من المتفجرات.
وأشار موقع Missile Threat، إلى أبرز الصواريخ في ترسانة كوريا الجنوبية، والتي تضم عائلة NHK الباليستية قصيرة المدى التي تعمل بالوقود الصلب، بالإضافة إلى سلسلة Hyunmoo الباليستية قصيرة المدى.
ويعتبر الصاروخ Hyunmoo-5 المعروف باسم "الصاروخ الوحش" الأحدث والأكثر فتكاً في ترسانة كوريا الجنوبية.
واستعرضت كوريا في أكتوبر الماضي، صاروخاً باليستياً قادر على حمل رأس حربي يزن 8 أطنان في استعراض للقوة يقام سنوياً للإشارة إلى الاستعداد للرد على تهديدات جارتها الشمالية.
وعرض صاروخ Hyunmoo-5، الذي تم اختباره بنجاح العام الماضي، في استعراض عسكري بمناسبة يوم القوات المسلحة بقاعدة جوية بسول، والذي شارك فيه قرابة 5 آلاف و 300 جندي، وعُرض خلاله 340 نوعاً من المعدات العسكرية والطائرات، بحسب وكالة "رويترز".
وعلى مدى عقود، كانت مثل هذه العروض العسكرية تُقام بشكل غير منتظم في كوريا الجنوبية، ولكن العام الماضي، أعاد الرئيس يون سوك يول إحياء تقليد إقامة مثل هذه الاستعراضات بشكل سنوياً، بما يتماشى مع شعاره "السلام من خلال القوة".
واعتبر مسؤولون عسكريون، أن العرض العسكري الذي أقيم كان يهدف جزئياً لإظهار القوة العسكرية لكوريا الجنوبية كرادع لكوريا الشمالية، التي تنظم بشكل متكرر أيضاً عروضاً عسكرية تتضمن أسلحة مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
ووصفت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية صاروخ Hyunmoo-5 بأنه "الصاروخ الوحش"، وكان بمثابة القطعة الأساسية في العرض العسكري، حيث تم تصميمه خصيصاً لاختراق المخابئ تحت الأرض.
ويصنف صاروخ Hyunmoo-5 على أنه قصير المدى، ولكن إذا تم تزويده برأس حربي يزن طناً واحداً، فإن مداه يمكن أن يتجاوز 5 آلاف كيلومتر.
ويلعب الصاروخ الجديد دوراً رئيسياً في نظام الدفاع "ثلاثي المحاور" للبلاد، والذي يهدف لتحييد الاستفزازات النووية لكوريا الشمالية، بما في ذلك خطط الحرب التي تدعو إلى توجيه ضربات استباقية إذا لزم الأمر.
القوات الجوية
تمتلك كوريا الجنوبية مخزوناً كبيراً من الطائرات الحربية التي تعتمد على التكنولوجيا الأميركية، حيث تشغّل سول حالياً أكثر من ألف و200 طائرة حربية، بينها 283 مقاتلة، و3 طائرات نقل و606 طائرة مروحية.
وتشكلت نواة القوات الجوية الكورية الجنوبية، التي تأسست رسمياً كقوة مستقلة في الأول من أكتوبر 1949 بموجب المرسوم الرئاسي رقم 254، من وحدة جوية تابعة لإدارة الأمن الداخلي، والتي تلقت 10 طائرات من طراز Piper L-4 Grasshoppers في الرابع من سبتمبر 1948، تم تسليمها مباشرة من الولايات المتحدة وقام بتجميعها فنيون من كوريا الجنوبية، وهي مقدمة لما سيأتي بعد سنوات عديدة، بحسب موقع Air University.
وعندما بدأت الحرب الكورية بعد 5 سنوات من استقلال البلاد، لم يكن بوسع القوات الجوية الكورية الجنوبية نشر أكثر من 22 طائرة، بما في ذلك طائرات L-4، وطائرتي مراقبة خفيفتين إضافيتين من طراز L-5 Sentinel و10 طائرات تدريب من طراز AT-6 Texan مستوردة من كندا.
وخلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، تم تجهيز القوات الجوية الكورية الجنوبية بطائرات نفاثة أكثر حداثة مثل مقاتلات F-86 Saber وF-4 Phantom وF-5 Tiger.
وحالياً، تمتلك كوريا الجنوبية مجموعة من الطائرات الأميركية الأشهر، أبرزها مقاتلات F-35 من الجيل الخامس، بالإضافة إلى طائرات محلية الصنع طراز KF-21 Boramae المتوقع تسليمها خلال أشهر.
