بعد سنوات من الانتظار.. تايوان تتسلم دبابات أميركية متقدمة

time reading iconدقائق القراءة - 8
تسليم أولى دفعات دبابات أبرامز الأميركية إلى تايوان. 16 ديسمبر 2024 - x/MoNDefense
تسليم أولى دفعات دبابات أبرامز الأميركية إلى تايوان. 16 ديسمبر 2024 - x/MoNDefense
دبي -الشرق

احتفلت تايوان قبل أيام بوصول 38 دبابة أميركية من طراز أبرامز، والتي وصفتها بـ"أعظم آلة حرب في العالم"، لكن ذلك الاحتفال جاء متأخراً عامين عن موعد التسليم المتفق عليه.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن تايوان انتظرت طويلاً لوصول أول دفعة من صفقة توريد 108 دبابات من طراز أبرامز، كانت قد وقعتها مع الولايات المتحدة قبل خمس سنوات في يونيو 2019، خلال الولاية الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترمب.

كان من المخطط أن يتلقى الجيش التايواني أول دفعة من دبابات أبرامز M1A2 المتطورة في عام 2022، لتحل محل دبابات باتون من حقبة حرب فيتنام التي اعتمد عليها جيش تايوان لعقود من الزمان.

لكن الولايات المتحدة تأخرت عن هذا الجدول الزمني بسنتين، إذ أضافت جائحة فيروس كورونا، والحروب الجديدة في أوكرانيا والشرق الأوسط ضغوطاً على صناعة الدفاع الأميركية.

والآن، في الوقت الذي يستعد فيه ترمب للعودة إلى البيت الأبيض، يقول محللون دفاعيون غربيون وتايوانيون إن تراكم شحنات الأسلحة المفترض تسليمها إلى تايوان، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز F-16V وصواريخ تاو المضادة للدبابات؛ من المرجح أن يتلاشى إلى حد ما، وفق الصحيفة الأميركية.

لعقود من الزمان، كانت واشنطن أهم داعم عسكري لتايبيه، إذ تزودها بالأسلحة اللازمة لردع أي هجوم محتمل من جانب الصين. 

تقول الصين إن الجزيرة تابعة لها، ولم تستبعد استخدام القوة في فرض سيطرتها عليها. وتحتج بكين بانتظام على إعلانات مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان، وتدينها باعتبارها تدخلاً في شؤونها السيادية. ولم تكن الشكاوى الصينية هي العامل الأكثر فعالية في إبعاد الأسلحة الأميركية المتقدمة عن أيدي تايوان، بل كانت الاختناقات في سلاسل الإمداد الأميركية.

شحنات متأخرة

في وقت سابق من العام الجاري، تجاوزت قيمة أنظمة الأسلحة مدفوعة الثمن والتي لم يتم تسليمها بعد إلى تايوان 20 مليار دولار، وفقاً لحسابات إريك جوميز، محلل الدفاع في معهد كاتو في واشنطن. قال جوميز: "يجب أن يبدأ هذا الرقم في الانخفاض".

بالإضافة إلى دبابات أبرامز، تلقت تايوان الشهر الماضي أول دفعة من أنظمة الصواريخ المدفعية بعيد المدى أميركي الصنع "هيمارس"، الذي تستخدمه أوكرانيا بفعالية كبيرة في حربها ضد روسيا. وتضع تلك الصواريخ الأهداف على طول الساحل الجنوبي الشرقي للصين في نطاق أي ضربة تايوانية.

كما أدى وصول "هيمارس" إلى خفض تقدير جوميز لقيمة أوامر الأسلحة غير المسلمة إلى تايوان إلى 19.17 مليار دولار في نوفمبر، قبل وصول الدبابات هذا الأسبوع.

وقال إنه حتى نهاية عام 2026، من المتوقع أن يكتمل تسليم مجموعة من المبيعات الكبيرة، بشرط عدم وجود تأخيرات إضافية.

وبحلول نهاية العام الجاري، من المتوقع أن تصل شحنة من صواريخ TOW-2B المضادة للدبابات، بعد التأخير الذي أرجعه الجيش التايواني جزئياً إلى الضغوط على صناعة الدفاع الأميركية. وتقول القوات الجوية التايوانية إنها متفائلة بشأن حصولها على مقاتلات F-16V بحلول عام 2026.

