كيف ستؤثر مقاتلات الصين على خطط أميركا لتصنيع طائرة الجيل السادس؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
طائرة مقاتلة صينية من طراز J-20 تحلق خلال معرض تشوهاي الجوي في جنوب الصين، 14 نوفمبر 2024 - Reuters
طائرة مقاتلة صينية من طراز J-20 تحلق خلال معرض تشوهاي الجوي في جنوب الصين، 14 نوفمبر 2024 - Reuters
دبي -الشرق

احتفلت الصين، أواخر الشهر الماضي، بعيد ميلاد مؤسسها ماو تسي تونج، بالكشف غير الرسمي عن تصميمين جديدين متقدمين لطائرات من الجيل السادس.

وفي حين لا تزال التفاصيل المتعلقة بهذه الطائرات ضئيلة، أشار خبراء لموقع Breaking Defense إلى وجود تلميحات حول الكيفية التي قد تؤثر بها الأنظمة الجديدة على المصالح الأميركية في المنطقة.

وتظهر الطائرات في مقاطع فيديو تسرَّبت على وسائل التواصل الاجتماعي، ويشير بقاء تلك المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين أن "التسريبات" حصلت على موافقة رسمية.

مقاتلات الجيل السادس

وتُظهِر مقاطع الفيديو طائرتين بتصميمٍ غير معروف من قبل، وتبدو الطائرة الأكبر حجماً، بتصميم جناح طائر متقدم يشبه إلى حد ما القاذفات الأميركية B-2، وB-21، أُطلِق عليها في المناقشات العامة اسم Chengdu J-36، وذلك لأنه يُعتَقد أنه تم تطويرها بواسطة شركة Chengdu Aircraft Corporation (CAC).

أما الطائرة الثانية، وهي أقل وضوحاً، فيبدو أنها بحجم مقاتلة، ومن المرجَّح أنه تم تطويرها بواسطة شركة Shenyang Aerospace Corporation (SAC).  

وقال خبراء في الطائرات الصينية والأميركية المتقدمة إن الطائرة الأكبر حجماً J-36، ربما تكون مصممة لعمليات بعيدة المدى، وحمل حمولة كبيرة من الأسلحة.

وأكد برايان كلارك، الخبير في معهد هدسون بواشنطن، أن التصميم الذي لا ذيل له يهدف إلى التخفي، أما تصميم الجناح المثلث فيهدف إلى منحه مدى طويلاً، وهو بحجم طائرة مقاتلة تقريباً، لذا لا يُعتَقد أنه من المقصود أن يكون نظيراً لقاذفة القنابل B-21.

الطائرة J-36

قال ديف ديبتولا، رئيس معهد ميتشل التابع لرابطة القوات الجوية والفضائية، إنه فيما يتعلق بالطائرات المتقدمة الفعلية، التابعة للقوات الجوية الصينية، لا تبدو هذه الطائرات كطائرات ذات خصائص جو-جو تقليدية، ولكنها أكثر شبهاً بالطائرات شديدة التخفي، مع حجرات حمولة كبيرة حتى تتمكن من الاقتراب بدرجة كافية لإطلاق الطلقات الأولى ضد الطائرات الأميركية عالية القيمة، أو إطلاق الذخائر ضد الأهداف السطحية عالية القيمة للولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك السفن السطحية.

فيما أكد مالكولم ديفيس، الخبير في شؤون الصين في المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، أن خزانة الأسلحة الكبيرة على J-36 تمنحها القدرة على أن تكون طائرة اعتراضية طويلة المدى ممتازة، يمكن تحسينها ضد منصات الدعم القتالية الأميركية والحلفاء مثل AWACS / AEW، وناقلات النفط، ومنصات الاستطلاع الأخرى من نوع MPA.

وقال ديفيد إن هذا من شأنه أن يجعل من الصعب على طيران حاملة الطائرات، التابعة للبحرية الأميركية، نشر قوتها داخل سلسلة الجزر الأولى، إذا كانت منصات الدعم القتالية الرئيسية الخاصة بها غير قادرة على البقاء في مواجهة طائرة اعتراضية عالية السرعة، وطويلة المدى، وخفية مثل J-36.

وعملت الصين منذ فترة طويلة على تصنيع الكثير من صواريخها طويلة المدى وعالية السرعة مثل DF-21، مع قدرتها المفترضة على ضرب حاملات الطائرات الأميركية، والأهداف مثل جوام.

ولأن الطائرة الأصغر حجماً والثانية يصعب رؤيتها، فقد كان الخبراء أقل قدرة على تقييمها، لكن ديفيس افترض أن زعانف ذيلها القابلة للمناورة بالكامل مبتكرة للغاية، إذ تسمح بالتخفي المتفوق عندما تكون مسطَّحة، وقابلية المناورة المتفوقة عندما تكون نشطة.