طائرات الجيل الرابع والخامس
تعتزم كوريا الجنوبية بناء 40 طائرة مقاتلة من طراز KF-21 Boramae هذا العام بميزانية قدرها 238.7 مليار وون (178.6 مليون دولار) مخصصة لوزارة الدفاع.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان، إنه من المتوقع أن يملأ أول إنتاج ضخم لطائرة KF-21 "فراغ القوة" الذي سيحدث عندما تتقاعد أسطول المقاتلات القديمة في القوات الجوية، بحسب موقع Defense News.
وبحسب شركة كوريا للصناعات الفضائية، التي تصنع طائرات KF-21، فإن مرحلة الهندسة والتصنيع ستنتهي عام 2026.
وذكرت صحيفة "كوريا تايمز"، أن القوات الجوية تخطط لنشر أول طائرة من طراز KF-21 في النصف الثاني من 2026.
ومن المقرر أن تحل مقاتلات KF-21 محل أسطولي F-4 وF-5. وتخطط القوات الجوية الكورية الجنوبية لامتلاك قرابة 120 طائرة من طراز Boramae بحلول عام 2032.
وأشارت الوزارة، إلى أن طائرات Boramae ستكون بمثابة "العمود الفقري" للقوات الجوية، إذ ستلعب دوراً محورياً في توسيع النظام "ثلاثي المحاور"، وهي الاستراتيجية التي تحدد كيفية استجابة الجيش الكوري الجنوبي لهجوم من كوريا الشمالية.
وكانت المقاتلة قيد التطوير منذ عام 2015، لكن البرنامج لم يكتسب الكثير من الزخم حتى عام 2020، عندما تم تجميع النماذج المبدئية الأولى.
واستأجرت الحكومة شركة كوريا للصناعات الفضائية لإنتاج الطائرة، وسعت الشركة للحصول على الدعم التكنولوجي من شركة Lockheed Martin الأميركية. وعملت الشركتان سابقاً معاً على طائرة الهجوم الخفيفة FA-50. وأُجريت أول رحلة تجريبية لست طائرات من طراز KF-21 في عام 2022.
وأجرت شركة KAI اختباراً لقدرة الطائرة على الوصول إلى سرعة تفوق سرعة الصوت ضمن أول 60 رحلة تجريبية، وكشفت الشركة عن الطائرة في مؤتمر الدفاع ADEX في العاصمة سول بعد 300 رحلة تجريبية على الأقل من أصل ألفي رحلة تجريبية.
وستستمر الاختبارات الجوية والأرضية والإضافية للنماذج الأولية المتبقية حتى عام 2028، وهو العام نفسه الذي من المقرر أن تبدأ فيه أسراب القوات الجوية في تحليق الدفعة الأولى من طائرات KF-21 لمهام جو-جو.
وتتميز المقاتلة بأنظمة إلكترونية متطورة منها رادارات للمسح الإلكتروني النشط، ويمكنها حمل مجموعة من الأسلحة الدقيقة المتقدمة.
وكانت إدارة برنامج المشتريات الدفاعية، ومؤسسة الصناعات الجوية، تختبران صواريخ لتركيبها على طائرة KF-21 بهدف تعزيز قدرتها التنافسية في السوق الدولية.
وأعلنت إدارة برنامج المشتريات الدفاعية في كوريا الجنوبية، عن خطط لإنفاق 190 مليار وون (134 مليون دولار) لتمكين طائرة KF-21 من حمل صواريخ بعيدة المدى.
وأفادت الإدارة بوجود خطط جديدة لتطوير صواريخ جو-جو قصيرة المدى لطائرات KF-21، من المقرر أن تكتمل عام 2035.
كما اختبرت شركة KAI أنظمة صاروخية مختلفة بموجب اتفاقيات وقعتها العام الماضي مع شركة تصنيع الأسلحة الأوروبية MBDA.
وتخطط الشركات لتركيب صواريخ جو-أرض وصواريخ جو-جو قصيرة المدى بعد توقيع عقد سابق تضمن تركيب صواريخ جو-جو من طراز Meteor على بعض النماذج الأولية.
وذكرت مجلة The National Interest، أن الطائرة تعتبر من الجيل الرابع، وهي تتضمن عناصر من طائرات الجيل الخامس الباهظة الثمن، وهذا من شأنه أن يساعد في خفض التكاليف بالنسبة للكوريين الجنوبيين.
