أعلن الجيش الأميركي إجراء اختبار اعتراضٍ، هو الأول على الإطلاق، لصاروخ باليستي من نظام دفاعه الصاروخي المتمركز في جوام، في خطوة وصفها مسؤول عسكري بأنها "انجاز حاسم"، لما يُعد خط الدفاع الأول لواشنطن في حالة خوض حرب ضد بكين.
وقال قائد قوة المهام المشتركة في ميكرونيزيا، جريج هوفمان، إن الاختبار الذي أجري قبالة سواحل الأراضي الأميركية أكد قدرة الولايات المتحدة على اكتشاف وتعقب والتعامل مع صاروخٍ مستهدَف أثناء الطيران، ما يزيد من الاستعداد للدفاع ضد التهديدات المعادية المتطورة، بحسب موقع Breaking Defense.
واستخدم نظام الدفاع الجوي Aegis خلال الاختبار راداراً جديداً من طراز AN/TPY-6 لتتبع الهدف، ونظام إطلاق عمودي لإطلاق صاروخ Standard Missile-3 Block IIA على صاروخ باليستي متوسط المدى قادم، يتم إطلاقه من الجو ويحلق فوق المحيط بالقرب من قاعدة أندرسن الجوية.
وقال البنتاجون إن رادار AN/TPY-6 تعقَّب الهدف بعد وقت قصير من الإطلاق لاعتراضه، في أول استخدام للرادار للتتبع من البداية إلى النهاية خلال اختبار طيران صاروخ باليستي حي.
"خطوة محورية"
ووصفت وكالة الدفاع الصاروخي هذا الحدث بأنه "خطوة محورية" نحو نظام دفاعي أكبر، وأكثر شمولاً في جوام، مصممٌ لمواجهة تهديدات متعددة في وقت واحد.
وقال خبير الدفاع الصاروخي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية توم كاراكو، في تصريحات لـ Breaking Defense، إن الدفاع عن جوام أحد أهم وأصعب التحديات التي تواجه تطوير الدفاع الصاروخي.
وأضاف أنه في حين أن هذه المواجهات مثيرة للدهشة في كثير من النواحي، فإن الاختبار كان روتينياً نسبياً من حيث هدف صاروخ باليستي واحد.
وأكد كاراكو أن نظام دفاع جوام سيدمج في نهاية المطاف أنظمة متعددة مستقلة للتحكم في النيران في شيء يمكنه التعامل مع الهجمات المعقدة والمتكاملة مع وابل من الصواريخ في جميع أنحاء طيف التهديد الجوي والصاروخي.
دفاع قوي
وأشار إلى أن مثل هذا الدفاع القوي سيكون ضرورياً إذا اندلعت حرب مع الصين.
وقال كاراكو إنه في مثل تلك الحرب، قد تطلق بكين وابلاً من الصواريخ "أكبر بكثير مما رأيناه في هجوم إيران على إسرائيل في 14 أبريل".
ولعدة سنوات، أكد القادة العسكريون الأميركيون من منطقة المحيطين الهندي والهادئ على الحاجة إلى بناء جوام كنقطة انطلاق عسكرية ومركز للدفاع الجوي، ولكن تلك المهمة ليست سهلة.
وفي أكتوبر، اقترحت وكالة الدفاع الصاروخي تقليص عدد مواقع الدفاع الصاروخي على الجزيرة من 22 إلى 16 بسبب مخاوف من التأثير البيئي.
وأشاد رئيس وكالة الدفاع الصاروخي الفريق أول هيث كولينز بالجهد الجماعي الهائل، والتنسيق بين مختلف منظمات البنتاجون، لكن الجيش الأميركي لا يزال يحاول تحديد من سيكون مسؤولاً عندما يتعلق الأمر بإقامة العناصر المختلفة لنظام الدفاع الصاروخي الأوسع والمعقد في جوام.
وقال العميد فرانك لوزانو، المسؤول التنفيذي عن برنامج الصواريخ والفضاء في الجيش الأميركي، إنه لا ينبغي الاكتفاء بإنجاز هذه البرامج الفردية فحسب، بل يتعين عليها جميعاً أن تعمل معاً.