تواصل القوات الخاصة في أوكرانيا إظهار قدرات كبيرة على تنفيذ عمليات "حرب العصابات" ونصب الكمائن للقوات الروسية، وسلط مقطع فيديو جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي الضوء على الوحدة الخامسة للأغراض الخاصة "أوميجا"، التي نصبت كميناً لقافلة من المظليين الروس باستخدام قاذفات الصواريخ المحمولة AT-4، بحسب موقع army recognition.
وصممت الولايات المتحدة والسويد بشكل مشترك قاذفات الصواريخ المحمولة AT-4، وهي قاذفة أحادية الاستخدام ذات قيمة عالية لدى القوات الخاصة؛ نظراً لسهولة تشغيلها وقوتها النارية الكبيرة.
وأثبتت AT-4، التي تنتجها شركة "SAAB" قدرتها على تدمير المركبات المدرعة بطلقة واحدة، ولذلك أصبحت من الأصول الرئيسية للقوات الأوكرانية في هذا النوع من العمليات.
سلاح خفيف ومدمر
تعتبر قاذفة الصواريخ AT-4 بعيار 84 ملليمتر، نظام سلاح خفيف الوزن وقابل للحمل وذو قدرة عالية على المناورة.
وعلى الرغم من حجمها الصغير، جرى تصميم AT-4 لتدمير الأهداف المدرعة الثقيلة، بمدى يتجاوز 400 متر، كما تحظى بالقدرة على اختراق ما يصل إلى 600 ملليمتر من الدروع الفولاذية، ما يجعل المركبات المدرعة الروسية عرضة لهجوم محكم.
ويجري نقل هذه القوة التدميرية بواسطة مقذوف عالي الاختراق (HP)، وهو أمر أساسي لفعالية AT-4. وخلال الهجوم الذي نفذته وحدة "أوميجا" الأوكرانية، استخدم المشغلون قاذفات الصواريخ AT-4 لضرب المركبات المدرعة الروسية بدقة، بما في ذلك الدبابات وناقلات الجنود.
وتمكنت القوات الأوكرانية، مستفيدة من معرفتها بالتضاريس والقدرة على الحركة، من وضع قواتها بشكل استراتيجي في مناطق تمكنها من الضرب بسرعة والانسحاب قبل أن يتمكن العدو من الرد بفعالية.
وأثبتت AT-4، بفضل تصميمها البسيط وقدرتها على الاستخدام في الأماكن الضيقة أو خلف العوائق، أنها الخيار الأمثل لهذا الشكل من الحرب، الذي يعتمد على السرعة والمفاجأة والكفاءة.
وأظهرت القوات الخاصة الأوكرانية مهارة في استخدام المعدات المحمولة، لإلحاق أضرار جسيمة بالعدو المجهز بعتاد أثقل.
وتسمح صواريخ AT-4 للقوات الأوكرانية بتنفيذ هجمات فعالة، وتدمير أهداف حاسمة مثل المركبات المدرعة أو الجسور أو المواقع المحصنة مع الحفاظ على حركتها وصعوبة اكتشافها.
وتمكن هذه الاستراتيجية الحربية، التي تجمع بين الأسلحة الخفيفة الوزن والقوية مثل AT-4 والمرونة التكتيكية العالية، القوات الخاصة الأوكرانية من الصمود في وجه عدو أكبر حجماً وأفضل تسليحاً.
الحرب الحديثة
تشكل القدرة على شن مثل هذه الهجمات القوية عنصراً حاسماً في الحرب الحديثة، إذ لا يكون التفوق التكنولوجي حاسماً دائماً.
والجيوش التي تتقن التعامل في الكمائن والاستخدام الفعال للتكنولوجيات المحمولة وحرب المناورة؛ قادرة على إلحاق خسائر كبيرة بقوات العدو المعرضة لهجمات محكمة.
وسمحت صواريخ AT-4 للقوات الأوكرانية بشن ضربة عالية الكثافة ضد رتل من المركبات المدرعة الروسية، ما تسبب في أضرار جسيمة لمعدات وقوات العدو.
وسلطت هذه الهجمات الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه قاذفات الصواريخ خفيفة الوزن وأنظمة الأسلحة المحمولة في الصراعات غير المتكافئة الحديثة.
وفي البيئات التي لا تكفي فيها الحرب التقليدية، تمكن أسلحة مثل AT-4 القوات الخاصة من إلحاق الخسائر بالعدو وتعطيل خطوط إمداده وتحركاته.
ويمثل نظام AT-4 "استجابة تكتيكية مناسبة لواقع ساحة المعركة"، إذ تعد القدرة على الحركة والسرعة والمفاجأة ضرورية.
ويوضح استخدام وحدة "أوميجا" صاروخ AT-4 في الهجمات، التأثير الذي يمكن أن تحدثه المعدات العسكرية البسيطة والقوية عند استخدامها بدقة وفي الظروف المناسبة.
وأصبح نظام AT-4 أداة رئيسية في عمليات القوات الخاصة الأوكرانية، ما يسمح لها بتنفيذ "هجمات مدمرة" ضد عدو أكبر وأفضل تجهيزاً، مع تقليل تعرضها للخطر.