ورغم أن الطائرة ليست شبحية من الناحية الفنية، فإن مقطعها الراداري صغير ومنخفض بما يكفي لكي تكون صعبة الرصد.
وتم تطوير الطائرة بالاشتراك مع إندونيسيا، التي تسعى إلى الحصول على المزيد من القدرات العسكرية مع احتدام المنافسة الجيوسياسية في منطقة جنوب شرق آسيا، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين.
وأعربت دول أخرى منها بولندا، عن اهتمامها بشراء مجموعة من مقاتلات KF-21 عندما تكون جاهزة.
وانتقد البعض KF-21 باعتبارها نسخة رخيصة من المقاتلة الأميركية F-35 Lightning II.
قال موقع F-35، إن كوريا الجنوبية تسلمت منذ انضمامها لبرنامج الطائرات الشبحية، 40 طائرة F-35A للإقلاع والهبوط التقليدي.
وتحظى طائرات F-35 الأميركية الصنع بشهرة كبيرة لتفوقها في الاستشعار بعيد المدى، والحرب الإلكترونية والحوسبة والتخفي، وهي مزايا تتمتع بها طائرة الجيل الخامس.
القوات البحرية
نشأت البحرية الكورية الجنوبية من جمعية الشؤون البحرية التي تأسست بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وتطورت هذه الجمعية فيما بعد إلى خفر السواحل الكوري، ولكن عندما تأسست حكومة جمهورية كوريا في 15 أغسطس 1948، أعادت تسمية خفر السواحل باسم البحرية الكورية الجنوبية.
ويتميز الأسطول البحري لكوريا الجنوبية بامتلاك نحو 22 غواصة، و13 مدمرة، فضلاً عن حاملتي طائرات مروحية.
ويبلغ عدد الأصول البحرية لدى كوريا الجنوبية نحو 200 منصة، بحسب Global FirePower.
مدمرة Sejong the Great
وتعمل سول على تطوير مدمرات الصواريخ الموجهة من فئة Sejong the Great، أو يشار إليها أيضاً بـ KDX-||| في إطار برنامج المدمرات الكورية التجريبية (KDX) التابع للبحرية الكورية الجنوبية (ROKN).
وتم إطلاق السفينة الرائدة في فئتها في مايو عام 2007، وتشغيلها في ديسمبر 2008، وفقاً لموقع Naval Technology.
ودخلت السفينة الخدمة مع البحرية الكورية الجنوبية في يونيو 2011. وبغض النظر عن الهيكل الأطول، فإن التصميم العام للسفينة KDX-III مطابق لتصميم المدمرة من فئة Arleigh Burke الأميركية.
وتعد مدمرات KDX-III أكبر السفن الحربية السطحية التي تحمل نظام الأسلحة Aegis. ويبلغ الطول الإجمالي للمدمرة 165 متراً وعرضها 21 متراً وغاطسها 6 أمتار، فيما يمكن للسفينة استيعاب أكثر من 300 فرد من أفراد الطاقم.
ويتم نشر مدمرات KDX-III في الحروب البحرية التقليدية، والعمليات المضادة للغواصات والطائرات. وتنفذ المدمرة ضربات دقيقة على الأهداف الرئيسية للعدو، ويمكنها حماية الأساطيل المتنقلة والقوافل من طائرات العدو والصواريخ الموجهة.
كما أنها تدعم مركز عمليات الدعم الجوي البحري (MASOC) الذي يتحكم في جميع الطائرات التكتيكية العاملة في البحر.
وتسمح المدمرات من طراز KDX-III للبحرية الكورية بحماية المياه الكورية من التهديدات الجوية والسطحية وتحت السطحية.
وتم تجهيز المدمرات KDX-III بنظام القتال Aegis الذي طورته شركة Lockheed Martin. ويتكون نظام Aegis من رادار SPY-1 ومكونات أخرى بما في ذلك جهاز الإرسال SPY-1D (V) ونظام التحكم في إطلاق النار MK 99.
ويعمل الرادار على التقاط وتتبع أهداف متعددة مثل الطائرات والصواريخ. وتم تسليح فئة KDX-III بـ16 صاروخاً مضاداً للسفن من طراز SSM-700K Hae Sung بعيد المدى، و32 صاروخاً للهجوم الأرضي من طراز Hyunmoo III.
