أفادت مصادر روسية متعددة بأن موسكو قد تدرس بالتفصيل دبابة من طراز Abrams M1A1 الأميركية في أكبر منشأة لإنتاج الدبابات في البلاد Uralvagonzavod، وذلك بعدما استولت عليها في أوكرانيا.
ومع تحييد أكثر من 20 دبابة Abrams في أوكرانيا والبالغ عددها 31، فإن الاستيلاء المؤكد على العديد منها، وبعضها بأضرار طفيفة للغاية، يوفر فرصة لخصم الولايات المتحدة لتفكيك إحدى المركبات لإجراء دراسة مفصلة، وفق مجلة Military Watch.
وذكرت Military Watch أن قيمة الاستيلاء على دبابات Abrams كبيرة، نظراً لانتشارها على نطاق واسع.
كما يُعتبر 3 من أحدث عملاء هذا الطراز من الدبابات، وهم بولندا وأستراليا وتايوان، على الخطوط الأمامية للصراعات المستقبلية المحتملة.
وأكدت لقطات مصورة في أواخر سبتمبر الماضي، أن دبابة من طراز Leopard 2A6 الألمانية تم الاستيلاء عليها من القوات الأوكرانية أيضاً قد أُرسلت إلى منشأة Uralvagonzavod للدراسة.
معلومات استخباراتية قيمة
وذكرت وسائل إعلام روسية أن المتخصصين كانوا يحللون مكونات الدبابة وأنظمتها الفرعية للحصول على معلومات استخباراتية بشأن قدراتها، بما في ذلك تقييم المستوى العسكري التقني الفعلي للأنظمة المختلفة والمركبة نفسها.
ومن المرجح أن توفر دبابات Leopard 2A6 معلومات استخباراتية أكثر قيمة من دبابات Abrams لسببين رئيسيين: الأول هو أن الدبابات الأميركية المرسلة إلى أوكرانيا تم تصنيعها خصيصاً للتصدير، مع إزالة التقنيات الحساسة، في حين تم نقل الدبابات الألمانية مباشرة من مخزونات الجيش الألماني.
ويُعتبر السبب الثاني هو أن Leopard 2 هي إلى حد بعيد فئة الدبابات الأكثر استخداماً في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إذ تقوم 15 دولة عضو في الحلف حالياً بتشغيلها، في حين أن العديد من الدول الأخرى إما لديها دبابات قيد الطلب أو من المتوقع أن تتقدم بطلبياتها الأولى.
ومن المتوقع كذلك أن تحظى المعلومات الاستخباراتية بشأن دبابة Abrams على وجه الخصوص بتقدير كبير من جانب الشركاء الاستراتيجيين لروسيا، وخاصة الصين وكوريا الشمالية، وذلك في أعقاب مبيعات الدبابات إلى تايوان.
وبعد أن بدأت أوكرانيا في تلقّي دبابات Abrams في سبتمبر 2023، شوهدت لأول مرة في 23 فبراير 2024، حيث مُنيَت الدبابات بأول خسارة مؤكدة بعد 3 أيام فقط من تشغيلها، تلاها سلسلة من الخسائر الإضافية على مدى الشهرين التاليين.
وبلغت ذروة هذه الخسائر بانسحاب مؤقت من الخطوط الأمامية في أبريل، على الرغم من أنها تكبدت مرة أخرى معدلات مرتفعة من الخسائر بعد نشرها من جديد.
كما تم تحقيق معظم عمليات التدمير المصورة بواسطة المدفعية الموجهة أو بطائرات مسيّرة انتحارية.
وشكك خبراء ومسؤولون أميركيون في مدى فاعلية دبابات Abrams بشكل متزايد. وسلط الموظفون الأوكرانيون الضوء على استيائهم من أداء دبابات Abrams، مستشهدين بمشكلات فنية مثل ضعف المكونات الإلكترونية للتكثيف، فضلاً عن ضعفها أمام النيران الروسية.