ويعتقد ديفيس أن SAC عبارة عن منصة ذات مدى أقصر، مع حمولة أقل من J-36، "لذا ربما تكون مُحسّنة للعمليات داخل سلسلة الجزر الأولى، في حين تتمتع CAC J-36 بسرعة ومدى وحمولة أكبر بكثير"، كما قال ديفيس، وأضاف: "ببساطة، نحن بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول منصة SAC لإجراء تحليل معقول، ولهذا السبب فإن معظم التحليلات تدور حول منصة CAC".

التفكير الأميركي

بالرغم من أن الجيش الصيني ربما نجح في تشغيل طائرتين جديدتين، فإن التساؤل هو كيف يمكن لهما التأثير على التفكير الاستراتيجي الأميركي.

وقال كلارك إن الطائرات الصينية "متأخرة كثيراً" عن نظيراتها الأميركية في التخفي، ودمج أجهزة الاستشعار، والسرعة والقدرة على المناورة. 

وأضاف أن الصين قادرة على "سرقة أو تقليد" العناصر الخارجية لتصميم أميركي، في حين أن أنظمة المهمة، والطلاءات الخفية، وتقنيات الدفع والتحكم في الداخل إما شديدة السرية، وبالتالي يصعب الوصول إليها، أو يصعب تكرارها، باستخدام التكنولوجيا الصينية الأصلية.

وأشار ديفيس إلى الصعوبات التي تواجهها الصين في بناء محركات نفَّاثة ذات توربينات عالية الجودة ومتينة.

وأكد كلارك أن صناعة محركات الطائرات النفاثة والإلكترونيات في الصين "غير ناضجة"، ولهذا السبب لم تتمكن شركة كوماك من إطلاق طائرة تجارية قابلة للاستخدام حتى وقت قريب، وحتى هذه الطائرة لا يتم شراؤها إلا من قبل شركات الطيران الصينية التي ليس لديها خيار آخر. 

وتعتمد العديد من الطائرات العسكرية والتجارية الصينية على أجزاء الدفع والإلكترونيات الغربية.

وأضاف كلارك أن الواقع هو أن الصينيين في كثير من الأحيان يبنون أنظمة أسلحة تحاكي فعلياً ما تمتلكه الولايات المتحدة لإظهار البراعة التقنية للصين، والإيحاء بأن الجيش الصيني ليس متخلفاً عن الولايات المتحدة في تطوير الأسلحة.

برنامج الهيمنة الجوية الأميركية

ووصف خبراء آخرون الطائرة J-36 بأنها نظير محتمل لبرنامج الهيمنة الجوية الأميركية من الجيل التالي - NGAD، والذي يمر حالياً بمرحلة إعادة التقييم دون ضمانات بتحقيقه بالكامل. 

وزعم ديبتولا أن صور الطائرة J-36 من شأنها أن تمنح المخططين الأميركيين الحافز لمواصلة تنفيذ برنامج الهيمنة الجوية الأميركية من الجيل التالي.

وفي بداية العام الجاري، خفَّض محلل الأسهم سكوت دوشل، من "دويتشه بنك"، تصنيف أسهم Lockheed Martin من "شراء" إلى "احتفاظ" جزئياً بسبب ظهور الطائرات الصينية. 

وقال إن ظهور الطائرات الصينية جعل قضية شراء الطائرة F-35 أقل إقناعاً، وزاد من الحاجة إلى نظام الدفاع الجوي الصاروخي الجديد.

وأكد دوشل أنه من المرجَّح أن تؤدي التطورات في الصين إلى تسريع الحاجة إلى مقاتلة الجيل التالي- NGAD، لافتاً إلى أن النجاح النهائي في نشر نظام الدفاع الجوي الصاروخي الجديد، بحلول أوائل أو منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، قد يؤدي جزئياً إلى تقليص برنامج شراء مقاتلات F-35.

ويعتقد ديفيس أن ظهور الطائرة J-36 سيضفي إلحاحاً جديداً على برامج NGAD/FA-XX الأميركية، بالإضافة إلى برنامج GCAP. 

الصين وإدارة ترمب

وسيكون هناك قلق، وخاصة في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أن الصين قد تسرق زمام المبادرة في الجيل القادم من الطائرات.

وأشار ديفيس إلى أن مشروع مقاتلة الجيل التالي- NGAD مُعلَّق في انتظار المراجعة في إدارة ترمب، الذي من المرجَّح أن يموّل المشروع بالكامل لمجرد تجنّب التخلف عن الركب، وتوقَّع أن الصينيين سيبذلون جهوداً كبيرة وسريعة، لنشر هذه الطائرات الجديدة.

وقال إن الصين ستتحرك بشكل كبير لنشر طائرة J-20 على المستوى التشغيلي بعد رحلتها الأولى في عام 2011، وسيتم تحفيز الصينيين على تكرار ذلك أو تحسينه، والأبرز من ذلك أن منصات CAC J-36 وSAC ستشعل النار تحت قيادة القوات الجوية الأميركية والبحرية الأميركية ووزارة الدفاع فيما بطائرات الجيل التالي.

وأضاف ديفيس أن بكين لن ترغب في إهدار فرصة "إذلال الولايات المتحدة" من خلال نشر منصة الجيل السادس أولاً، بحسب موقع Breaking Defense.

تصنيفات

قصص قد تهمك