وتم تركيب نظامين للإطلاق العمودي MK 41 (VLS)، أحدهما يحتوي على 48 خلية، والآخر يحتوي على 32 خلية، في الأمام والخلف من السفينة لصواريخ SM-2 Block IIIB.
وتدافع السفينة عن نفسها عبر نظام سلاح Goalkeeper القريب (CIWS) مقاس 30 مم، وقاذفة صاروخية RIM-116 (RAM) كتلة 1 سعة 21 طلقة.
والمدفع الرئيسي الموجود في المقدمة هو مدفع بحري عيار 127 ملم من طراز L62 Mk-45 Mod 4. ويمكن للمدفع إطلاق النار بمعدل 16 إلى 20 طلقة في الدقيقة لمسافة 24 كيلومتراً.
وتشمل الأسلحة المضادة للغواصات صواريخ من طراز K-ASROC Hong Sahng-uh، وطوربيدات من طراز K745 LW Cheong Sahng-uh.
وتحتوي المدمرات KDX-III على سطح لهبوط المروحيات لدعم عمليات مروحيتين من طراز Westland Lynx Mk 99 ASW. كما تم توفير حظيرة للطائرات المروحية.
الغواصة Dosan
وتعتبر فئة KSS-III (Jangbogo-III)، المعروفة أيضاً باسم فئة Dosan Ahn Chang-ho، ضمن سلسلة من الغواصات الهجومية التي تعمل بالديزل والكهرباء من الجيل التالي والتي يتم بناؤها لتعزيز قدرات الدفاع البحري في كوريا الجنوبية.
ويتضمن مشروع KSS-III تطوير 9 غواصات هجومية يتم بناؤها في 3 دفعات كجزء من برنامج إنتاج الغواصات المحلي في كوريا الجنوبية، وفقاً لموقع Naval Technology.
وتم بناء الهيكل الأول والثاني من الدفعة الأولى بواسطة شركة "دايو" لبناء السفن والهندسة البحرية (DSME)، في حين تم بناء الهيكل الثالث بواسطة شركة "هيونداي" للصناعات الثقيلة.
وستتضمن الدفعة الثانية 3 غواصات، مع بعض التغييرات في التصميم عن هياكل الدفعة الأولى، فيما ستتميز الثلاث المتبقية بتقنيات أكثر تقدماً.
ومنحت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية عقداً لشركة DSME في ديسمبر 2012 لبناء غواصتين من الدفعة الأولى من KSS-III.
وتم منح عقد الغواصة الثالثة من الدفعة الأولى لشركة HHI في نوفمبر 2016.
ويبلغ طول غواصات الدفعة الأولى من طراز KSS-III نحو 83.3 متراً وعرضها 9.6 متراً وغاطسها 7.62 متراً، وبحمولة إجمالية تبلغ قرابة 3 آلاف طن، وتستطيع الغواصات استيعاب طاقم مكون من 50 فرداً.
ويمكن تشغيل الغواصات والتحكم بها باستخدام لوحات التحكم التي طورتها مجموعة ECA. ويسمح الطيار الآلي الرقمي الموجود في لوحات التحكم بتشغيل الغواصة والتحكم فيها في الأوضاع التلقائية واليدوية والمختلطة.
وتحمل الغواصات سوناراً نشطاً مستمراً (CAS)، وسوناراً جانبياً (FAS) للكشف عن الأهداف، وتصنيفها وتحديد موقعها.
كما تم دمج فئة KSS-III بنظام إدارة القتال الذي طورته شركة "هانوا" لاكتشاف الأهداف وتتبعها والاشتباك.
وستكون الغواصة من الدفعة الثانية أكبر من الغواصة نظيرتها في الدفعة الأولى، إذ ستحمل المزيد من الأسلحة وستتميز بنظام قتالي محسن ونظام سونار. وستتمتع السفينة بمستوى مطور من التخفي، وقدرة على العمل تحت الماء.
وسيبلغ طول الغواصة من الدفعة الثانية 89 متراً، وعرضها 9.6 متراً، وستكون السرعة القصوى وقدرة استيعاب الطاقم هي نفسها الموجودة في غواصات الدفعة الأولى.
وتم تجهيز غواصات الدفعة الأولى من KSS-III بستة أنابيب إطلاق عمودية (VLS) و8 أنابيب طوربيد مقاس 533 مم. كما تتمتع القوارب بالقدرة على حمل صواريخ كروز وباليستية.