تمت الموافقة على بيع صواريخ TOW-2B  في عام 2015 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، بينما وافقت إدارة ترمب على بيع 108 دبابات أبرامز و66 مقاتلة F-16V إلى تايوان في عام 2019، تليها أنظمة هيمارس في عام 2020. ومن المتوقع أن تصل الدبابات السبعين المتبقية من طراز أبرامز بحلول عام 2026.

وقال متحدث باسم البنتاجون، إن العمل يتم بشكل وثيق مع المقاولين الدفاعيين لتوسيع القدرة الإنتاجية، وتسريع تسليم الأسلحة إلى تايوان. 

وأضاف الرائد بيت نجوين، رداً على أسئلة "وول ستريت جورنال"، أن تايوان "تحظى بالأولوية إلى أقصى حد ممكن"، مضيفاً أن تواريخ التسليم الطويلة ليست خاصة بتايوان بل هي تحدي عالمي.

سياسات ترمب تجاه تايوان

يظل النهج الذي سيتبعه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تجاه تايوان بشكل عام، غير واضح. خلال الحملة الانتخابية، حذر ترمب من أن تايوان ستضطر إلى زيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير وعدم الاعتماد بالكامل على الدعم العسكري الأميركي. كما أكد ترمب في بعض الأحيان على علاقاته الشخصية الوثيقة بالرئيس الصيني شي جين بينج، كما أشار إلى قرب تايوان من البر الرئيسي الصيني والمسافة الكبيرة التي تفصلها عن الولايات المتحدة.

من ناحية أخرى، اختار ترمب عدداً من "الصقور" المتشددين تجاه الصين لقيادة فريق الأمن القومي الخاص به، بما في ذلك السيناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية والنائب مايك والتز مستشاراً للأمن القومي. يقول بعض المحللين التايوانيين إن اختيار المنتقدين لبكين داخل الحزب الجمهوري يمنح تايوان فرصة للحصول على أسلحة سعت إليها منذ فترة طويلة.

وقال سو تزو يون، الخبير الأمني ​​المقيم في معهد أبحاث الدفاع والأمن الوطني في تايبيه، والذي تدعمه المؤسسة العسكرية التايوانية، إنه "في الولايات المتحدة، يتعامل الحزبان مع مبيعات الأسلحة إلى تايوان بشكل مختلف. والآن بعد أن أصبحنا في فترة ولاية ترمب الثانية، يجب على تايوان أن تغتنم هذه الفرصة لترقية بعض المنصات القديمة في جيشها".

وتحدث المسؤولون التايوانيون عن التزامهم بتحسين قدراتهم العسكرية وتعهدوا بزيادة الإنفاق العسكري للجزيرة، على الرغم من الهيئة التشريعية التي تسيطر عليها المعارضة والتي أدت سيطرتها على الميزانية إلى تعقيد مثل هذه الجهود.

في حين تظل قائمة طموحات تايوان غير واضحة، رفضت المتحدثة باسم الرئيس التايواني، الشهر الماضي، التقارير التي تشير إلى أن تايبيه تفكر في شراء مقاتلات F-35 من شركة لوكهيد مارتن وطائرات E-2D هوك آي المتقدمة من شركة نورثروب جرومان، من بين أسلحة ومعدات أخرى باهظة الثمن.

أهداف التسلح

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن إريك جوميز، محلل الدفاع في معهد كاتو في واشنطن، قوله إن أي طلبات جديدة من جانب تايوان "سترفع رقم المتأخرات إلى مستوى أعلى بكثير مما كان عليه من قبل"، كما أن "الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً أيضاً لتحقيق ذلك". 

وتساءل جوميز بشأن ما إذا كانت تايوان "تشتري الرضا السياسي (الأميركي) أم أنها تشتري بالفعل قدرات عسكرية مفيدة يمكن تسليمها بسرعة؟".

ويرى المحللون أن دبابات أبرامز الجديدة تحقق كلا الشرطين، وترسل رسالة مبهرة إلى إدارة ترمب مفادها أن تايوان على استعداد للدفع لتحسين دفاعاتها، مع تعزيز قدراتها أيضاً في حال قيام الجيش الصيني باجتياح الجزيرة.

وقال ديريك جروسمان، المحلل الدفاعي الكبير في مؤسسة راند للأبحاث: "تايوان، نعم، تشتري سلعاً باهظة الثمن قد يناقش البعض فائدتها. لكن في نهاية المطاف، أعتقد أنهم اتخذوا قرارات حكيمة بأموالهم".

تصنيفات

قصص قد تهمك