وتم تجهيز الغواصتين الأولى والثانية في الدفعة الأولى بنظام إطلاق الأسلحة والتعامل معها (WHLS) من شركة Babcock.
ويشتمل نظام (WHLS) على تفريغ إيجابي يعمل بمضخة توربينية هوائية (ATP)، ونظام إطلاق صمام إطلاق قابل للبرمجة.
وتم تجهيز غواصات الدفعة الأولى بأبراج المراقبة الكهروضوئية من الجيل الجديد من شركة Safran Electronics & Defense، والتي تتميز بدقة عالية للصور وقدرات معالجة.
وتشمل وسائل الملاحة على متن الغواصات نظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
كما تتميز الغواصة برادار بحري، ونظام الدعم الإلكتروني Pegaso (ESM)، وسونار للكشف عن الأهداف. ويتيح Pegaso احتمالية اعتراض إشارات الطائرات والسفن بنسبة 100% تقريباً.
وتتمتع غواصات KSS-III Batch-I، التي تعمل بنظام دفع مستقل عن الهواء يعمل بالديزل والكهرباء وخلايا الوقود، بالقدرة على إجراء عمليات تحت الماء لمسافات طويلة لمدة تصل إلى 20 يوماً.
القوات الأميركية في كوريا
وأعلنت وزارتا الخارجية في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، في أكتوبر الماضي، أن البلدين اتفقا على خطة جديدة مدتها 5 سنوات لتقاسم تكلفة إبقاء القوات الأميركية في كوريا الجنوبية.
وقالت الخارجية الكورية في بيان، إن الدولتين اتفقتا على رفع تكاليف الدفاع بنسبة 8.3% إلى 1.52 تريليون وون (1.13 مليار دولار) بحلول عام 2026.
وتمكن لي تاي وو كبير المفاوضين الكوريين الجنوبيين وليندا سبيشت كبيرة المفاوضين الأميركيين خلال المناقشات بشأن تقاسم تكاليف الدفاع، من وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة الجديدة بعد 8 جولات من المحادثات بدأت في أبريل الماضي، وعقدت قبل انتهاء صلاحية الصفقات القائمة العام المقبل.
ويتمركز نحو 28 ألف و500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية كجزء من الجهود الرامية إلى ردع كوريا الشمالية المسلحة نووياً.
وبدأت كوريا الجنوبية في تحمل تكاليف نشر القوات الأميركية، والتي كانت تُستخدم لتمويل العمالة المحلية، وبناء المنشآت العسكرية، وغير ذلك من الدعم اللوجستي، في أوائل تسعينيات القرن العشرين.
وأسست الولايات المتحدة معسكر همفريز، والذي يعتبر بين أكبر القواعد الأميركية في العالم. وتزايدت أهمية المعسكر مع قيام كوريا الشمالية بتوسيع تهديدها العسكري خلال السنوات الأخيرة.
وقال قائد الحامية العقيد ريان ووركمان، إن القاعدة هي "مركز الثقل للتحالف العسكري" بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وباعتبارها أكبر قاعدة أميركية في كوريا الجنوبية، فإن وجودها يرسل أيضاً رسالة ردع عبر شمال شرق آسيا.
وفي حديثه أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مارس الماضي، قال قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية بول لاكاميرا، إن الصين وروسيا، خصمي الولايات المتحدة، يجب أن "ينتبها" إلى عشرات الآلاف من القوات الأميركية في شبه الجزيرة في أي سيناريو محتمل للصراع.
ووصف لاكاميرا سول، بأنها "محور الأمن في شمال شرق آسيا وحليف معاهدة يجب علينا الدفاع عنه".
ويرى خبراء، أنه في حال تجدد الحرب في شبه الجزيرة الكورية، فإن معسكر همفريز سوف يصبح الهدف الأكبر لكوريا الشمالية.
وتعتبر همفريز المقر الرئيسي للقوات الأميركية في كوريا، والجيش الأميركي الثامن، والفرقة الثانية للمشاة في الجيش. كما أنها تستضيف قيادة القوات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وقيادة الأمم المتحدة، التي أنشئت لمحاربة الحرب الكورية وتستمر كضامن دولي لأمن كوريا الجنوبية.
تحتوي هذه المنشأة على مطار هو الأكثر نشاطاً للجيش الأميركي في المحيط الهادئ، والذي يزخر بوحدات المروحيات وطائرات الاستخبارات.